ترامب يكشف لعبة الحرب الباردة الجديدة، اقتصاد عالمي على خطوط النار

الإثنين، 30 يونيو 2025 03:33 م

بكين وواشنطن

تحليل/ ميرنا البكري

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في لقاء مع "فوكس نيوز"، كلامًا قلل به من خطورة قضايا حساسة، مثل تهريب مسببات أمراض زراعية من الصين، وسرقة الملكية الفكرية، وحتى هجمات إلكترونية. وقال بمنتهى البساطة: “هكذا يعمل العالم” وكأنه يشير إلى أن “الأمور تسير بهذه الطريقة، ونحن نلعب نفس اللعبة”.

هذه ليست مجرد تصريحات عابرة، بل تكشف عقلية "التوازن في الحرب الباردة الجديدة" ما بين أمريكا والصين، والتي فيها الكل يراقب بعضه، وكل طرف يخفي أوراقه، لكن الأهم أن الاقتصاد هو ساحة المعركة الحقيقية.

Picture background — **الاقتصاد ساحة المعركة**

واشنطن وبكين، صراع على قيادة الاقتصاد العالمي وراء ستار التفاهم المؤقت

ورغم أن ترامب، حاول يطمئن الجمهور، لكن الواقع يعكس أن العلاقة بين واشنطن وبكين، تحولت إلى لعبة شد حبل، تتخللها صراع في التكنولوجيا، وأحيانًا تجسس بيولوجي، إلى جانب رسائل ناعمة حول قضايا التجارة.

وهذا يجعلنا نعيد قراءة ما وراء الكلمات، حيث يعتبر التفاهم بين الطرفين مرحلي ومصلحي، وليس تحالفًا إستراتيجي، ويحاول كل طرف استغلال انشغال الآخر لتحقيق مكاسب، والموضوع ليس تجارة فقط، بل صراع على من الذي يقود الاقتصاد العالمي في الـ10 سنوات المقبلة.

اتهام تهريب فطر Fusarium، واشنطن وبكين في مواجهة

ووفقًا لـ"وزارة العدل الأمريكية"، فكلًا من بكين وواشنطن متهمين بقضية تهريب فطر Fusarium graminearum، حيث يضرب هذا النوع من الفطريات المحاصيل الزراعية، مثل القمح والشعير والذرة، ما يعني تهديد مباشر لأمن الغذاء الأمريكي.

لكن الغريب؟ أن ترامب يقلل من الموضوع مستبعدًا ذلك من الحكومة الصينية، قائلًا ربما “جاء من ثلاثة أشخاص مختلين عقليًا”، ما يعني اقتصاديًا، أن أمريكا تراهن على ضبط النفس بدلًا من التصعيد.

كما أن الزراعة الأمريكية تحت ضغط، خاصةً مع تحوّلات المناخ وتهديدات سلاسل الإمداد، وبالنسبة للصين، إذا يوجد بالفعل عناصر مستقلة تتحرك دون تنسيق مركزي، فهذا معناه أن الدولة نفسها، فقدت السيطرة على أدواتها.

تفاهم على نار هادئة، مصالح مؤقتة وسط توترات مستمرة

وقال ترامب، إن هناك "تفاهمًا"، لكنه أضاف بسرعة: “لكنهم يدفعون جمارك كبيرة”، وهذا يعكس أن أي تهدئة في الحرب التجارية بين أمريكا والصين، تأتي تحت شروطٍ اقتصادية صارمة، من ضمنها، أن الصين سارعت لتصدير المعادن النادرة التي تحتاجها أمريكا للصناعات التكنولوجية (مثل الليثيوم والعناصر الأرضية النادرة)، وفي المقابل، هناك تخفيض مؤقت في بعض الرسوم الجمركية، لكنه غير دائم.

إذن؟ التفاهم ليس محبة، بل صفقة مصالح مؤقتة، كل طرف يحاول ضمان احتياجاته، لكنه لا يمنح أكثر من الحد الضروري.

هدنة تجارية كبرى، الصين وأمريكا تخفضان الرسوم الجمركية بشكل مفاجئ لمدة 90 يومًا

الصين وأمريكا على طاولة واحدة، تهدئة مؤقتة أم بداية لصراع أكبر؟

Trump Trade War Divides Farming World as China Demand Shifts - Bloomberg — **التفاهم المؤقت بين أمريكا والصين**

توقعات الفترة المقبلة، تهدئة ظاهرية وتصعيد مستتر

ومن المتوقع أن يحدث تصعيدًا غيرَ مباشرٍ في ملفات التجسس والبيولوجيا، خاصةً إذا حدثت حالات إصابة في الزراعة أو الأمن السيبراني الأمريكي، كما ستحاول الصين، امتصاص الصدمة والعمل بهدوء لكي تحافظ على التفاهم الحالي، لكنها ستستمر في توسيع نفوذها في إفريقيا وأسيا، كما أنها تجمع أوراق ضغط جديدة.

التداعيات على الاقتصاد العالمي

1.قد تتراجع أسعار المعادن النادرة بسبب التفاهم، ما يعود بالنفع على قطاع التكنولوجيا في أمريكا وأوروبا.

2.قد تكون محاصيل الحبوب الأمريكية، تحت تهديد إذا ثَبُت انتشار الفطر، وبالتالي ترتفع أسعار الغذاء عالميًا.

3.قد يواجه اليوان والدولار ضغوطًا سياسية أكثر من ضغوط سوقية؛ لأن كل تصريح قد يشعل حربًا أو يطفئها.

4.ومن الممكن أن تستفيد الأسواق الناشئة مثل مصر والهند من حالة التهدئة المؤقتة، إذا استطاعت تصدير موادًا خامًا، أو غذاءً في فترة توتر أمريكي-صيني.

ختامًا، الرئيس الأمريكي لا يقول كلامه بشكل عشوائي، بل يبعث رسائل لكل الأطراف ويشمل ذلك:- (الصين، المستثمرين، حتى الناخب الأمريكي)، كما يحاول أن يظهر بمظهر "القائد الواقعي" الذي يرى أن العالم ليس مثاليًا، وأن أمريكا تلعب نفس الألعاب.

لكن ما يجب أخذه في الاعتبار، أن هذه التهدئة ليس نهاية الصراع، بل مجرد هدنة على باب الجولة الجديدة، والتي يظل الاقتصاد بها، هو السلاح الأهم في الصراع العالمي الجاري.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.