الإثنين، 07 يوليو 2025

02:38 ص

سر تفوق "تسلا"، لماذا تعتمد على إيلون ماسك أكثر من أدائها الحقيقي؟

الأحد، 06 يوليو 2025 10:25 م

إيلون ماسك

إيلون ماسك

من النادر في عالم المال، أن نجد شركة ضخمة تُقيم بأكثر من تريليون دولار، لا بناءً على أرباحها أو حجم مبيعاتها، بل على شخصية واحدة تقف في قمة هرمها التنفيذي، لكن تسلا ليست مجرد شركة سيارات، وإيلون ماسك ليس مجرد رئيس تنفيذي.

ففي وول ستريت، ليست تسلا اليوم ذات مكانة مالية بقدر ما هى رهان على المستقبل، وعلى رجل يعد من أذكى العقول الاستثمارية في العالم.

تسلا وإيلون ماسك

تسلا حيث القيمة تتجاوز الأرقام

وتُظهر المؤشرات المالية، أن 80% من إيرادات تسلا، تأتي من بيع السيارات، وهى مبيعات تتراجع حاليًا في أوروبا وأمريكا، في المقابل، تعتمد الشركة على هامش ربح تآكل تدريجيًا، وتواجه منافسة شرسة من شركات صينية، مثل BYD، التي باتت تنافسها في أوروبا، وتفوقت عليها في عدد السيارات الكهربائية المباعة.

ومع ذلك، لا تزال تسلا تُتداول عند مضاعف أرباح يتجاوز 130 ضعفًا، مقارنةً بـ5 إلى 9 مرات، لشركات مثل فورد وجنرال موتورز، هذا الفارق الفلكي لا يعود لأداء الشركة الراهن، بل إلى نظرة المستثمرين المستقبلية، التي صاغها إيلون ماسك.

اقرأ أيضًا:-

من المصنع إلى منزل العميل، أول عملية تسليم ذاتي لسيارة «تسلا موديل Y»

شركة سيارات أم رهانات على المستقبل؟

وفي الوقت الذي تتصارع شركات السيارات حول العالم على اقتطاع حصة من السوق الكهربائية، يصر ماسك أن تسلا ليست مجرد مصنع مركبات، ففي خطبه وعروضه الترويجية، التي يقدمها كواجهة لتقنيات المستقبل، منها القيادة الذاتية، والروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وخدمات النقل المستقل.

وهذا ما يفسر قفز سهم تسلا بأكثر من 8% بعد إطلاق تجريبي محدود لسيارة تاكسي ذاتية القيادة في أوستن، رغم أن التجربة تضمنت سائقًا بشريًا لمراقبة السلامة، ولم تتجاوز نطاق المدينة.

إيلون ماسك

 

إيلون ماسك.. التأثير الذي لا يُقاس

وفي الأسواق المالية، لا توجد خانات في جداول التقييم تُعطي وزنًا لشخصية الرئيس التنفيذي، لكن مع تسلا، بات تأثير ماسك يشكل عاملًا محوريًا، ولو كان غير معلن في معادلات التحليل المالي، فيما نجح ماسك، في بناء طائفة من المستثمرين الأوفياء، لا يرون في تسلا مجرد شركة، بل ثورة تكنولوجية يقودها عبقري، وهذه الثقة تمنح السهم قدرة هائلة على الصمود أمام الانتكاسات، سواءً من تباطؤ الإنتاج أو عدم جاهزية القيادة الذاتية الكاملة.

لكن في الوقت نفسه، يُظهر السوق حساسية مفرطة تجاه تحركات ماسك، وتصريح واحد أو خلاف سياسي كان كفيلًا بإحداث أكبر خسارة يومية، في تاريخ القيمة السوقية للشركة.

اقرأ أيضًا:-

"تسلا" تتراجع في أوروبا: المبيعات تهبط للشهر الخامس على التوالي وسط منافسة شرسة

الوعود والواقع.. هل يسبق ماسك عصره؟

ومنذ عام 2016، وعد ماسك مرارًا بقيادة ذاتية كاملة في غضون أشهر، وحتى اليوم، لا يزال برنامج القيادة الذاتية الكاملة، يتطلب إشرافًا بشريًا، ويواجه انتقادات وتحقيقات بسبب حوادث متكررة، ورغم ذلك، لا يزال المستثمرون يمنحون الشركة تقييمًا ضخمًا، لأنهم يرون فيها أمازون السيارات أو أبل التكنولوجيا المتنقلة، مع إمكانات لا تزال في طور التكوين.

لكن هذا الرهان، يحمل معه تناقضًا أساسيًا، حيث تعتمد التقييمات على تقنيات، لم تُثبت جدواها بعد، ولا تدر أي إيرادات فعلية حتى الآن.

أوبتيموس

 

أوبتيموس.. الروبوت الذي قد يساوي تريليونات

بلغ الطموح حده مع إعلان ماسك، أن روبوت أوبتيموس، الشبيه بالبشر، قد يحقق على المدى الطويل أكثر من 10 تريليونات دولار من العائدات، رغم أن النماذج الحالية، تُشغل عن بُعد، إلا أن ماسك يرى فيه جوهر مستقبل تسلا، ويبدو أن السوق لا تمانع، حتى مع الاعتراف بأن هذه الأرقام أقرب للخيال منها للعلم.

 

هل تسلا شركة أم فكرة؟

إن تقييم تسلا لا يستند إلى نماذج الإيرادات الحالية، بل إلى إيمان جماعي بأن ماسك قادر على تحقيق وعوده، حتى لو تأخرت سنوات، حيث سبق له أن حول صناعة السيارات، وغير قواعد قطاع الفضاء، لكن يبقى السؤال، هل يمكن لمستثمر عقلاني، أن يراهن على المستقبل وحده؟ أم أن القفز من الواقع إلى الخيال الاستثماري، يتطلب شيئًا من الإيمان، وشيئًا من الحظ؟

وفي تسلا، الحقيقة الوحيدة التي يجمع عليها الجميع، أن ماسك هو أكبر أصول الشركة، وأكبر مخاطرها أيضًا، تسلا اليوم ليست مجرد سهم في بورصة، بل قصة عن كيف يمكن لشخص واحد، أن يُعيد تعريف القيمة في أسواق المال، لكن، كما كل القصص الكبرى، النهاية ليست مكتوبة بعد.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

showcase
search