السبت، 28 يونيو 2025

07:24 ص

طفرة جديدة، الذكاء الاصطناعي يُنعش سوق العقارات الفاخرة في المدن الكبرى

الخميس، 26 يونيو 2025 10:55 ص

العقارات والذكاء الاصطناعي

العقارات والذكاء الاصطناعي

يدفع الذكاء الاصطناعي بعجلة الانتعاش في سوق العقارات الفاخرة، بعدما كان ينظر إلى بعض المدن الكبرى كمناطق متدهورة أو على شفا الانهيار الاقتصادي، وهذا ما أكدته بيانات النصف الأول من عام 2025، حيث شهدت مدينة سان فرانسيسكو تحديدًا نهضة عقارية مفاجئة، بعد أن وصفت خلال السنوات الأخيرة بأنها "ميتة" اقتصاديًا.

ووفقًا لتقرير شركة "سوذبيز إنترناشيونال ريالتي"، فإن الطفرة العقارية التي تشهدها المدينة ترتبط بشكل وثيق بصعود استثمارات الذكاء الاصطناعي، الذي بات كلمة السر في تحريك الثروات، وإعادة تشكيل أولويات المستثمرين الأثرياء، ليس فقط في سان فرانسيسكو، بل في نيويورك وعواصم أوروبية كبرى مثل باريس ولندن ولشبونة.

ثروة الذكاء الاصطناعي تحيي قلب المدينة العقاري

شهدت سان فرانسيسكو خلال عام 2024 تسجيل أعلى عدد من الصفقات العقارية التي تتجاوز قيمتها 20 مليون دولار في تاريخها، في إشارة واضحة إلى عودة الثقة بالمدينة.

ومن أبرز الصفقات، شراء لورين باول جوبز عقارًا فاخرًا بقيمة تقترب من 70 مليون دولار في حي "بيليونيرز رو"، أحد أكثر أحياء المدينة تميزًا.

وأكد برادلي نيلسون، كبير مسؤولي التسويق في سوذبيز، أن الطفرة العقارية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بصعود الذكاء الاصطناعي، متابعًا أن من يراهن على الذكاء الاصطناعي، يراهن على سان فرانسيسكو.

استقرار طويل الأمد لا مجرد شراء مؤقت

اللافت في المشهد العقاري الجديد أن المشترين لا يتجهون فقط لامتلاك العقارات، بل يضخون استثمارات ضخمة في تجديدها، ما يعكس رؤية بعيدة المدى للاستقرار، وليس مجرد اقتناص فرص مؤقتة.

وأشار  كبير مسؤولي التسويق في سوذبيز، إلى أن العقارات الفاخرة أصبحت ملاذًا آمنًا في ظل اضطرابات الأسواق المالية، والمستثمرون أصبحوا أكثر شراهة للفرص المتميزة.

كما ألقى الضوء على دور عمدة المدينة، دانيال لوري، واصفًا إياه بـ"السفير المذهل" الذي ساهم في تحسين صورة سان فرانسيسكو عالميًا.

نيويورك تلحق بالركب.. بفضل العودة للمكاتب

في نيويورك، قفزت مبيعات العقارات التي تتجاوز قيمتها 10 ملايين دولار بنسبة 115% خلال الربع الأول من 2025، مستفيدة من عودة الموظفين للعمل من المكاتب، ومشاريع التجديد الحضري الكبيرة.

ومن أبرز الأمثلة على هذا الزخم، طرح "كوادبلكس" البنتهاوس في برج 111 ويست 57 ستريت بسعر 110 ملايين دولار، ما يعكس شهية عالية لدى كبار المستثمرين في السوق العقاري الفاخر بالمدينة.

أميركا تغزو عقارات أوروبا

على صعيد الأسواق العالمية، شهدت العواصم الأوروبية من باريس إلى روما، إقبالًا كبيرًا من المستثمرين الأمريكيين على شراء العقارات الفاخرة، مستفيدين من قوة الدولار والأسعار النسبية الأقل مقارنة بالولايات المتحدة.

ووفقًا لما ذكره نيلسون، فإن المشترين الأمريكيين أصبحوا العمود الفقري لأسواق العقارات الفاخرة في أوروبا، خاصة في لندن، حيث حافظوا على استقرار السوق في ظل ضغوط اقتصادية محلية.


إعادة  تشكيل مشهد الاستثمار العقاري الفاخر

ومع تصاعد دور الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي، يتضح أن تأثيره لا يقتصر على القطاعات التقنية فحسب، بل يمتد ليعيد تشكيل مشهد الاستثمار العقاري الفاخر بشكل جذري. 

ومن سان فرانسيسكو التي أعادت إحياء نفسها عبر ثروات الذكاء الاصطناعي، إلى المدن الكبرى في أوروبا التي تستقطب المستثمرين الأمريكيين، تُبرز هذه الظاهرة كيف أصبح الذكاء الاصطناعي محفزًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي وفرصة استثمارية لا تعوض. 

وبينما تستمر التكنولوجيا في التطور، تبقى العيون شاخصة على كيفية تطور هذا المشهد العقاري وكيف ستعيد الأجيال القادمة تعريف مفهوم الاستثمار العقاري والثراء.

اقرأ أيضًا: 

"دماغك في خطر"، دراسة تحذر: ChatGPT يُضعف الذاكرة ويقلل التفكير النقدي

من الطاقة المهدرة للأرباح الرقمية، الوجه الجديد للاستثمار في عصر الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي في الحروب، من أداة دعم إلى فاعل عسكري


 

Short Url

search