شلل اقتصادي مؤقت، تغطية الإنترنت تتراجع لـ44% بعد حريق سنترال رمسيس
الثلاثاء، 08 يوليو 2025 11:16 ص

حريق سنترال رمسيس
تحليل/ ميرنا البكري
في قلب القاهرة، وفي مبنى عمره أكثر من 90 عامًا، حدثت كارثة فاجأت الجميع، اندلع حريق في سنترال رمسيس، ولم يكن مجرد حريق في مبنى، بل كانت ضربة في صميم البنية التحتية الرقمية لمصر.
وفي وقت تسعى في مصر للتحول إلى “دولة ذكية”، أظهر هذا الحريق حجم التحديات المرتبطة بالاعتماد على بنية تحتية رقمية تقليدية ومراكز بيانات مركزية، بالإضافة إلى الحاجة لتعزيز خطط الطوارئ الرقمية والتوزيع الذكي للخدمات.

سنترال رمسيس، قلب الاتصالات المصرية منذ قرن
تم بناء المبنى عام 1927، وتم تطويره في عهد عبد الناصر بتكلفة 80 مليون جنيه وقتها، (تعادل أكثر من 8 مليار بالجنيه الآن)، وهو يعتبر القلب النابض لشبكة الاتصالات القومية، كما أنه مركز لكوابل الإنترنت والربط البيئي والداتا سنتر، التي تعتمد عليه آلاف الشركات، والبنوك، والوزارات، ويخدم يوميًا مئات الآلاف من المكالمات، تحويلات بنكية، تعاملات تجارية، وحركة الإنترنت في قلب العاصمة.
الخسائر الفعلية، شلل اقتصادي مؤقت
بعد الحريق، تراجع الاتصال بالإنترنت في مصر من 62% إلى 44% وفقًا لبيانات منظمة NetBlocks، كما كان هناك انقطاع في الإنترنت الأرضي والموبايل، ومشاكل في خدمات البنوك والدفع الإلكتروني والتجارة أونلاين.
تأثرت 3 شركات موبايل بدرجات مختلفة بسبب تعطل دوائر الربط، التي كانت داخل السنترال، كما شهدت مطارات مصر تأخيرات محدودة في الإقلاع بسبب ضعف في الشبكات.
تضررت أعمال شركات القطاع الخاص والتجار بسبب الانقطاع المفاجىء في الإنترنت، وأيضًا حدث شلل لحظي في نظم نقاط البيع والدفع بالموبايل في محلات كثيرة جدًا.
خطوات رقابية مرتقبة نحو تعزيز أمن واستدامة البنية التحتية للاتصالات
وأوضح الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أن الخدمة ستعود تدريجيًا خلال 24 ساعة، وسيتم تعويض المتضررين، وأيضًا سيتم التحقيق فيما حدث، وسيكون هناك إجراءات رقابية جديدة، والسؤال الهام: أين نوجه استثماراتنا الحقيقية في تأمين واستدامة البنية التحتية لقطاع الاتصالات؟
اقرأ أيضًا:
وكيل اتصالات النواب تُطالب بمحاسبة المقصرين في حريق سنترال رمسيس
حريق سنترال رمسيس يضرب منظومة شبكات شركات الكهرباء

التوقعات، دروس قاسية وفرصة للإصلاح
1. إعادة توزيع مراكز البيانات، لابد أن تتبنى الدولة نموذج الشبكات اللامركزية، بحيث لا يحدث شلل بسبب حريق أو حادث واحد.
2. استثمار عاجل في الأمن الرقمي، من أول مكافحة الحرائق حتى تأمين الشبكات نفسها.
3. زيادة مشاركة القطاع الخاص، الشركات الكبيرة مثل الاتصالات والبنوك لابد أن تصبح شريك في تأمين البنية التحتية وليس مستخدم فقط.
4. نقلة تشريعية وتنظيمية، من خلال قوانين تشجع النسخ الاحتياطي والاستثمار في مراكز بيانات في أكثر من محافظة.
ختامًا، ما حدث في سنترال رمسيس ليس مجرد حريق، بل جرس إنذار، نحن نعيش الآن في زمن الاقتصاد بتاعه قائم على التكنولوجيا أكثر من أي وقت مضى، يجب على جميع الأطراف، سواء الدولة أو القطاع الخاص، إعادة النظر في هيكلة البنية الرقمية، وخطط الطوارئ، وتعزيز الأمن المعلوماتي، لكي عندما يتعرض “مخزن أسرار مصر” لمشكلة، لا يتوقف الاقتصاد ولا يتحمل الناس العواقب، فالموضوع مسؤولية مشتركة، ويجب أن نكون أكثر استعدادًا.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، أضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
الشرق الأسيوي يعيد تشكيل تحالفاته، فيتنام في قلب الصراع الامريكي الصيني
08 يوليو 2025 02:53 م
ترقب لـ«قرار المركزي» المقبل تثبيت أم خفض جديد؟
08 يوليو 2025 08:36 ص
ترامب يهدد العالم بالرسوم الجمركية، والاقتصاد العالمي على صفيح ساخن
07 يوليو 2025 04:08 م

أكثر الكلمات انتشاراً