الخميس، 26 يونيو 2025

07:27 م

48 تريليون دولار عائدات، الصين ترسم خارطة جديدة للمنافسة الاقتصادية العالمية

الخميس، 26 يونيو 2025 10:58 ص

اقتصاد الصين

اقتصاد الصين

تشهد الصين تحولًا جديدًا في توجهاتها الاقتصادية، إذ تسعى إلى ترسيخ مكانتها ضمن ساحات المنافسة العالمية الجديدة التي ستعيد تشكيل الاقتصاد الدولي خلال العقدين المقبلين،  وفقًا لتقرير حديث صادر عن معهد ماكنزي العالمي (MGI)، ونشره المنتدى الاقتصادي العالمي.

وأكد التقرير أن استمرار النمو اقتصاد الصين سيتوقف على مدى جاهزيتها للانخراط في القطاعات ذات الديناميكية العالية، لا سيما تلك المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المتقدمة، والخدمات الرقمية، والتي ستوقع أن تنتج تريليونات الدولارات من العائدات والأرباح بحلول عام 2040.

من التحول الاقتصادي إلى قيادة الأسواق

خلال العقود الماضية، حققت الصين تحولًا اقتصاديًا غير مسبوق، أسهم في انتشال مئات الملايين من الفقر، وولادة طبقة متوسطة نشطة، وتحقيق موقع ريادي على الساحة العالمية.

وفي حين تنوعت عوامل هذا النجاح، فإن تقرير معهد ماكنزي يقدم بعدًا تحليليًا إضافيًا عبر التركيز على مفهوم “ساحات المنافسة”، وهي قطاعات ديناميكية ذات معدلات نمو مرتفعة، يتوقع أن تكون المحرك الرئيسي للابتكار والقيمة الاقتصادية عالميًا.

ساحات المنافسة الجديدة.. فرص بمليارات الدولارات

وحلل التقرير 12 قطاعًا شهدت نموًا استثنائيًا بين عامي 2005 و2020، من بينها التجارة الإلكترونية، والمركبات الكهربائية، والإنترنت الاستهلاكي، والخدمات السحابية.

 وسجلت هذه القطاعات نموًا سنويًا مركبًا بنسبة 10% في الإيرادات، و16% في القيمة السوقية، وارتفعت مساهمتها في الناتج العالمي من 3% إلى 9%.

وبرزت الصين كلاعب رئيسي في بعض هذه القطاعات، بفضل سوقها المحلي الكبير، وبنيتها التصنيعية المتطورة، ودعم الدولة، وبيئة الابتكار المزدهرة.

18 ساحة واعدة حتى 2040.. أين تقف الصين؟

وتوقع التقرير أن تصل إيرادات القطاعات الواعدة المستقبلية إلى ما بين 29 و48 تريليون دولار بحلول عام 2040، مع تحقيق أرباح تصل إلى 6 تريليونات دولار.

وتملك الصين فرصًا قوية للتميز في عدد من هذه الساحات، لا سيما في الخدمات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والمركبات الكهربائية، والروبوتات، بفضل تفوقها في سلاسل القيمة، والبحث، والبنية التحتية الرقمية.

وبدأت شركات مثل Alibaba وBaidu، بتطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم والمحتوى والخدمات، بينما توسعت شركات مثل BYD وXPeng عالميًا في صناعة السيارات الكهربائية.

مفاتيح التفوق. 3 أولويات ملحة

رغم ما تحققه الصين من تقدم، فإن المرحلة المقبلة تفرض أولويات استراتيجية لضمان الاستمرارية في ساحات المنافسة، حددها التقرير بثلاث ركائز، وهي:

1. التعاون العالمي

تتطلب التكنولوجيا والفضاء والرعاية الصحية المتقدمة، تعاونًا عابرًا للحدود. ولتحقيق الريادة، يجب على الصين تعزيز الشراكات الدولية، والمشاركة في وضع المعايير العالمية، وضمان تنافسية شركاتها عالميًا.

2. الابتكار الأساسي

رغم تفوق الصين في الابتكار التطبيقي، فإنها لا تزال متأخرة نسبيًا في البحث الأساسي، الذي لا يتجاوز 7% من إجمالي الإنفاق على البحث والتطوير، مقارنة بـ10-15% في الاقتصادات المتقدمة. لذلك، يجب تعزيز العلاقة بين الجامعات والصناعة، وتشجيع الاستثمار طويل الأمد في البحث العلمي.

3. إعادة تأهيل القوى العاملة

النمو المستقبلي يتطلب نظامًا تعليميًا مرنًا يدعم التعلم مدى الحياة، ويعزز المهارات الرقمية. ويشكل دمج العمال المهاجرين من الريف تحديًا مهمًا لضمان نمو أكثر شمولًا وعدالة.

من الريادة الصناعية إلى الابتكار العالمي

يخلص التقرير إلى أن الصين تقف على أعتاب فصل جديد في رحلتها الاقتصادية، حيث يمكنها أن تقود التغيير في قطاعات المستقبل، ليس فقط لتحقيق قيمة اقتصادية، بل لبناء اقتصاد أكثر ابتكارًا وشمولًا وتكاملًا عالميًا.

وفي ظل بيئة عالمية تزداد تعقيدًا، يبدو أن قدرة الصين على كتابة هذا الفصل الجديد بنجاح، ستعتمد على استعدادها لتبني نهج جديد قائم على التعاون، والبحث العميق، وتمكين الإنسان.

اقرأ أيضًا: لمعادن النادرة، سلاح الصين السري يشعل صراع العمالقة

الإعلانات تقود النمو، 20 ألف شركة جديدة و86.5% من السوق العالمي بيد الصين

Short Url

showcase
showcase
search