حرب العملات، هل يهدد اليورو عرش الدولار؟
الخميس، 29 مايو 2025 01:29 ص

حرب العملات
في تطور مفاجئ على جبهة التوترات التجارية بين واشنطن وبروكسل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تعليق فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو 2025، خطوة بدت تهدئة مؤقتة، لكنها لا تخفي اشتعال جبهة أخرى لا تقل أهمية، حرب العملات بين الدولار الأميركي واليورو الأوروبي.

ففي تصريحات لافتة، قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، إن النظام الاقتصادي العالمي المدعوم بالدولار يتصدع، مؤكدة أن اليورو أمام فرصة تاريخية، تصريحات فتحت باب التساؤلات، هل اقتربت لحظة استبدال الدولار؟ وهل يكون اليورو البديل المنتظر؟
اقرأ أيضًا:
الصين تحفر قبر الدولار.. اربطوا أحزمة الأمان، صراع القرن يبدأ الآن
سعر الدولار اليوم الأربعاء ينخفض مقابل الجنيه بختام تعاملاته بالبنوك المصرية
قوة الدولار تحت الضغط
الدولار، الذي ظل لعقود العملة الأولى في التجارة والاحتياطات الدولية، يبدو اليوم في موقف دفاعي، تعهد ترامب، خلال حملته، بالدفاع عن دولار قوي، لكن السياسات الاقتصادية المتقلبة ألقت بظلال من الشك على هذه الوعود، ما أدى إلى تراجع الثقة في العملة الأميركية ودفع كثيرًا من المستثمرين لتقليص حيازاتهم من الأصول المقومة بها، والاتجاه نحو الذهب هربًا من الضبابية.
وبحسب صندوق النقد الدولي، تراجعت حصة الدولار من الاحتياطيات العالمية إلى 58% في 2024، وهو أدنى مستوى لها منذ عقود، بعدما كانت 70% في عام 2000.

اليورو.. طموحات كبيرة وعقبات أكبر
في المقابل، ازدادت حصة اليورو تدريجيًا، لتبلغ 20% في 2024، مقارنة بـ18% عند إطلاق العملة في عام 2000، وأعلى مستوى تاريخي له في 2010 عندما بلغ 26%، لكن هل هذا يعني أن اليورو مستعد لخلافة الدولار؟
إن اليورو قد يكتسب بعض الزخم المؤقت نتيجة الضغوط التي يتعرض لها الدولار، لكن تحوله إلى عملة مهيمنة عالمياً ليس وشيكًا.
هناك أربعة أسباب رئيسية تعوق صعود اليورو:
- غياب الكيان السياسي الموحد: الاتحاد الأوروبي تكتل اقتصادي، لا دولة واحدة. لا توجد دولة تدعى الاتحاد الأوروبي، عكس الولايات المتحدة.
- الافتقار للقوة العظمى: الولايات المتحدة ما زالت القوة الأولى عالمياً، والتاريخ يقول إن عملة القوة العظمى هي التي تهيمن على النظام المالي الدولي.
- الاعتماد العسكري والاستراتيجي على أميركا: الاتحاد الأوروبي لا يمتلك بنية دفاعية موحدة تحمي عملته أو مصالحه الاقتصادية كما تفعل أميركا.
- نموذج اقتصادي يعتمد على التصدير: نمو الاقتصاد الأوروبي مرهون بطلب خارجي، بينما تتمتع أميركا بسوق محلية ضخمة تمنح عملتها قاعدة دعم قوية.
اقرأ أيضًا:
من «ملك العملات» إلى العملة المرتكبة، الدولار في مفترق طرق
"دولار ترامب" عملة عالمية في مهب السياسات لا الرياح الاقتصادية
:max_bytes(150000):strip_icc()/GettyImages-676907197-ad2f4f51f2d947e6bb25752e49e9fbd0.jpg)
المعاملات اليومية تكشف الفجوة
على صعيد الاستخدام العملي، لا تزال الفجوة كبيرة، حجم التعاملات اليومية بالدولار يبلغ 6.6 تريليون دولار، مقابل 2.3 تريليون يورو، فارق يعكس ليس فقط قوة الدولار، بل أيضًا تشعب استخدامه في أسواق المال العالمية.
لحظة اختبار لا لحظة انتقال
رغم التصريحات الطموحة من لاغارد، وواقع تراجع حصة الدولار، إلا أن الطريق أمام اليورو طويل وشائك، النظام المالي العالمي لا يتغير بسهولة، وما نشهده اليوم هو لحظة اختبار للدولار، وليس لحظة انتقال حاسمة نحو اليورو.
لكن إن استمرت السياسات الأميركية في بث عدم الاستقرار، فإن رصيد الثقة بالدولار قد يتآكل أكثر، وآنذاك قد لا يكون اليورو وحده في الانتظار، بل قد تتعدد الخيارات بين الذهب، والعملات الرقمية، وحتى اليوان الصيني.
Short Url
«إمستيل»، رائدة الثورة الصناعية والاقتصاد الدائري في الإمارات
29 مايو 2025 02:04 م
أزمة في الأفق، تمويل هارفارد للمدارس المهنية يربك حسابات إدارة ترامب
29 مايو 2025 11:11 ص
من الذكاء الاصطناعي لـ التغير المناخي، فرص مصر في مواجهة التحديات العالمية
28 مايو 2025 12:33 م


أكثر الكلمات انتشاراً