الأحد، 22 يونيو 2025

01:47 ص

اليورو يكسب، ارتباك السوق العالمية يُفقد الدولار بريقه

السبت، 21 يونيو 2025 04:54 م

اليورو والدولار

اليورو والدولار

تحليل/ ميرنا البكري

في عالم يهتز مع كل تصريح سياسي أو قرار جمركي، لم يعد كافي إن العملة تصبح قوية على الورق، والمهم إنها تكون محل “ثقة”، وذلك بالظبط الذي حدث الآن في سوق العملات العالمي، والدولار الذي كان قديمًا سيد السوق، يفقد مكانته، واليورو (الذي كان دائمًا في الظل) بدأ يخرج للنور.

في الشهور الأولى من عام 2025، لم يتسابق المتداولون على الدولار وقت الأزمات، بل يراهنوا على اليورو كبديل أكثر استقرارًا، وأقل تكلفة، وأحيانًا أكتر أمانًا، وما يحدث الآن ليس مجرد تقلبات عادية، بل إشارة لتحول كبير في النظام المالي العالمي. والسؤال الآن: هل فعلاً العالم بدأ يخرج من "عصر الدولار" ويدخل "مرحلة اليورو"؟.

تحليل اليورو مقابل الدولار 2024: أهم العوامل والتوقعات المستقبلية |  markets.com
اليورو ضد الدولار

 مشهد جديد في سوق العملات، اليورو يكسب والدولار بيترنح

في الشهور الخمسة الأولى من 2025، حدث تحول كبير في سوق خيارات العملات،حوالي 15% لـ 30% من العقود التي كانت بالدولار تحولت لليورو، وذلك ليس رقم بسيط. السوق يقول: "الدولار لم يعد الأمان الذي كان في الماضي وأصبح اليورو بديل منطقي". السبب؟ قلق المتداولين من السياسات الأميركية التي أصبحت غير متوقعة، خاصةً مع تصعيد الحرب التجارية والإعلانات المفاجئة من إدارة ترمب. مما جعل الناس تبحث عن ملاذ بديل، ووجدوا اليورو.

 اليورو يستعيد هيبته، ويرفع سقف التوقعات

ارتفع اليورو  بنسبة 11% أمام الدولار، وذلك أعلى مستوى من 2021، وسجل أكثر من 1.16 دولار.وفي نفس الوقت، مؤشر الدولار هبط أكثر من 7%، ووصل لأقل مستوياته من 2022.

وذلك ليس أرقام عالورق، بل انعكاس لتغير في قناعة المستثمرين، والآن أصبح هناك رهان على إن الاتحاد الأوروبي قد يصبح هو القائد الجديد في مشهد الاقتصاد العالمي، على الأقل من جانب الثقة والاستقرار.

و السوق يقولها صراحةً: “الدولار غير مضمون”، ومؤشرات السوق تفضح المشاعر الحقيقية، كما توضح عقود عكس المخاطر تشاؤم شديد تجاه الدولار مقابل الين، وذلك كان العكس في الماضي، والتقلبات الضمنية في زوج الدولار-ين عند 11%، لكن في اليورو-ين هبطت لأقل من 9%، أي تكلفة التحوط أرخص مع اليورو. أي باختصار، أصبح المستثمرون يروا  إن اليورو أكثر أمانًا وأقل تكلفة في المراهنة أو التحوط من الدولار.

 تقلبات الدولار ليس مقلقة فقط، لكنها مكلفة أيضًا

إذا كنت مدير صندوق أو شركة، آخر شيء تتمناه إنك تتحوط بعملة تقفز وتهبط كل فترة، والمفاجئ غن ذلك الذي يحدث مع الدولار حاليًا.

أوروبا تلعبها بذكاء، ولاغارد تشجع

طلبت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، من قادة أوروبا أن يغتنموا الفرصة ويعززوا مكانة اليورو كعملة عالمية بديلة للدولار. فالآن أوروبا لديها: استقرار سياسي نسبي، ونمو اقتصادي مدعوم بالإنفاق التحفيزي، وأصول مالية أكثر أمانًا.

وفي المقابل، لدى أمريكا غموض في السياسات التجارية، مخاوف من “نهاية الاستثنائية الأميركية”، وقلق عالمي من إدارة ترمب وسياساته غير المتوقعة.

اقرأ أيضًا: 

حرب العملات، هل يهدد اليورو عرش الدولار؟

هل تنتهي هيمنة الدولار عالميًا لصالح اليورو واليوان؟ (فيديو)

فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟
الاتحاد الأوروبي

 هل فقد الدولار هيمنته؟

ليس بهذه السهولة، مازال الدولا ريسيطر على 7.5 تريليون دولار يوميًا في تداول العملات، ولايزال عملة الاحتياطي الأولى، لكن الوضع ليس كما في الماضي، وإذا استمر كذلك قد نرى:  تراجع دور الدولار في التجارة العالمية، صعود اليورو كخيار مفضل للتحوط والمراهنة، وإعادة توزيع استثمارات صناديق التحوط من الدولار لأدوات أوروبية.

التوقعات الاقتصادية للفترة المقبلة

1. استمرار ضعف الدولار، خاصةً مع توقعات مديرين كبار مثل بول تيودور جونز بانخفاض إضافي 10% خلال 2025.

2. صعود اليورو كعملة ملاذ، وبالتالي قد يعتمد المستثمرون عليه أكثر في فترات الاضطراب.

3.أوروبا تستغل الفرصة، وقد نواجه سياسات مالية ونقدية تدعم تعزيز مكانة اليورو عالميًا.

4.تحول في مراكز تداول الخيارات، تحديدًا مع تحول العقود الطويلة الأجل لصالح عملات أخرى غير الدولار، مثل اليورو والين.

ختامًا، اليورو لا يكسب في السعر فقط، لكنه يربح أيضًا في الثقة والمكانة العالمية، وكل ما أمريكا تتخبط في سياساتها، كل ما المستثمرين سيضطروا البحث عن بديل.وفي هذه اللحظة، اليورو يقدم نفسه كقائد اقتصادي ومالي محتمل في مشهد العملات العالمي، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سنواجه "عصر ما بعد الدولار"؟
أم أمريكا سترجع لفرض استثنائيتها الاقتصادية؟.الإجابة في يد السياسة، وليس السوق فقط.

Short Url

search