الخميس، 19 يونيو 2025

05:17 م

البحر الأحمر يشتعل اقتصاديًا، تكلفة تأمين السفن لإسرائيل ترتفع 3 أضعاف

الخميس، 19 يونيو 2025 02:07 م

تأمين السفن الشحن

تأمين السفن الشحن

تحليل/ ميرنا البكري

الحرب بين إسرائيل وإيران ليس على الأرض والجو فقط، بل ضربت البحر أيضًا، وأصبحت شركات الشحن البحري  في حالة هلع حقيقي، وأسعار التأمين ارتفعت بطريقة جنونية، وأسعار شحن النفط من الشرق الأوسط قفزت كأن هناك انفجار اقتصادي تحت المياه، وما يحدث الآن في البحر الأحمر وخليج حيفا ليس مجرد أرقام على ورق، بل تهديد مباشر لسلاسل التوريد ولأسواق الطاقة.

Days, Not Weeks: Israel's Imminent Attack on Iranian Nuclear Sites - Middle  East Forum
الحرب بين إسرائيل وإيران

 تأمين السفن لإسرائيل ضرب في السقف، من 0.2% لـ 1% في أسبوع

ما حدث تحديدًا هو إن تكلفة تأمين سفينة متجهة لإسرائيل ارتفعت 3 أضعاف خلال أسبوع واحد  فقط، فالرحلة التي كانت تتكلف حوالي 0.2% من قيمة السفينة أصبحت تصل لـ 1%.

في نوفمبر 2023 كانت الذروة 2%، والآن من الواضح إن نفس السيناريو يعود مرة أخرى. ليه؟ لأن الهجمات الإيرانية الأخيرة جعلت شركات التأمين ترفع تقدير المخاطر بشكل عنيف، وأي سفينة متجهة لإسرائيل أصبحت  تعتبر "سفينة حرب" بمعنى الكلمة.

 أسعار شحن النفط تشتعل، 60% زيادة في أيام

شحن النفط من الشرق الأوسط لآسيا ارتفع في أسبوع واحد فقط بـ 60%، وناقلات النفط العملاقة التي كانت تعمل بتكلفة 34 ألف دولار/يوم،الآن أصبحت بـ 46 ألف دولار/يوم، وذلك أإكبر قفزة يومية من فبراير 2024.

المشكلة هنا إن ذلك لا يؤثر على تكلفة الشحن، لكن أيضًا على سعر النفط نفسه الذي يصل للمستهلك، وهذا يعني ارتفاع البنزين، سلاسل الإنتاج الصناعي ستتأثر، والتضخم يعود في الارتفاع مرة أخرى في دول كثيرة.

 مؤشرات السوق تهتز، العقود الآجلة للشحن تصفر إنذار

قفزت أيضًا العقود الآجلة للشحن (التي تعتبر مراهنات المستثمرين على تكلفة النقل في المستقبل)، مما يعكس  حالة قلق وتوتر في السوق، وكأن إسرائيل دخلت على فترة اضطراب طويلة.

وكل ما الحرب تستمر، كل ما المستثمرين سيرفعوا سعر توقعاتهم أكثر، والشركات ستصبح لا تستطيع أن تحجز شحناتها بسعر ثابت.

 الموانئ الإسرائيلية شبه متجمدة، 30 سفينة تخشى الدخول

كشف موقع “مارين ترافيك” إن حوالي 30 سفينة واقفة في خليج لا  تتحرك، معظمها سفن شحن ليس ناقلات نفط، والشركات لا تريد المخاطرة بالدخول وسط التصعيد، خاصةً مع ارتفاع تكلفة التأمين، هذا الوضع يبطأ حركة الاستيراد والتصدير بشكل خطير لإسرائيل، أي ببساطة الحرب جمدت التجارة البحرية الإسرائيلية مؤقتًا.

 ارتفاع تكلفة التأمين يضر الاقتصاد الإسرائيلي مباشرة

الشركات التي كانت تشحن لإسرائيل أصبحت تدفع تأمين 3 أضعاف، وبالتالي قد يرفضوا الشحن، أو يرفعوا الأسعار على البضائع الموجهة لإسرائيل، مما يؤثر على الواردات الإسرائيلية (السلع التي تأتي من الخارج)، أي من الممكن يحدث نقص في سلع أو أسعارها ترتفع داخل السوق الإسرائيلي.

اقرأ أيضًا: 

27 مليار دولار خسائر في أسبوع، الاقتصاد الإسرائيلي ينزف بسبب الحرب

«حرب سيبرانية شرسة» بين إيران وإسرائيل, هجمات مكثفة وردع إلكتروني متقدم

TRENDS Research & Advisory - The Erosion of Iran-Israel Deterrence and the  Subsequent Direct Escalation: Causes and Implications
إيران وإسرائيل

تكدس السفن وتعطيل حركة الموانئ

حوالي 30 سفينة تقف في خليج حيفا، لا تريد المخاطرة وتدخل الميناء، مما يؤخر الاستيراد والتصدير، ويعطل التجارة الدولية لإسرائيل، والنتيجة؟ لن تصل الخامات أو البضائع إلى المصانع والموزعين في وقتها.

 زيادة التكاليف على إسرائيل والمستهلك

مع ارتفاع الأسعار عالميًا بسبب الحرب، المواطن الإسرائيلي نفسه يتأثر، البنزين سيرتفع، وأسعار السلع سترتفع، والتضخم قد يزيد، وذلك وسط اقتصاد خسران حوالي 27 مليار دولار بسبب الحرب.

ثقة المستثمرين تهتز

ستبدأ شركات الشحن، التأمين، وحتى المستثمرين الأجانب في اعتبار إسرائيل منطقة خطر، ويبتعدوا عنها كمنطقة للاستثمار، مما يضغط على السوق الإسرائيلي وعلى قيمة الشيكل(العملة الإسرائيلية) أيضًا.

 التوقعات، إذا استمر التصعيد، الأسعار ستخرج عن السيطرة

إذا استمرت الحرب بهذا الشكل:

1.تكلفة التأمين على الشحنات المتجهة للمنطقة كلها (ليس إسرائيل) ستزداد.

2.أسعار النفط  تستمر في الارتفاع، ومعها أسعار السلع الأساسية.

3.ممرات التجارة مثل البحر الأحمر قد يحدث بها اختناقات بحرية.

4.بعض الدول ستفكر في التحويل لمسارات بديلة، ولكن ذلك سيكلف أكثر.

ختامًأ، ما يحدث في المياه الإقليمية حول إسرائيل وإيران ليس تهديد أمني، لكنه زلزال اقتصادي فعلي في قطاع الشحن والنفط العالمي، وشركات النقل والتأمين تعيد حساباتها، كما إن التكلفة ستنتقل من الموانئ للمستهلك، وسوق الطاقة دخل على موجة ارتفاع جديدة، إذا لم يطول الصراع، قد نلحق نعود التوازن. وإذا استمر سنرى موجة تضخم جديدة ليس لها كوابح.

Short Url

showcase
showcase
search