-
خبير سلامة طرق: «الحمولات الزائدة» المتهم الرئيسي في حادث الطريق الإقليمي
-
هيئة المحطات النووية: الدراسات على موقع الضبعة استمرت 40 عامًا
-
متحدث المنوفية بعد حادث الإقليمي: «الوطنية للطرق» المسؤولة والمحافظة لن تستطيع منع الحوادث
-
«بسبب الرطوبة العالية ومنخفض الهند»، «الأرصاد» تُحذر من ارتفاع درجات الحرارة غدًا
نجاح ساحق في "اختبارات الضغط": هل النظام المصرفي الأمريكي محصن ضد الركود؟
السبت، 28 يونيو 2025 02:16 م

صورة أرشيفية
تُعد اختبارات الضغط (Bank Stress Tests) أداة حيوية لقياس مدى صمود البنوك في مواجهة الأزمات الكبرى. وتبرز أهمية هذه الاختبارات بشكل خاص مع تزايد المخاوف من ركود عالمي، وتقلبات الأسواق، وتصاعد الضغوط التضخمية.
وفي هذا السياق، جاءت النتائج السنوية لاختبارات الضغط التي أجراها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لعام 2025 لتؤكد مرونة النظام المصرفي الأمريكي وقدرته على استيعاب الصدمات.
فقد نجحت جميع البنوك الأمريكية الكبرى، وعددها 22 بنكًا، في اجتياز هذه الاختبارات بنجاح.
وهذا على الرغم من السيناريو الافتراضي "السلبي الشديد" الذي تضمن ارتفاعًا في معدلات البطالة لتصل إلى 10%، بالإضافة إلى انخفاض حاد في الناتج المحلي الإجمالي وأسعار الأصول.

وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس"، تشمل قائمة البنوك الكبرى التي خضعت للاختبار كلًا من JPMorgan Chase، وGoldman Sachs، وBank of America.
أكثر من 500 مليار دولار خسائر افتراضية.. والبنوك صامدة
كشف الاحتياطي الفيدرالي أن البنوك كانت ستخسر في المجمل أكثر من 500 مليار دولار بموجب السيناريو الأكثر تشاؤمًا، إلا أن الضربة لرأس المال كانت أقل مما شهدته السنوات السابقة، وظلت البنوك ضمن الحدود التنظيمية المطلوبة.
وقد ساهم ذلك في فتح الباب أمامها لزيادة توزيعات الأرباح وتنفيذ برامج إعادة شراء الأسهم، ما يعتبر مؤشرًا على قوة المراكز المالية لتلك المؤسسات في وجه اضطرابات اقتصادية مفترضة.
ما هي اختبارات الضغط المصرفية؟ ولماذا تجرى؟
وفي سياق نجاح النبوك الأمريكية في اجتياز اختبارات الضغط السنوية التي يجريها الاحتياطي الفيدرالي، تبرز أهمية فهم طبيعة هذه الاختبارات ودوافع إجرائها.
ومن خلال التقرير التالي، نقدم تعريف مفهوم اختبارات الضغط المصرفي كأداة رقابية حيوية تهدف إلى تقييم قدرة المؤسسات المالية على الصمود في مواجهة الأزمات الاقتصادية المفاجأة، وفقًا لما ذكره موقع investopedia.

تعرف اختبارات الضغط المصرفية بأنها تقييمات افتراضية تجرى للبنوك الكبرى لقياس مدى قدرتها على تحمل صدمات مالية أو اقتصادية مفاجئة، مثل الركود الحاد أو انهيار الأسواق.
في الولايات المتحدة، تُفرض هذه الاختبارات على البنوك التي تتجاوز أصولها 50 مليار دولار، ويجريها كل من فرق إدارة المخاطر الداخلية للبنوك والاحتياطي الفيدرالي. وقد أصبحت هذه الاختبارات إلزامية في الولايات المتحدة منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، بعد أن كشفت الأزمة عن هشاشة النظم المصرفية وقصورها في مواجهة الكوارث.
تشمل السيناريوهات المستخدمة في هذه الاختبارات ارتفاعًا كبيرًا في البطالة، وانخفاضًا في أسعار الأسهم والعقارات، وانكماشًا في الاقتصاد، ويقوم الاحتياطي الفيدرالي بتحليل نتائج تلك السيناريوهات على مدار عدة أرباع زمنية لتحديد ما إذا كانت البنوك تحتفظ برأس مال كافي لتغطية الخسائر.
كيف تُجرى اختبارات الضغط؟
تبنى الاختبارات على عدد من المعايير، تشمل مخاطر الائتمان، ومخاطر السوق، ومخاطر السيولة، وتُستخدم برامج محاكاة حاسوبية لتطبيق سيناريوهات متعددة، منها بطالة بنسبة 10%، وانخفاض 15% في أسواق الأسهم، وهبوط أسعار العقارات بنسبة 30%.

