الأحد، 06 يوليو 2025

10:56 م

محطات الشحن الكهربائية، سباق عالمي نحو المستقبل الأخضر

الأحد، 06 يوليو 2025 06:52 م

محطات شحن المركبات الكهربائية

محطات شحن المركبات الكهربائية

في لحظة فارقة من التاريخ الصناعي، يشهد العالم تحولًا جذريًا في مفاهيم التنقل والطاقة، تقوده ثورة المركبات الكهربائية التي لم تعد مجرد بديل بيئي، بل واقع اقتصادي واستثماري تتسابق عليه الحكومات والشركات العملاقة.

محطات شحن المركبات الكهربائية

وفي قلب هذه التحولات، يبرز سوق محطات شحن المركبات الكهربائية كمسرح تنافسي ضخم مرشح للوصول إلى 122.5 مليار دولار أمريكي، بحلول عام 2030، وفقًا لتقديرات Mordor Intelligence، بمعدل نمو سنوي مركب مذهل يبلغ 21.57%.

فما الذي يدفع هذه السوق إلى هذا الازدهار الصاروخي؟ ومن يتصدر هذا السباق؟ وماذا عن التحديات التي قد تعوق هذا الزخم العالمي؟

 

التكافؤ الاقتصادي يقلب الموازين

أحد المفاتيح الجوهرية لفهم نمو السوق هو اقتراب المركبات الكهربائية من تحقيق التكافؤ الكامل في تكلفة الملكية مع سيارات محركات الاحتراق الداخلي. 

ويعود الفضل في ذلك إلى الانخفاض المتسارع في أسعار بطاريات الليثيوم، إذ تقترب عقود الشراء من حاجز الـ 100 دولار لكل كيلوواط/ساعة. 

هذا التحول لا يخفض تكلفة السيارات فحسب، بل يُعيد تشكيل الجدوى الاقتصادية لمحطات الشحن، خاصة في الأسواق كثيفة الاستخدام مثل أساطيل النقل التجاري.

 

اقرأ أيضًا:

8 اتجاهات تُشعل سباق المستقبل في عالم السيارات الذكية

 شحن بلا حدود.. الممرات السريعة تعيد تعريف التنقل

لم تعد المركبات الكهربائية حبيسة المدن، فبرامج عملاقة مثل Spark Alliance في الولايات المتحدة تضخ مليار دولار سنويًا لإنشاء ممرات شحن سريعة تغطي 70% من الطرق عالية الكثافة بحلول نهاية 2025. 

أما في أوروبا، فـتحالف Formula يربط أكثر من 11 ألف نقطة شحن عبر 25 دولة، ليعكس تحالفات جديدة تتجاوز حدود الدول وتؤسس لبنية تحتية عابرة للقارات.

هذا التوسع في الممرات السريعة ليس رفاهية، بل ضرورة اقتصادية تُعالج ما كان يُعرف بـ"قلق المدى"، وتحول السيارات الكهربائية من خيار حضري إلى وسيلة نقل طويلة المدى قابلة للاعتماد عليها.

محطات شحن المركبات الكهربائية

الأساطيل التجارية.. محرك خفي لنمو السوق

رغم أن سيارات الركاب استحوذت على 89% من إيرادات السوق في 2024، فإن المركبات التجارية من شاحنات التوصيل إلى الحافلات تُسجل أسرع معدل نمو سنوي مركب قدره 55.47%. 

هذا النمو يفرض متطلبات عالية على البنية التحتية للشحن، ويدفع الشركات إلى الاستثمار في محطات ميجاواطية قادرة على شحن مئات الشاحنات يوميًا، كما في حالة Prologis وWattEV.

اللافت أن كهربة الأساطيل لا تخلق فقط طلبًا مباشرًا على الشحن، بل تُنتج نماذج أعمال جديدة مثل "من المركبة إلى الشبكة" (V2G)، التي تسمح باستخدام البطاريات كمخازن طاقة مرنة، تُدر إيرادات إضافية وتُعزز عائد المشاريع.

اقرأ أيضًا:

الإحصائيات الكاملة لتراخيص السيارات الكهربائية في يناير 2025

من يملك زمام الريادة؟ آسيا تهيمن، وأوروبا تُسارع الخطى

منطقة آسيا والمحيط الهادئ ما تزال تهيمن على أكثر من 60% من حصة السوق، مدفوعة باستثمارات ضخمة من الصين التي أضافت وحدها 3000 منصة شحن و5000 موقف سيارات في عام واحد فقط.

لكن أوروبا تخطو بسرعة، مستفيدة من تنظيمات صارمة مثل AFIR التي تُجبر الحكومات على توفير شواحن تتناسب مع تسجيلات المركبات الكهربائية. 

هذه السياسات تُحوّل السوق الأوروبية إلى بيئة واعدة للمستثمرين، خاصة مع نمو سنوي مركب يُتوقع أن يصل إلى 42.68% حتى 2030.

وفي الشرق الأوسط، لا تقف الطموحات عند الحدود، فالسعودية التزمت بتركيب 50 ألف محطة شحن بحلول 2025، بينما تسعى الإمارات إلى أن تُشكل السيارات الكهربائية والهجينة 50% من أسطولها بحلول 2050، ما يُرسل إشارات قوية لرؤوس الأموال المهتمة بالأسواق الناشئة.

محطات شحن المركبات الكهربائية

 البيروقراطية والبنية التحتية ترفع الحواجز

رغم هذا الزخم، تواجه السوق تحديات جوهرية، أبرزها تكاليف البنية التحتية المرتفعة لمحطات الشحن فائقة السرعة، والتي تتجاوز مليون دولار للموقع الواحد عند الحديث عن الشحن بالميجاواط.

يُضاف إلى ذلك تباطؤ إصدار التصاريح وتأخير الربط مع شبكات المرافق وهي عوامل تُؤدي إلى إطالة الجداول الزمنية وزيادة المخاطر، خاصة في الأسواق الريفية والمحرومة.

أما من حيث التكنولوجيا، فالشحن اللاسلكي يُعد من أبرز الابتكارات الواعدة مع كفاءة تصل إلى 96% وفقًا لمختبر أوك ريدج، لكنه لا يزال يواجه تحديات في الانتشار الواسع، نتيجة التكاليف وضعف المعايير الموحدة.

سوق محطات شحن المركبات الكهربائية

من يملك البنية التحتية، يملك السوق

مع تسارع كهربة الأساطيل، وتنامي الضغط الحكومي، وانخفاض أسعار البطاريات، باتت محطات الشحن ليست مجرد خدمة مساندة، بل أصلًا استراتيجيًا سيُحدد من يقود موجة التحول التالية في عالم النقل.

نحن نشهد الآن سباقًا محمومًا بين الدول والشركات لتأمين مواقعهم في هذه السوق المستقبلية، تمامًا كما شهد العالم قبل قرن سباق السكك الحديدية والنفط، والدرس واضح.. من يبني الشبكة أولًا، يحصد الفوائد لاحقًا.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، بالإضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

showcase
search