الثلاثاء، 24 يونيو 2025

11:41 م

المعادن النادرة، سلاح الصين السري يشعل صراع العمالقة

الثلاثاء، 24 يونيو 2025 06:16 م

المعادن النادرة

المعادن النادرة

أمة الله عمرو

في عالم تتحكم فيه الذرات والرقائق الدقيقة، بمصائر اقتصادات دول كبرى، تقف الصين على العرش، ممسكة بكنز غير مرئي لكنه بالغ القوة، "المعادن النادرة".

وفي خطوة جريئة تحمل بين طياتها أبعادًا جيوسياسية خطيرة، كثّفت بكين اليوم الثلاثاء، رقابتها على صادرات هذه الثروات الثمينة، كاشفة بذلك عن الاعتماد العميق والخطير للعالم الصناعي على سلاسل التوريد الصينية.

فما بين دهاليز التفاوض التجاري ومناجم ميانمار المضطربة، ترسم الصين ملامح مرحلة جديدة، حيث تتحول العناصر الكيميائية النادرة إلى أوراق ضغط في لعبة النفوذ العالمي.

فهل نحن على أعتاب "حرب معادن"؟

 وهل تنجح الولايات المتحدة في كسر هذه الهيمنة، أم أن التنين الصيني يملك المفتاح؟


 

فيما تسعى دولة الصين للتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية، بشأن خفض الرسوم الجمركية، على بضائعها، باعتبارها تملك المخزون الأكبر من المعادن النادرة، وبذلك تعزز مكانتها الاقتصادية داخلياً وخارجيًا.

وبامتلاك الصين المعادن النادرة تعتبر هي اليد العليا التي يتفاوض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسببها، اللذي يسعى للحصول عليها، نتيجة وجود 80 % من المعادن النادرة تكمن في الصين، ويوجد منها في البرازيل وأستراليا، فبالتالي وسيلة الضغط على أمريكا للتفاوض مع الصين سيكون نقطة الضعف للتفاوض.


 


الصين تتمتع بنسبة كبيرة من مراحل سلسلة التوريد للمعادن النادرة

وبهذا ستحصل الصين على نسبة الجمارك التي تريدها من أمريكا بهذه الطريقة، لأن أمريكا تحاول ان تستقر في توافر المعادن النادرة، تتمثل المعادن النادرة في مجموعة من العناصر الكيميائية التي تستخدم بشكل أساسي في التكنولوجيا الحديثة، مثل “التيتانيوم، الليثيوم، والبيريليوم، والكوبالت”، وتزداد أهمية هذه المعادن مع تزايد الاعتماد عليها في العديد من الصناعات تحديدًا في دولة بكين، مما يسلط الضوء على أبعادها الاستراتيجية.
 

وتمكنت الصين من تأمين 90% من قدرات الفصل والتكرير لهذه العناصر، مما يعزز من قوتها الاقتصادية في هذا القطاع، هذه السيطرة تضعها في موقع استراتيجي يتيح لها استخدام المعادن النادرة كورقة ضغط في النزاعات الاقتصادية والجيوسياسية، في ظل التوترات التجارية المتصاعدة بين الصين والدول المتقدمة، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يمكن أن تستخدم الصين هذه المعادن كأداة للضغط عبر فرض قيود على صادراتها أو نقل التكنولوجيا في مجالات التكرير والمعالجة.


 

التأثيرات الجيوسياسية على الاقتصاد العالمي

وتشكل الهيمنة الصينية على المعادن النادرة، تهديدًا حقيقيًا للاقتصاد العالمي، خاصة في الصناعات التكنولوجية التي تعتمد على هذه المعادن.

إذا قررت الصين فرض قيود على تصدير هذه المعادن، فإن ذلك سيؤدي إلى صدمات كبيرة في قطاعي التكنولوجيا والطاقة المتجددة، وبالتالي يؤثر على الإنتاج العالمي للأجهزة الإلكترونية الحديثة، مثل الهواتف الذكية، والحواسيب، والذكاء الاصطناعي، وكذلك جهود التحول نحو الطاقة النظيفة.

ويعتبر استخراج المعادن من مناجم ميانمار، مصدر أساسي لانتقالها إلى الصين على شكل "أكاسيد المعادن النادرة" لمعالجتها وتكريرها، وهذا يمنح مدينة بكين سيطرة شبه كاملة على سلسلة التوريد العالمية، والاعتماد عليها محفوفًا بالمخاطر، نتيجة الانقلاب العسكري في 2021م.

وتُظهر بيانات الجمارك الصينية أن واردات أكاسيد المعادن الأرضية النادرة من ميانمار انخفضت بأكثر من الثلث في الأشهر الخمسة الأولى من العام مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي 2024.

تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالإضافة لتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

showcase
showcase
search