التحول نحو الطاقة النظيفة 2024، قفزات استثمارية تعيد تشكيل خريطة الاقتصاد العالمي
الأحد، 06 يوليو 2025 10:54 م

التحول نحو الطاقة النظيفة
في الوقت الذي تشهد فيه الأسواق العالمية اضطرابات اقتصادية وجيوسياسية متتالية، يبرز قطاع الطاقة النظيفة كأحد أهم الرهانات الاقتصادية للمرحلة المقبلة، حيث حمل عام 2024 معه، مؤشرات قوية على دخول العالم مرحلة جديدة من التحول الجاد، نحو مصادر الطاقة المستدامة، ليس فقط استجابةً لتحديات التغير المناخي، ولكن أيضًا كضرورة اقتصادية، تمليها تطورات السوق.
ووفقًا لأحدث بيانات المنتدى الاقتصادي العالمي الصادرة في يونيو 2025، فقد تجاوزت إجمالي الاستثمارات العالمية في الطاقة النظيفة، حاجز الـ2 تريليون دولار لأول مرة 2024، مقارنة بـ1.8 تريليون في 2023، وهذه القفزة، تمثل علامة فارقة، ليس فقط من حيث القيمة، بل من حيث الزخم الذي تكتسبه المشاريع الخضراء حول العالم.

اقرأ أيضًا:
الحزام الصناعي الجديد يقلب الطاولة، من هامش الصناعة إلى قلب التحوّل الأخضر
نمو الطلب يسجل تسارعًا غير مسبوقٍ
وشهد الطلب العالمي على الطاقة في 2024 نموًا بنسبة 2.2%، وهو ما وصفه التقرير بأنه أسرع وتيرة منذ سنوات، في ظل تنامي احتياجات الاقتصادات الرقمية والتوسع في المدن الذكية، وزيادة الطلب الصناعي في دول الجنوب العالمي.
ويبدو لافتًا أن مراكز البيانات وحدها، التي تُعد العمود الفقري لعصر الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية، ستُشكل نحو 10% من هذا النمو بحلول عام 2030، ما يعني أن الطاقة النظيفة، لن تبقى مجرد خيارًا بيئيًا، بل ستتحول إلى متطلب حيوي لتشغيل البنية التحتية الرقمية للعالم.
التحدي المناخي.. انبعاثات ما تزال مرتفعة
ورغم التوسع في الطاقة المتجددة، فإن تحدي الانبعاثات لا يزال قائمًا، فقد بلغ إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة في 2024، نحو 37.8 مليار طن، وهو رقم يعكس مدى اعتماد الاقتصاد العالمي حتى الآن على مصادر الطاقة التقليدية، ويضع علامات استفهام حول قدرة الدول على تحقيق أهداف خفض الانبعاثات، وفق اتفاقية باريس للمناخ.
وتشير هذه الأرقام، إلى أن النمو في الاستثمارات وحده لا يكفي، بل يجب أن يترافق مع إصلاحات هيكلية في أنظمة النقل والصناعة، وتبني سياسات صارمة تجاه الحد من الانبعاثات في القطاعات كثيفة الاستهلاك للطاقة.
اقرأ أيضًا:
التحول الأخضر في خطر، مراكز البيانات تُعيد العالم لعصر الفحم
تحسن في أداء الدول.. ولكن الفجوة لا تزال قائمة
يشير التقرير إلى أن 65% من دول العالم، حسنت درجاتها على مؤشر تحول الطاقة (ETI) لعام 2025، في مؤشر على زيادة التزام الحكومات بخطط التحول الأخضر، كما ارتفع المؤشر عالميًا بنسبة 1.1% خلال عام واحد، وهو معدل يفوق المتوسط خلال السنوات الثلاث الماضية بأكثر من الضعف.
وهذا التحسن يعكس ارتفاع وتيرة التغيير، لكنه في الوقت ذاته، يسلط الضوء على فجوة الأداء بين الدول المتقدمة والنامية، ففي الوقت الذي تقود فيه أوروبا وأمريكا الشمالية مسار التحول، تواجه العديد من الدول النامية صعوبات تتعلق بالتمويل ونقل التكنولوجيا، وبناء القدرات المؤسسية.

اقتصاد الطاقة النظيفة من تكلفة إلى فرصة
التحول نحو الطاقة النظيفة، لم يعد يُنظر إليه باعتباره عبئًا ماليًا أو بيئيًا فقط، بل بات أحد أعمدة الاقتصاد الجديد، فإلى جانب تقليل الانبعاثات، تُوفر مشاريع الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين الأخضر فرص عمل، وتخلق أسواقًا جديدة، وتقلل من الاعتماد على الوقود المستورد، خاصة في الدول ذات الموارد المحدودة.
الفرص التي يتيحها هذا التحول لا تقتصر على الجانب البيئي، بل تمتد إلى الابتكار الصناعي، والاستقلالية في سياسات الطاقة، وتعزيز الأمن الاقتصادي في ظل التذبذبات الحادة في أسعار النفط والغاز.
اقرأ أيضًا:
البناء الأخضر، كيف يُمكن تقليل 37% من الانبعاثات الكربونية وزيادة الأرباح
نظرة مستقبلية.. السباق الأخضر لا ينتظر أحدًا
وتُظهر أرقام 2024م، أن العالم لم يعد يناقش جدوى الطاقة النظيفة، بل يناقش سرعة الوصول إليها، والفرص الأكبر ستكون من نصيب الدول والشركات، التي تتحرك مبكرًا، وتعيد تشكيل سياساتها واستثماراتها على أساس مستدام.
لكن يبقى التحدي الأكبر في ضمان شمول هذا التحول، وعدم ترك الدول الفقيرة خلف الركب، عبر أدوات تمويل عادلة، وشراكات دولية قائمة على تبادل المعرفة، وتكنولوجيا منخفضة التكلفة.

التحول من خيار إلى مصير
وفي عام 2024م، قد يكون نقطة تحول حاسمة في معادلة الطاقة العالمية، ومع تجاوز استثمارات الطاقة النظيفة حاجز التريليونين، يصبح من الواضح أن التحول الأخضر لم يعد مجرد مسار بديل، بل هو الطريق الرئيسي الذي يسير عليه الاقتصاد العالمي في العقود القادمة.
وفي حين أن الطريق لا يزال طويلًا أمام تخفيض الانبعاثات بشكل جذري، فإن ما تحقق خلال العام، يمثل قاعدة صلبة للبناء عليها، وتأكيدًا على أن الاقتصاد العالمي بات أكثر وعيًا، بأن المستقبل النظيف ليس خيارًا ترفيهيًا، بل ضرورة وجودية.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
«بلتون» تطلق «روبن»، نقلة نوعية في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات بمصر
06 يوليو 2025 06:07 م
بين الجفاف والإهمال، حريق كاليفورنيا يكشف هشاشة إدارة الكوارث الأمريكية
05 يوليو 2025 03:44 م
4 أيام على انتهاء المهلة، الأسواق العالمية تجهز البدائل قبل قرارات ترامب
05 يوليو 2025 02:20 م

أكثر الكلمات انتشاراً