الإثنين، 07 يوليو 2025

10:08 م

ترامب يُعيد تشكيل الاقتصاد الأمريكي، الرابحون والخاسرون بعد فرض قانون الضرائب

الإثنين، 07 يوليو 2025 07:48 م

رسوم ترامب الجمركية

رسوم ترامب الجمركية

في خطوة جريئة تحمل توقيعًا اقتصاديًا سياسيًا صاخبًا، أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نسخة موسعة من قانونه الضريبي الشهير، في توقيت لافت يتزامن مع ذكرى الاستقلال الأمريكي. 

ترامب

قانون لم يكن مجرد إجراء مالي بل إعلان استراتيجي يعيد توجيه بوصلة الاقتصاد الأمريكي نحو قطاعات تقليدية على حساب أخرى ناشئة، ويعيد رسم الخريطة بين أمريكا الصناعية وأمريكا الرقمية.

 

العودة إلى أمريكا القديمة

القانون الجديد يمنح حزمة من التخفيضات الضريبية غير المسبوقة للصناعات الثقيلة، وشركات الطاقة الأحفورية والمقاولين الدفاعيين، ما يُعيد الزخم لقطاعات كانت في طور التراجع في عهد الإدارات السابقة. 

الصناعات الدفاعية على سبيل المثال، حصدت امتيازات موسعة في إطار خطط إنفاق عسكري ضخمة، فيما حصل منتجو النفط والغاز على تخفيضات تحفز التنقيب، وتسهل الوصول إلى أراضي عامة.

حتى قطاع السيارات التقليدية حصل على دعم غير مباشر، من خلال تقليص أو إلغاء الحوافز التي كانت تُمنح للسيارات الكهربائية. 

شركات مثل إكسون موبيل وكاتربيلر وبوينج باتت مرشحة لجني مكاسب مالية ضخمة من الإعفاءات المرتبطة بالاستثمار الرأسمالي وخفض الضرائب على الأرباح المُعادة من الخارج.

 

اقرأ أيضًا:

ترامب يهدد العالم بالرسوم الجمركية، والاقتصاد العالمي على صفيح ساخن

أصحاب الثروات رابحون بلا منازع

كبار المستثمرين والمليارديرات هم الفئة الأكثر استفادة، فقد تم توسيع الإعفاءات الضريبية على التركات وتخفيض نسب الضرائب على الدخل من الشركات الخاصة، إلى جانب استحداث خصومات إضافية للمواطنين من الولايات ذات الضرائب المرتفعة. 

كذلك، حصل مالكو الشركات الصغيرة على خصم دائم يصل إلى 20% من الدخل المؤهل، في وقت سُمح فيه لوكالات السيارات ومؤسسات الإقراض بتحقيق مكاسب إضافية.

وفي توجه شعبي الشكل لكنه رأسمالي الجوهر، تم تدشين حساب ترامب للأطفال المولودين حديثًا، ليُستخدم لاحقًا في الرعاية الصحية أو التعليم، مما يُضفي طابعًا اجتماعيًا على مشروع يظل في جوهره موجهًا للنخبة الاقتصادية.

ترامب والاقتصاد الأمريكي

خاسرون في الظل

في المقابل، جاءت الضربة قاسية لقطاعات التكنولوجيا والطاقة النظيفة والمهاجرين، فشركات التكنولوجيا، التي واجهت صعوبات في كبح تنظيم الذكاء الاصطناعي على مستوى الولايات، فقدت كثيرًا من الامتيازات. 

أما قطاع الطاقة المتجددة، الذي كان يحظى بدعم كبير في عهد بايدن، خسر معظم التخفيضات والإعفاءات التي كانت تدعم استثمارات الطاقة الشمسية والرياح.

الضربة الأوضح كانت لقطاع المركبات الكهربائية، إذ تم إلغاء الحافز الضريبي البالغ 7500 دولار، ما يضعف حوافز الشراء ويعيد ترتيب أوراق المنافسة لصالح السيارات التقليدية.

إضافة إلى ذلك، تم فرض ضرائب تصاعدية على جامعات النخبة، كما خسر المهاجرون بعض الامتيازات التأمينية والضريبية، في مشهد يُعيد تسليط الضوء على خطاب ترامب المناهض للهجرة.

اقرأ أيضًا:

ترامب يُعيد إشعال الحرب التجارية، الدولار يترنح والعالم يترقب

تأثير اقتصادي مزدوج.. دعم الشركات وزيادة الدين العام

من الناحية الاقتصادية البحتة، فإن القانون يوفر دفعة قوية للاستثمار والنمو الاقتصادي من خلال تخفيض ضرائب الشركات وتشجيع إعادة الأرباح من الخارج، شركات عملاقة مثل جي بي مورجان وجولدمان ساكس ووولمارت مرشحة لجني أرباح صافية أعلى.

لكن في المقابل، هذه التخفيضات ستُثقل كاهل الدين العام الأمريكي، إذ تُشير تقديرات مكتب الميزانية في الكونجرس إلى أن التشريع سيُضيف ما لا يقل عن 3.4 تريليونات دولار إلى الدين، خلال العقد المقبل، ويُتوقع أن يُكلف تمديد الإعفاءات الضريبية المؤقتة للأفراد نحو 4.5 تريليونات دولار.

دونالد ترامب

آثار اجتماعية وصحية غير محسوبة

وبينما يحتفي أنصار ترامب بما يعتبرونه انتصارًا للرأسمالية الأمريكية، يُحذر اقتصاديون من أن الفاتورة الاجتماعية ستكون باهظة. 

إذ يُتوقع خفض ميزانيات برامج الرعاية الصحية والغذائية، ما سيؤثر سلبًا على الفئات الأكثر هشاشة، مثل كبار السن والمواطنين منخفضي الدخل، كذلك، قد تُلقي التداعيات السلبية بظلالها على الصحة العامة ومستويات التعليم العالي.

اقرأ أيضًا:

حرب ترامب التجارية، إنذار الـ 90 يومًا يهز الأسواق العالمية

القانون بين الداخل والخارج

تداعيات القانون لا تقتصر على الداخل الأمريكي فقط، بل قد تمتد عالميًا، خاصة أن عديدًا من الشركات المتعددة الجنسيات قد تُعيد توجيه أرباحها نحو السوق الأمريكية، ما يخلق ضغوطًا على اقتصادات الدول الأخرى، لا سيما الأوروبية.

دونالد ترامب

اقتصاد بنكهة سياسية

في النهاية، يعكس قانون ترامب الضريبي نسخة صريحة من “أمريكا أولًا”، هذا القانون يعد توجه اقتصادي يعيد رسم خطوط المعركة بين القطاعات التقليدية والتكنولوجية، بين النخبة والطبقة الوسطى، وبين البيئة والاقتصاد. 

قانون يخلط السياسة بالضرائب، ويُمهد الأرض لمعركة انتخابية قادمة تحمل في طياتها سؤالاً جوهريًا.. أي أمريكا نريد؟

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search