الإثنين، 23 يونيو 2025

06:43 م

الإعلانات تقود النمو، 20 ألف شركة جديدة و86.5% من السوق العالمي بيد الصين

الإثنين، 23 يونيو 2025 03:22 م

إعلانات الصين

إعلانات الصين

تحليل/ ميرنا البكري

في وقت تحاول فيه الصين الخروج من تباطؤ اقتصادي عالمي، ظهرت صناعة الإعلان كأحد “المحركات الصامتة” التي تجري  خلف الكواليس، لكن تؤثر على كل شيء. 

لا تعتبر صناعة الإعلان مجرد لوحة إعلانية على الطريق أو حملة على السوشيال ميديا، بل أصبحت عنصر أساسي في تحريك الاستهلاك، وتشجيع الابتكار، وخلق بيئة اقتصادية ديناميكية، وهو ما ظهر بوضوح في تقرير "مؤشر تنمية صناعة الإعلان في الصين لعام 2024"، الذي أطلقته الهيئة الوطنية لتنظيم السوق وخدمة المعلومات الاقتصادية.

Picture background
صناعة الإعلان

إعلانات بـ1.5 تريليون يوان، الصين تسبق

في عام 2024، تجاوزت إيرادات الإعلانات في الصين 1.5 تريليون يوان (أي حوالي 207 مليار دولار)، مما يمثل زيادة 17.9% عن عام 2023، وهو رقم كبير ومؤشر على انتعاش حقيقي في القطاع.

وذلك ليس نمو عشوائي، بل يأتي نتيجة العمل على سياسات دعم الاستهلاك، تحسين بيئة السوق، ودخول شركات جديدة وابتكارات رقمية.

المؤشرات كلها تقول، “السوق يعمل بكفاءة”

وصل مؤشر تنمية الصناعة لـ 128.4 نقطة، بزيادة سنوية 8%، كما ارتفع مؤشر القوة الصناعية لـ 137.4 نقطة (+10.6%)، وأيضًا زاد مؤشر المزايا الاجتماعية لـ 128.6 نقطة (+5.9%). وهذا يعني إن النمو ليس في الأموال فقط، لكن أيضًا في البنية التحتية، البيئة التشريعية، والتأثير المجتمعي.

الإعلان أداة لتحفيز السوق وليس وسيلة ترويج

المسؤول الصيني "قو باو تشونج" قالها صراحةً: "الإعلان يربط بين العرض والطلب، ويساعد  على دوران السوق وزيادة الاستهلاك". 

واستدرك، إن الإعلان لا يعرض منتج فقط، لكنه يخلق حالة نفسية وسلوكية تشجع الناس على الشراء، والصين ترتكز عليه كـ"وسيط اقتصادي" يدفع حركة السوق للأمام.

الإعلان الرقمي سيد الساحة

أصبح الإعلان على الإنترنت يمثل 86.5% من إجمالي إيرادات الإعلان في الصين، أي تقريبًا كل الأموال  تأتي من وسائل التواصل الاجتماعي، محركات البحث، الفيديوهات، منصات التجارة الإلكترونية.

وذلك منطقي مع تطور التكنولوجيا، سلوك المستهلك الجديد الذي أصبح طول الوقت Online، وتحول الشركات نفسها للإعلانات الموجهة والمدفوعة عبر الإنترنت.

20 ألف شركة دخلت السوق، والابتكار مستمر

خلال عام واحد، شهد مجال الإعلان والصناعات المرتبطة دخول 20 ألف شركة جديدة، تجمعت هذه الشركات في 30 مجمع صناعي إعلاني وطني، ووفرت الحكومة الصينية لها بيئة محفزة، قوانين منظمة، وخدمات تدعم الابتكار، وهو ما يفسر إن هناك تسارع ملحوظ في تطوير المحتوى، الذكاء الاصطناعي الإعلاني، والتسويق الذكي.

التوقعات، النمو سيستمر والرقمنة تبتلع السوق

إذا استمرت الأمور في اتباع نفس الاتجاه، تقول التوقعات للسنة المقبلة (2025) تقول إن إيرادات الإعلانات قد تتخطى 1.75 تريليون يوان، والإعلانات الرقمية وحدها قد تصل لـ90% من السوق. 

كما إن  عدد الشركات الجديدة التي ستدخل المجال قد تتخطى 25 ألف شركة، ومعدل النمو السنوي متوقع يكون ما بين 12% لـ15%. أي السوق يكبر بسرعة، والمنافسة أيضًا ستصبح على نار، وهذا معناه إن الصين تبني منظومة إعلان ضخمة وحديثة، قادرة تنافس عالميًا، وتخدم اقتصاد داخلي بـ1.4 مليار مستهلك.

اقرا أيضًا: 

1,12 مليار درهم حجم الإنفاق على سوق الإعلانات الرقمية بالإمارات خلال 2024

Marketing in China Vs US: Navigating the Cross-Cultural Marketing Maze -  GAB China
تسابق الصين وأمريكا  على صناعة الإعلان

 

أمريكا تتصدر والصين تلاحق بسرعة، السباق نحو هيمنة سوق الإعلانات

وفقًا لـ تقديرات شركة Statista، مازالت أمريكا متصدرة في حجم سوق الإعلانات بإيرادات تصل لـ 421.30 مليار دولار في 2024، مقابل 207 مليار دولار في الصين، لكن الصين تنمو بمعدل أسرع، حيث بلغ معدل النمو السنوي في الصين 17.9% في 2024، أعلى من أمريكا التي حققت حوالي 14.9% في الإعلانات الرقمية و12.4% إجمالًا. بالإضافة إلى أن الصين أصبحت أكثر اعتمادًا على الإعلان الرقمي بنسبة 86.5%، في حين أن أمريكا لاتزال تمتلك جزء ليس بقليل يذهب للإعلانات التقليدية.

ما يميز الصين أيضًا هو تدخل الحكومة بشكل مباشر في دعم هذه الصناعة، من خلال مجمعات صناعية، وتسهيلات قانونية، وتحفيز الابتكار، مما يجعل الصين لديها بيئة أسرع وأرخص للابتكار والنمو. 

وإذا استمرت الصين على نفس المعدل، فمن الممكن خلال سنوات قليلة تصبح المنافس الأول لأمريكا في صناعة الإعلانات عالميًا، تحديدًا في مجالات الذكاء الاصطناعي والإعلان الموجه والـe-commerce، اي باختصار: أمريكا لاتزال الأكبر، لكن الصين هي الأسرع، ومن يسبق في الرقمنة سيكسب السوق.

ختامًا، ما حدث في 2024 بسوق الإعلانات الصيني ليس تطور رقمي، بل إعادة تعريف لدور الإعلان في المنظومة الاقتصادية. فأصبح الإعلان أداة توجيه اقتصادي، محفز لاستهلاك ذكي، وسيلة لتقوية الشركات الصغيرة، ومجالبيخلق فرص عمل وابتكار، أي باختصار: الصين لا تعلن فقط، بل تصنع سوق من خلال الإعلان.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

showcase
showcase
search