الصين وأمريكا على طاولة واحدة، تهدئة مؤقتة أم بداية لصراع أكبر؟
الثلاثاء، 10 يونيو 2025 04:06 م

الصين وأمريكا
تحليل/ ميرنا البكري
ما يحدث الآن في لندن ليس مجرد اجتماع رسمي، بل مواجهة هادئة بين أكبر اقتصادين في العالم، أمريكا والصين على طاولة واحدة، في محاولة لإيجاد طريقة للخروج بها من حرب تجارية اشتعلت في الفترة الأخيرة. واللقاء ليس طارئًا، بل قادم بعد مكالمة بين ترامب وشي جين بينج، وهناك ناس تقول إن ذلك قد يصبح بداية جديدة، وناس أخرى ترى إنها هدنة مؤقتة.

وفود بأعلى المستويات، مفاوضات تحدد مصير التجارة
من الجانب الأمريكي حضر سكوت بيسنت، وزير الخزانة، وهوارد لوتنيك، وزير التجارة، إلى جانب جاميسون جرير، الممثل التجاري للولايات المتحدة. أما على الجانب الصيني، فقد مثل الوفد الرسمي نائب رئيس الوزراء والمفاوض الرئيسي هي ليفنج، بمشاركة وزير التجارة وانج وينتاو، ونائب وزير التجارة لي تشنججانج.
أي الموضوع ليس مزاح، بل ناس تقرر مصير مليارات الدولارات في التجارة، وتحاول تهدئة اللعب بعد اشتعال الأجواء.
من جنيف إلى لندن، هدنة الـ 90 يوم غير كافية لتهدئة الأعصاب
فجر ترامب الأزمة عندما أعلن في أبريل فرض رسوم جمركية ضخمة على الصين وعلى شركاء تجاريين آخريين. والصين لم تصمت وردت برسوم مضادة. وبعد فترة من الشد والجذب، اتفقوا في جنيف على هدنة مدتها 90 يومًا، أمريكا هبطت رسومها من 145% لـ 30%، والصين خفضت من 125% لـ10%. لكن مازال هناك قلق.
المعادن النادرة، قلب الصراع
ما جعل المفاوضات تشتعل مرة أخرى هو موضوع المعادن النادرة. أمريكا ترى إن الصين بطيئة في الموافقات، والصين ترى إن أمريكا تفرض قيود جديدة، على تأشيرات الطلبة وحتى على تصدير الرقائق.
وتعتبر هذه المعادن هي الأساس في تصنيع بطاريات السيارات، والهواتف، والطائرات، وحتى الصواريخ. وإذا حدث نقص بها الصناعت كلها ستهتز.
مدير المجلس الاقتصادي الوطني الأمريكي، كيفن هاسيت، قالها صراحةً: "نريد تأكيد من الصين إنها ستدفق المعادن كما كان الحال سابقًا، ونتصافح ونغلق هذه الصفحة." وقال أيضًا إن ممكن بعدها أن تقوم أمريكا بتخفيف قيود تصدير البرمجيات وقطع غيار الطائرات.
اقرأ أيضًا:
ترامب: محادثات تجارية بين أمريكا والصين في لندن 9 يونيو الجاري
الصين تهيمن والغرب يحاول فك التبعية، المعادن النادرة نفط القرن 21

اتهامات متبادلة، وسوق متوتر
في وقتها، أمريكا تقول الصين تماطل في الموافقات، والصين تقول أمريكا تصعد دون مبرر. أمريكا فرضت قيود على الطلاب الصينيين، والصين قالت إن ذلك يؤثر على الثقة. وما يحدث ليس مجرد بضعة شكاوي، بل صراع حقيقي حول من يسيطر على الاقتصاد العالمي، خصوصًا في مجالات الذكاء الاصطناعي، البيانات، والطاقة.
تأثير الصراع على الاقتصاد العالمي
ما يحدث يؤثر على العالم كله وليس أمريكا والصين فقط، هذا التوتر يسبب بطء في سلاسل الإمداد العالمية، وزيادة في أسعار بعض المواد الخام، وخوف في الأسواق من قرارات مفاجئة، وضغط على دول أخرى تضطر تختار معسكر من الاثنين، ببساطة أي دولة لديها مصنع يستخدم رقائق إلكترونية أو بطاريات أو حتى تصدر فول الصويا، تتأثر بشدة من هذه المفاوضات.
وراء الرسوم والمصافحات، صراع وجود أم صفقة تجارية
ترامب متفائل، ويقول "كل التقارير إيجابية"، لكن ناس كثيرة ترى إن الحل ليس سهلًا، لأن الخلافات أعمق من موضوع رسوم أو موافقات. بل صراع وجودي حول: من يتحكم في تكنولوجيا المستقبل؟ ومن يسيطر على سلاسل الإمداد العالمية؟وهل العالم سيصبح أمريكي أم صيني؟
توقعات وتحليلات، إلى أين يتجه العالم؟
1.هدنة جديدة: من الممكن أن يتفقوا على تأجيل التصعيد قليلًا، خصوصًا إذا وافقت الصين على فتح باب تصدير المعادن النادرة.
2.حلول مؤقتة: قد نرى تسهيلات في بعض البنود، لكن الخلافات الكبيرة مازالت موجودة.
3.تصعيد في حال فشل المفاوضات: حينها، الرسوم الجمركية قد تعود أعلى من الأول، وسوق التكنولوجيا العالمية سيتقلب
ختامًا، ما يحدث في لندن أكبر بكثير من مجرد لقاء دبلوماسي. بل محاولة لإنقاذ النظام التجاري العالمي من الانهيار بسبب حرب ليست تجارية فقط، لكن تكنولوجية واستراتيجية. وأمريكا تدافع عن ريادتها، والصين تحاول إثبات إنها أصبحت لاعب رئيسي لا يمكن تجاهله. والسؤال الذي يطرح نفسه: "هل نواجه اتفاق جديد؟ أم ذلك مجرد مسكن قبل الجولة القادمة؟"
Short Url
أيونات الصوديوم تحت المجهر، هل تطيح بالليثيوم من عرش السيارات الكهربائية؟
09 يونيو 2025 11:42 م
كيف تفوقت "أمواج العُمانية" على ديور وكريد؟ عطر بنكهة التراث
09 يونيو 2025 10:40 ص
الاقتصاد الرقمي الجديد، من لا يملك الكود لا يملك السيادة
09 يونيو 2025 06:10 ص


أكثر الكلمات انتشاراً