الموجة الحارّة تخنق أوروبا اقتصاديًا

الخميس، 03 يوليو 2025 02:51 ص

ارتفاع درجات الحرارة

خسائر اقتصادية تشهدها أوروبا هذا الصيف 2025 بسبب موجة حر غير مسبوقة في شدتها ومداها الجغرافي، حيث تجاوزت فيها درجات الحرارة جميع الأرقام القياسية السابقة لشهر يونيو في عدة دول أوروبية كبرى.

وأثارت هذه الظاهرة المناخية الحادة، تحذيرات السلطات الصحية والأرصاد الجوية وأدت إلى إجراءات استثنائية في عدد من البلدان، مع تبعات اقتصادية واجتماعية وإنسانية متزايدة.

وفي إيطاليا، أضاف انقطاع التيار الكهربائي في عدة مدن ضغطًا جديدًا على المشهد المتوتر، ليكشف عن تحديات في البنية التحتية للطاقة أمام موجات الحر المتكررة.

موجة حر غير مسبوقة تجتاح أوروبا في بداية الصيف

بدأ موسم صيف 2025 في أوروبا بارتفاع حاد في درجات الحرارة، حيث سجلت دول مثل إنجلترا، إسبانيا، البرتغال، ألمانيا، فرنسا، وإيطاليا، أرقامًا قياسية بلغت في بعض المناطق أكثر من 40 درجة مئوية.

وأوضح تقرير هيئة «كوبرنيكوس» الأوروبية أن قارة أوروبا تتعرض لارتفاع في درجات الحرارة بمعدل ضعف المتوسط العالمي، ما يجعلها الأكثر تأثرًا بالتغير المناخي.

ووفقًا للتقارير الإعلامية، فقد اجاءت هذه الحرارة الشديدة مبكرة مقارنة بالأعوام السابقة، مع تجاوز متوسط الحرارة لشهر يونيو المتوسطات الطبيعية لشهري يوليو وأغسطس، فضلاً عن تحطيم الرقم القياسي السابق المسجل عام 2017.

تداعيات صحية وإنسانية حادة في دول الجنوب الأوروبي

مع ارتفاع الحرارة، سجلت عدة دول خسائر بشرية مؤلمة، حيث توفي شخصان في فرنسا واثنان آخران في إسبانيا، من بينهم طفل، إضافة إلى وفاة امرأة في إيطاليا يرجح أن سببها ضربة شمس.

كما اندلعت حرائق غابات كبيرة في كاتالونيا والبرتغال، مما اضطر آلاف السكان إلى ملازمة منازلهم.

في فرنسا، تصاعدت حالة الطوارئ بإغلاق أكثر من 1300 مدرسة، وفرض قيود صارمة على الحركة والنشاطات الخارجية، خصوصًا في العاصمة باريس حيث تم حظر السيارات الملوثة وإغلاق الجزء العلوي من برج إيفل، في محاولة للحد من تفاقم الأوضاع الصحية.

أزمة كهربائية تضغط على المدن الإيطالية الكبرى

في خضم هذه الموجة الحارة، شهدت عدة مدن إيطالية مثل فلورنسا، ميلانو، وبيرجامو انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي، تسبب ارتفاع درجات الحرارة في تمدد كابلات الكهرباء، مما أدى إلى الضغط على شبكات التوزيع الكهربائية وإضعاف أدائها.

وأدى انقطاع التيار إلى توقف أجهزة الصراف الآلي والسلالم الكهربائية، وإغلاق بعض المتاجر، كما توقفت إشارات المرور في أحياء بيرجامو، واضطر العديد من السكان إلى الانتظار داخل المصاعد المتوقفة، وفق وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ".

وشددت شركة الطاقة "إينل" على أن تشغيل مكثف لأجهزة التكييف كان من العوامل الرئيسية التي دفعت الشبكة الكهربائية إلى حدودها القصوى، وأكدت العمل على استعادة التيار بأسرع وقت ممكن.

إجراءات احترازية وتحديات مستقبلية

ردًا على هذه الظروف الطارئة، حظرت بعض المناطق الإيطالية العمل في الهواء الطلق خلال ساعات الذروة الحرارية، كما أصدرت تحذيرات لمواطنيها في 17 مدينة كبرى، منها روما وميلانو، لتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس.

وتسجل موجات الحر المتكررة التي بدأت تظهر في وقت مبكر من السنة، تحديًا جديدًا للبنية التحتية الأوروبية التي لم تكن معدة بالكامل لمثل هذه الظروف القاسية، مما يتطلب استثمارات مستعجلة في قطاع الطاقة وأنظمة التبريد، بالإضافة إلى خطط طوارئ صحية واجتماعية أكثر مرونة.

أوروبا أمام اختبار تغير المناخ

تشكل هذه الأزمة المناخية، التي تؤدي إلى موجات حر شديدة مع تأثيرات صحية واقتصادية مباشرة، تحذيرًا صارخًا حول الحاجة الملحة لتعزيز الاستعدادات والتكيف مع تغير المناخ.

ففي الوقت الذي تتعرض فيه أوروبا لارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، يتضح أن أنظمة الطاقة، الصحة العامة، والبنية التحتية تحتاج إلى تطوير يتناسب مع التحديات الجديدة، لضمان حماية السكان وتخفيف الأضرار المحتملة.

اقرأ أيضًا: هل الموجة الحارة مفتعلة عبر موجات كهرومغناطيسية؟ الأرصاد توضح

أستاذ بمعهد الفلك يكشف حقيقة التغيرات المناخية المرعبة بالبحر المتوسط

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.