الإثنين، 23 يونيو 2025

11:16 م

النووي ليس للردع فقط: 416 مليار دولار تكشف سباق التسلح الخفي

الإثنين، 23 يونيو 2025 04:00 م

الأسلحة النووية

الأسلحة النووية

تحليل/ ميرنا البكري

في عالم يغلي على صفيح ساخن، حيث تتغير التهديدات الأمنية بوتيرة متسارعة، لم يعد الإنفاق على الأسلحة النووية مجرد استثمار في "الردع العسكري" التقليدي. لقد تحول الأمر إلى "قرار اقتصادي" معقد، يلقي بظلاله على أولويات الدول، وموازناتها الضخمة، وحتى على خريطة التنافس الجيوسياسي العالمية.

في عالم يغلي بالتوترات والتهديدات الأمنية المتغيرة باستمرار، لم يعد الإنفاق على الأسلحة النووية مجرد استراتيجية عسكرية تقليدية للردع، بل تحوّل إلى "قرار اقتصادي" معقد يعيد تشكيل أولويات الدول، ويؤثر بعمق على ميزانياتها، ويشعل فتيل التنافس الجيوسياسي. 

في هذا التحليل، عبر موقع "إيجي إن" نكشف كيف أنفقت أبرز 9 دول مالكة للسلاح النووي مجتمعة 416 مليار دولار بين عامي 2020 و 2024، وفقًا لتقرير منظمة الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية. والصدمة الكبرى تكمن في أن الولايات المتحدة وحدها استحوذت على أكثر من نصف هذا المبلغ الفلكي، مما يطرح تساؤلات ملحة حول مستقبل الأمن العالمي والتداعيات الاقتصادية لهذا السباق المحموم.

 

الولايات المتحدة، رقم واحد وبفرق شاسع

أنفقت أمريكا  233.6 مليار دولار على الأسلحة النووية خلال آخر 5 سنوات، وهو ما يعني أنها استحوذت على 56% من الإنفاق العالمي النووي، هذا الرقم ليس كبير فقط، بل يعكس توجه اقتصادي واضح وهو أولوية الردع النووي فوق أي شيء آخر.

والسبب؟ أمريكا لديها شبكة قواعد عسكرية عالمية، ومنافسة مباشرة مع روسيا والصين، وبناء عقيدة نووية "مرنة وقابلة للاستخدام التكتيكي"، وليس للردع فقط.

 الصين، طموح نووي يجري بأقصى سرعة

أنفقت الصين 54.9 مليار دولار، أي حوالي 13.2% من الإجمالي، ومعدل نمو الإنفاق النووي لديها من الأسرع عالميًا، والصين تبني ترسانة نووية حديثة، وتوسع عدد الرؤوس، وتقوم بإنشاء تحديث كامل للبنية العسكرية المرتبطة بالردع الاستراتيجي.

وتقول التوقعات إذا استمر هذا المعدل، الصين قد تصبح القوة النووية رقم 2 عالميًا من حيث الحجم خلال 5 سنوات، وتزاحم أمريكا في بعض المجالات التقنية.

 روسيا وبريطانيا وفرنسا، التوازن التاريخي مستمر

أنفقت روسيا 35.7 مليار دولار  أقل مما كان متوقع، رغم إنها ثاني أكبر ترسانة، وبريطانيا 37.8 مليار دولار، وفرنسا  29.2 مليار دولار، والملاحظة هنا إن أوروبا تحافظ على مستوى إنفاق "مستقر" نوعًا ما، لكن أقل ديناميكية من أمريكا والصين، مما يعكس أن أوروبا  لديها أولويات داخلية (اقتصاد، طاقة، تضخم). وفي نفس الوقت، تحافظ على توازن الردع  داخل الناتو.

 باقي اللاعبين، الهند، إسرائيل، باكستان، كوريا الشمالية

أنفقت الهند 11.9 مليار دولار، وهو استثمار متزايد مع توتر علاقتها مع الصين وباكستان.

أنفقت إسرائيل 5.3 مليار دولار، وهو إنفاق محسوب ومرتبط بعقيدة "الغموض النووي".

أنفقت باكستان 4 مليار دولار، إنفاق محدود لكن مستمر.

أنفقت كوريا الشمالية 3.7 مليار دولار، رقم صغير لكن بتكنولوجيا تهدد الاستقرار.

 اللافت إن معظم الدول الصغيرة نسبيًا تركز على تطوير رؤوس نووية بقدرات ردع سريعة، وليست ترسانة ضخمة.

اقرأ أيضًا: 

الخارجية الأمريكية: استمرار إيران في صناعة الأسلحة النووية سيعرض نظامها للخطر

ترامب: إيران تقترب من امتلاك سلاح نووي ونأمل في القضاء على برنامجها

 اقتصاد أم سلاح، تكلفة النووي تأكل من الموازنة

 بالمنظور الاقتصادي، الإنفاق النووي بالشكل ده يطرح عدة أسئلة:

كم مدرسة أو مستشفى أو مشروع بنية تحتية كان من الممكن إنشاءه بهذه بالمليارات؟

هل فعلاً الردع النووي يستحق التكلفة، أم هناك بدائل أقل تكلفة وأكثر مرونة؟

هل التضخم والديون العامة تجعل الدول تعيد التفكير في ميزانياتها العسكرية في المستقبل القريب؟

 توقعات، هل سنشهد "سباق تسلح نووي جديد"؟

كل المؤشرات تقول نعم، السباق عائد وبقوة، وأمريكا ستظل الأعلى إنفاقًا، لكن الصين تُقلص الفجوة سريعًا، وروسيا ستركز على تحديث الترسانة القديمة بدلًا من التوسع، والدول الناشئة مثل الهند وكوريا الشمالية ستستمر في مسار “الردع الموجه”، وإذا استمر الاتجاه الحالي، قد نواجه إنفاق نووي عالمي يتخطى 500 مليار دولار بحلول 2027.

ختامًا، الإنفاق النووي ليس رقم على ورق، بل مؤشر على شكل العالم في الفترة المقبلة من تحالفات تتشكل، ميزانيات تتحول، وشعوب تتأثر، وفي النهاية، السؤال الحقيقي ليس من لديه قنابل أكثر، لكن من يستطيع  يوازن بين الأمن والاقتصاد؟ لأن من لا يعرف كيفية إيجاد هذه المعادلة، قد يخسر الاثنين معًا.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search