الثلاثاء، 17 يونيو 2025

02:14 ص

حروب الدرونز، الطائرات بدون طيار تقلب الموازين العسكرية في العالم

الإثنين، 16 يونيو 2025 02:52 م

تكنولوجيا الحرب

تكنولوجيا الحرب

تحليل/ ميرنا البكري

في الماضي كنا نسمع عن "الحروب الجوية" أي طائرات F16 وطائرين محترفين وحاملات طائرات، إنما الآن الدرون أصبح نجم الساحة سواء دول عظمى مثل أمريكا وروسيا، أو جماعات مسلحة مثل الحوثيين وحماس، وكلهم يستخدموا الطائرات المسيرة (UAVs) التي تطير من غير طائر، وتضرب أهداف بدقة وتكلفة بسيطة. 

وهذا السوق سيكبر بسرعة مرعبة، وبالتالي سيولد اقتصاد جديد من وسط النار والدخان.

Picture background
البالونات القاذفة في الحرب قديمًأ

 من بلونات 1849 لدرونز 2025، التكنولوجيا قلبت الطاولة

من أول بلونات متفجرة استخدمتها النمسا لقصف فينيسيا في القرن الـ19، حتى درونز هجومية تطير 60 ساعة بدون توقف، والتكنولوجيا لم تقف لحظة. 

فأمريكا كانت سبّاقة في التطوير، خاصةً بعد ما استخدمت الـMQ-1(طائرة مسيرة بدون طيار) بريداتور في التسعينات في عمليات مكافحة الإرهاب.

الحرب الروسية الأوكرانية، المعركة بالأرقام

نفذت أوكرانيا أكبر عملية درونز في التاريخ بـ117 مسيرة ضربت قواعد جوية روسية وخسرت روسيا 7 مليار دولار، روسيا تستخدم درونز "شاهد" الإيرانية لضرب الكهرباء والاتصالات. النتيجة؟ تكلفة إنتاج الدرون آلاف الدولارات. وتكلفة التصدي لها وصلت ملايين.

إيران vs إسرائيل، من "الوعد الصادق" لـ"الأسد الصاعد"

إيران ضربت إسرائيل بـ170 درون وصواريخ كروز، وردت إسرائيل بـ200 طائرة مقاتلة، والخطر ليس في الضربة فقط، لكن في تكلفة الدفاع، فأنظمة مثل القبة الحديدية تكلف إسرائيل ملايين الدولارات لكي تصد درونز سعرها أقل من 20 ألف دولار.

حماس وحزب الله، مقاومة بـ"أجنحة"

حماس أصبح لديها ترسانة كاملة من أبابيل، شهاب، الزواري، وتكنولوجيا تصعب رصدهم، وحزب الله استخدم "المسيرات الانقضاضية" ضد عمق إسرائيل، وكلف إسرائيل ملايين في تطوير دفاعات جديدة، هذا بخلاف اغتيال مهندسي الدرونز.

 بريطانيا و"الحرب المستقلة"، الجيش يتحول لروبوتات

أعلن الجيش البريطاني مفهوم قتالي جديد يُسمى "20-40-40"، أي بمعنى:

20% سلاح تقليدي (دبابات ومدافع).

40% درونز انتحارية (ضربة واحدة ومرة واحدة).

40% درونز متقدمة يتكرر استخدامها.

والهدف من ذلك هو تقليل عدد الجنود، وتقليل تكلفة الإمداد، وزيادة الدقة في الحرب، وهذه فرصة ذهبية للصناعة البريطانية تدخل بقوة في سباق الذكاء الاصطناعي والروبوتات الحربية.

إلى أين تتجه التكنولوجيا؟ الجيل الجديد من الدرونز

طورت أمريكا درون تُعرف بـ "Ghost"، تطير 60 ساعة، وتستطيع أن تقوم  بعمليات هجومية واستطلاع عابر للقارات.

كما طورت شركة Hermeus مسيّرة "Quarterhorse" التي تصل سرعتها لـ5 ماخ (أي 6 آلاف كم/س تقريبًا)، والهدف يكون أسرع طائرة مسيرة في العالم.

اقرأ أيضًا: 

الروبوتات والمُسيرات في السماء، هل تكون نهاية عصر الطيارين البشريين على الأفق؟

صفعة لاقتصاد إسرائيل.. صواريخ إيران تقصف القوة الصناعية العسكرية في حيفا

Picture background

 توقعات اقتصادية، سوق الدرونز سيصبح إمبراطورية

ينمو سوق الدرونز (الطائرات المسيرة) بسرعة كبيرة ومرشح أن يصبح واحد من أكبر القطاعات التكنولوجية في السنوات المقبلة. 

وفي سنة 2020، كانت قيمة السوق حوالي 19 مليار دولار، ووصلت في 2024 لـ 30 مليار دولار. 

لكن القادم اكبر بكثير. 

والتوقعات تقول إنه بحلول عام 2030، السوق قد يتخطى 90 مليار دولار وهذا يعني سنواجة الفترة المقبلة إمبراطورية درونز، سواء في الاستخدامات العسكرية أو التجارية أو حتى في خدمات التوصيل والمراقبة والزراعة.

باختصار، الدرونز ليس تطور تكنولوجي فقط، بل صناعة تتشكل أمامنا.

ختامًا، أصبحت الطائرات المسيرة  "صانع فرق" في أي حرب، والتوازنات العسكرية تتغير، ليس بناءً على عدد الطائرات، لكن بناءً على عدد الدرونز، والصناعات الدفاعية تتحول بسرعة لساحة سباق في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والطائرات غير المأهولة، والاقتصاد الحربي يتغير باستمرار، ومن لا يواكب ذلك التطور، سيخرج من اللعبة.

Short Url

showcase
showcase
search