ويُطلب من البنوك اختبار قدرتها على الصمود لعدة أرباع زمنية مقبلة (تسعة أرباع عادة) في ظل هذه الظروف.
بعض السيناريوهات تعتمد على أزمات واقعية مثل فقاعة الإنترنت في 2000، وأزمة الرهن العقاري في 2008، وأزمة كورونا في 2020، بهدف اختبار مرونة البنوك تجاه تكرار أحداث تاريخية.
فوائد اختبارات الضغط على القطاع المالي
الهدف الأساسي من اختبارات الضغط هو التحقق من قدرة البنوك على امتصاص الخسائر دون انهيار، بما يحول دون تكرار سيناريوهات الإفلاس أو التصفية المفاجئة.
كما تُجبر البنوك على نشر نتائجها، مما يعزز شفافية القطاع وطمأنة المستثمرين والعملاء، وفي حال فشل البنك في الاختبار، يطلب منه تقليص توزيعات الأرباح أو برامج إعادة شراء الأسهم لحماية رأس المال.
في بعض الحالات، تحصل البنوك على نجاح مشروط، ما يعني أنها قريبة من الفشل، وتُلزم بوضع خطة لتعزيز رأس مالها، وإلا ستواجه قيودًا على توزيع الأرباح مستقبلًا.
انتقادات لاختبارات الضغط أو الإجهاد للبنوك
رغم أهميتها، تُواجه اختبارات الضغط انتقادات من بعض خبراء السوق والمصارف. يرى البعض أنها متشددة أكثر من اللازم، وتفرض على البنوك الاحتفاظ برأسمال زائد، مما يؤدي إلى نقص المعروض من القروض، خاصة للمشروعات الصغيرة أو الراغبين في شراء منازل لأول مرة.

كما أن افتقار الاختبارات للشفافية أحيانًا يدفع البنوك للاحتفاظ باحتياطيات مفرطة خشية تغير المتطلبات فجأة. وقد يؤدي توقيت الاختبارات غير المتوقع إلى تقليص الإقراض حتى في الأوقات الطبيعية تحسبًا لأي مفاجآت تنظيمية.
تجارب حقيقية.. بنوك كبرى لم تنج من الفشل
رغم مكانتها، فشلت مؤسسات مصرفية مرموقة مثل دويتشه بنك وسانتاندير في اختبارات الضغط في مناسبات متعددة، في أعوام سابقة، وتشير هذه الحالات إلى أن الاختبارات ليست شكلية، بل تؤدي إلى قرارات رقابية حقيقية تؤثر على سياسات التوزيع والتمويل داخل البنوك.
التجربة الواقعية.. النجاح لا يلغي التحديات والقلق
بالرغم من أن جميع البنوك الأمريكية الكبرى اجتازت الاختبارات هذا العام، إلا أن النجاح في سيناريو افتراضي لا يعني غياب التحديات الواقعية.
ففي عالم يشهد اضطرابات جيوسياسية وتغيرات اقتصادية متسارعة، تظل اختبارات الضغط أو الاجهاد مؤشرًا مهمًا على الجاهزية ورصد المخاطر المحتملة، لكنها ليست بديلاً عن الحوكمة القوية، والإدارة الفعالة للمخاطر، والقدرة على التكيّف مع المتغيرات.

اقرأ أيضًا: رغم الخسائر بـ500 مليار دولار، النظام المصرفي الأمريكي يظهر متانة غير مسبوقة (تفاصيل)
Short Url
ثورة الذكاء الاصطناعي، آفاق جديدة في صحة الدماغ وتشخيص الأمراض العصبية
28 يونيو 2025 04:40 م
وارن بافيت يتبرع بـ6 مليارات دولار من أسهم «بيركشاير هاثاواي».. ما القصة؟
28 يونيو 2025 01:22 م
ترامب يتحدى استقلالية الفيدرالي: سأعيّن من يخفض الفائدة
28 يونيو 2025 11:56 ص


أكثر الكلمات انتشاراً