صعود غامض في بورصات الصين، فقاعة جديدة أم بداية انتعاش؟
الإثنين، 25 أغسطس 2025 11:30 ص

البورصة الصينية
ميرنا البكري
في الوقت الذي يتألم به الاقتصاد الصيني بضغط الرسوم الجمركية والأزمة العقارية التي مستمرة منذ سنوات، قررت أسهم الصين السير في اتجاه معاكس، خلال الشهر الماضي، كسب السوق المحلي حوالي تريليون دولار في القيمة السوقية.
لمس مؤشر شنجهاي المركب أعلى مستوى من 10 سنوات، وارتفع مؤشر CSI 300 أكثر من 20% من أقل نقطة له هذا العام.
لكن الغريب، أن المؤشرات الاقتصادية الثانية، مثل الاستهلاك، أسعار البيوت، والتضخم، كلها تعطي إشارات خطر، وكأننا نسير على أرض هشة.

لماذا يضخ الأغنياء في الصين أموالهم في الأسهم؟
السبب الأساسي أن المستثمرين الكبار ليس لديهم بدائل مغرية أخرى، فيحولون أموالهم للأسهم، ما أعطى السوق دفعة قوية، لكنه أيضًا يخلق خطر "فقاعة" قد تنفجر في أي وقت.
تقول شركات أبحاث مثل نومورا أن هناك "تفاؤل مفرط"، وترى TS Lombard مواجهة مفتوحة بين ناس متفائلة بالسوق وناس متشائمة من وضع الاقتصاد الكلي.
مؤشرات تعكس أن الاقتصاد ليس بخير
أسعار المستهلك مستقرة (أي لا يوجد تضخم إيجابي)، وأسعار المنتجين تتراجع للشهر الـ 34 على التوالي، وأرباح الشركات في مؤشر CSI 300 تراجعت بـ 2.5% من أعلى مستوى هذا العام، كما أن المنافسة السعرية الشرسة تأكل أرباح شركات مثل JD.com وجيلي أوتوموبيل.
ورغم أن بكين تحاول تقليل فائض الإنتاج وتوقف حروب الأسعار، التأثير حتى الآن ضعيف، والمشكلة أن الحكومة لا تخطو في طريق التحفيز الضخم، مما يجعل الدعم للسوق محدود.
شبح 2015 يطارد السوق
يشبه الوضع الحالي قليلًا دورة الازدهار والانهيار التي حدثت عام 2015، حينما دفع التداول بالهامش الأسهم لفوق، ثم الانهيار الكبير الذي حدث مع تشديد القوانين.
الآن، يُقدر حجم ديون الهامش بحوالي 2.1 تريليون يوان، ليس بعيدًا عن ذروة 2015 التي كانت 2.3 تريليون يوان، ومع ارتباط صعود الأسهم الصينية بالسيولة، أي هزة في التمويل قد تسبب مشكلة كبيرة.
هل الصعود الحالي مستدام؟
هناك القليل من العوامل تقول أن السوق قد يستمر في:
1.وتيرة دخول المستثمرين متوازنة أكتر من زمان.
2.الارتفاع بقى يشمل قطاعات أوسع، مش بس أسهم تكنولوجية أو قطاع واحد.
3.هناك ودائع أكبر، شركات تكنولوجيا أقوى، وسياسات دعم مباشرة أكثر من 10 سنين فاتت.
التوقعات، إلى أين يتجه السوق؟
على المدى القصير:- قد صعود بسبب ضخ السيولة ونقص البدائل الاستثمارية.
على المدى المتوسط:- خطر التصحيح قائم، خاصةً لو الأخبار الاقتصادية ظلت سلبية أو قررت الحكومة أن تكبح المضاربات.
على المدى الطويل: تعتمد استدامة السوق على قدرة بكين لتحريك الطلب المحلي ورفع التضخم بشكل صحي، وإلا سيصبح السوق أمام نسخة مصغرة من أزمة 2015.
اقرأ أيضًا:
بعد الرسوم الجمركية.. صناديق الذهب في البورصة الصينية ترتفع بمقدار 29.1 طن
هبوط جماعي يضرب البورصات الآسيوية وترقب عالمي لاجتماع جاكسون هول

ما يحدث في الصين الآن أشبه بـ "مظاهرة تفاؤل" في شارع اقتصادي مليء بمحلات فارغة، السوق صاعد، لكن الأساسيات الاقتصادية ضعيفة، مما يجعل هذا الصعود أقرب لـ فقاعة محسوبة منه لموجة نمو حقيقية.
إذا استطاعت بكين الموازنة بين دعم النمو ومنع التضخم السلبي، قد تنتهي القصة بنجاح، لكن إذا جفت السيولة أو المعنويات الإيجابية تبخرت، قد يهبط السوق بنفس السرعة التي ارتفع بها.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
الوقود الأخضر في السماء، كيف يمكن للهيدروجين أن يغير قواعد لعبة الطيران؟
25 أغسطس 2025 06:21 م
السعودية تنافس، 9 مليارات دولار مبيعات صادرات لحم الضأن والخرفان عالميًا في 2024
25 أغسطس 2025 03:07 م
النفط يسير على حبل مشدود، بين هجمات أوكرانيا وتلميحات الفيدرالي
25 أغسطس 2025 03:02 م
أكثر الكلمات انتشاراً