الذكاء الاصطناعي يكسر حواجز اللغة، هل أصبح العالم العربي صيدًا سهلاً لقراصنة الإنترنت؟
الثلاثاء، 01 يوليو 2025 08:32 م

الاحتيال الرقمي
في تحول مثير للقلق، لم تعد الفروقات اللغوية والثقافية حائط صد منيعًا أمام الهجمات السيبرانية.
فقد كشف تقرير "العامل البشري 2025" الصادر عن شركة بروف بوينت (Proofpoint) أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد أزال آخر الحواجز بين مجرمي الإنترنت وضحاياهم، لا سيما في العالم العربي.

وداعًا للحماية اللغوية: الذكاء الاصطناعي يُحاكي البشر
لطالما اعتُبرت اللغة العربية مانعًا طبيعيًا ضد حملات التصيد الاحتيالي واسعة النطاق.
لكن بفضل الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان القراصنة اليوم إرسال رسائل دقيقة ومقنعة للغاية، مكتوبة بلغة الضحية وتُراعي الفروقات الثقافية، ومدعومة بنماذج لغوية ذكية تُحاكي المحادثة البشرية بشكل شبه كامل.
هذه القدرة المتطورة على التلاعب أدت إلى ارتفاع حاد في نجاح المهاجمين في تحقيق أهدافهم دون إثارة أي شك.
الهندسة الاجتماعية في عصر الآلة: التهديد يتزايد
لم يعد المهاجمون الرقميون يعتمدون على القوالب الجاهزة أو الرسائل المليئة بالأخطاء الإملائية. بدلاً من ذلك، يستغلون الآن بيانات ضخمة يتم استخلاصها من وسائل التواصل الاجتماعي وسجلات المحادثات، ليغذوا بها أدوات الذكاء الاصطناعي القادرة على صياغة رسائل تبدو حقيقية وموثوقة لدرجة يصعب تمييزها عن التواصل المشروع.
تُظهر الأرقام حجم التهديد المتزايد:
85% من المؤسسات في الإمارات تعرضت لاختراقات عبر البريد الإلكتروني للأعمال (BEC) خلال العام الماضي.
84% من مسؤولي الأمن السيبراني في السعودية يرون أن الخطأ البشري هو التهديد الأكبر لأمنهم، في ارتفاع صادم عن نسبة 48% المسجلة في العام الماضي فقط.
هذه الأرقام تُسلط الضوء على الضرورة الملحة لزيادة الوعي الأمني وتعزيز الدفاعات السيبرانية لمواجهة هذا التحدي المتطور.
اقرأ أيضًا:
الذكاء الاصطناعي يهدد ويخدع ويضع العالم أمام تحدي الاستغناء عنه أو مواجهته
من رسائل الإيميل إلى حوارات متعددة القنوات
ما يفاقم الأزمة هو لجوء المهاجمين إلى وسائل متعددة، تبدأ الحملة برسالة بريدية، ثم تنتقل إلى واتساب أو سلاك أو مايكروسوفت تيمز، ما يُربك الموظف ويُقلل من يقظته.
هذا التنويع في القنوات يرفع معدل نجاح الهجمات، خاصة حين يتبع المهاجم تكتيكات بناء الثقة، كطلب عرض سعر بسيط قبل التمهيد لطلب خبيث.

المعادلة الاقتصادية للتهديدات
من منظور اقتصادي، فإن تكلفة هذه الهجمات لا تتوقف عند خسائر مالية مباشرة، بل تمتد لتشمل تعطل الأعمال، فقدان الثقة، وتكاليف الاستجابة الطارئة، ما يجعل تأمين البنية التحتية الرقمية ضرورة استثمارية استراتيجية، لا ترفًا تقنيًا.
السعودية والإمارات استوعبتا هذا التحول، وبدأتا بتعزيز الاستثمار في البنية السيبرانية، واعتماد تقنيات تحليل السلوك، والتعلم الآلي، والمصادقة الرقمية، ضمن إطار دفاع متعدد الطبقات.
لكن يبقى الرهان الحقيقي على العنصر البشري، كخط دفاع أول وآمن، من خلال التدريب المستمر والوعي الرقمي.
اقرأ أيضًا:
الذكاء الاصطناعي يُربك الوظيفة الأولى، خريجو الجامعات أمام واقع جديد في سوق العمل
لا ملاذ آمن في عصر الذكاء الاصطناعي
في عصر أصبح فيه الذكاء الاصطناعي شريكًا للمهاجم لا الضحية، لم تعد اللغة تحمي، ولا الجغرافيا تمنع، وأصبحت المؤسسات في الشرق الأوسط مطالبة اليوم بتغيير استراتيجيتها من رد الفعل إلى الاستباق، ومن حماية التقنية إلى تمكين الإنسان، وحده الموظف الواعي هو القادر على تمييز الخطر، مهما كان متقنًا، ومهما اختلفت لغته.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، بالإضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
«توسيع شبكة الحماية الاجتماعية»، مزايا بالجملة مع بدء العام المالي الجديد
01 يوليو 2025 01:11 م
سوق المؤثرات البصرية ينمو 12% وسط اضطرابات السوق وهجمات القرصنة
01 يوليو 2025 03:37 ص
ترامب يكشف لعبة الحرب الباردة الجديدة، اقتصاد عالمي على خطوط النار
30 يونيو 2025 03:33 م


أكثر الكلمات انتشاراً