الشرق الأوسط على حافة الهاوية، تصعيد إيران وإسرائيل يربك الاقتصاد العالمي
الجمعة، 20 يونيو 2025 04:11 م

الاقتصاد الإيراني
في خضم الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، لا تقف تبعات الصراع عند حدوده العسكرية والسياسية فحسب، بل تمتد لتطول أسس الاقتصاد الإيراني وتهدد بإحداث اضطرابات في أسواق الطاقة العالمية، وسط تزايد المخاوف من سيناريو انهيار النظام السياسي في طهران دون بديل واضح، وما يحمله ذلك من تداعيات إقليمية ودولية.

انفجار الجبهة الاقتصادية الإيرانية
الاقتصاد الإيراني، الذي يعاني أصلًا من ضغوط عقوبات غربية خانقة وتضخم مرتفع، ويواجه اليوم خطر التآكل من الداخل بفعل الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت حيوية ومقرات حساسة للحرس الثوري، إلى جانب اغتيالات طالت شخصيات رفيعة في المنظومة الأمنية والعلمية.
هذه الهجمات لا تؤثر فقط على القدرات الدفاعية لإيران، بل تقوض أيضًا الثقة في المؤسسات الاقتصادية وتزيد من احتمالات الانهيار المالي إذا ما ترافق الأمر مع اضطرابات داخلية أو حراك شعبي واسع.
كما أن العملة الإيرانية، الريال، مهددة بمزيد من الانهيار، خاصة إذا ما ارتفعت وتيرة العقوبات الغربية أو تم فرض حظر جديد على صادرات النفط، لا سيما وأنها بدأت الانخفاض منذ اندلاع الحرب، وخاصةً أن سوق المال هش أمام تلك الصراعات.
إن كل تصعيد في التوترات مع الغرب يُترجم فورًا إلى موجات هروب رؤوس أموال وتراجع في احتياطات البنك المركزي الإيراني، وهو ما يجعل الاقتصاد الإيراني في موقع هش للغاية أمام أي هزة سياسية.
اقرأ أيضًا:
قصة ميناء الشهيد رجائي وتأثيره على الاقتصاد الإيراني وحركة الشحن والتفريغ

أسواق النفط والرعب من غياب إيران
إيران، بوصفها عضوًا في منظمة أوبك، تلعب دورًا رئيسيًا في إمدادات النفط، وتملك ثاني أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم، ومع تصاعد الضربات، وخصوصًا تلك التي استهدفت حقل بارس الجنوبي الاستراتيجي، بدأت الأسواق العالمية تترقب الأسوأ.
صحيح أن أسعار خام برنت لم تشهد حتى الآن قفزات صاروخية، إلا أن التوقعات تزداد بأن أي ضربة موجهة مباشرة لمنشآت التصدير قد تدفع الأسعار إلى مستويات تتجاوز 100 دولار للبرميل.
هذا السيناريو لا يقلق فقط الدول المستوردة للنفط، بل يُنذر أيضًا بإعادة تسعير سلاسل الإمداد العالمية برمتها، في وقت يتعافى فيه الاقتصاد العالمي من آثار جائحة كورونا والتضخم الحاد.
اقرأ أيضًا:
إيران في مفترق الطرق، هل تنجح في تحرير اقتصادها من قيود النفط؟

الاقتصاد رهينة السلاح
في النهاية، يبدو أن الصراع بين إسرائيل وإيران لا يهدد فقط بإعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة، بل يضع الاقتصاد الإيراني، وأسواق الطاقة العالمية، أمام منعطف شديد الخطورة.
إسقاط النظام الإيراني إن حدث دون خطة انتقال اقتصادي واضحة، قد يخلق فراغًا غير مسبوق في دولة تملك مفاتيح الطاقة العالمية، مما يحوّل هذا التصعيد من أزمة إقليمية إلى زلزال اقتصادي عالمي.
السؤال الأكبر الآن: هل تمتلك إسرائيل والولايات المتحدة ومعهما أوروبا تصورًا لما بعد النظام الإيراني، اقتصاديًا لا سياسيًا فقط؟ أم أننا بصدد تكرار أخطاء العراق وليبيا، ولكن هذه المرة بثمن عالمي باهظ؟
Short Url
«تعليم مالي» في «المواد الدراسية»، هل نجحت بريطانيا في سد الفجوة؟
20 يونيو 2025 10:46 م
"القهوة"، سلعة استراتيجية تُحرك اقتصادات الدول النامية
20 يونيو 2025 04:44 م
رغم التوترات، التضخم يواصل الهبوط عالميًا
20 يونيو 2025 02:29 م


أكثر الكلمات انتشاراً