الإثنين، 16 يونيو 2025

12:50 م

إسرائيل تُعطل 14 تريليون متر غاز إيرانية وتهدد المصالح الأمريكية، ما القصة؟

الأحد، 15 يونيو 2025 07:59 م

حقل بارس الجنوبي الإيراني

حقل بارس الجنوبي الإيراني

تعتقد إسرائيل أنه عندما استهدفت حقل بارس الجنوبي الإيراني، فإنها تضع تهديدًا مباشرًا على مصادر الطاقة الإيرانية وتحد من قدرتها، إلا أن الواقع يشير إلى أنها لم تستهدف إيران فقط، بل هددت أيضًا مصالح الولايات المتحدة من خلال تأثيرها على موارد الغاز الأمريكية في دولة قطر، التي تقع على بعد نحو 200 كيلومتر من الحقل.

وذكرت وكالة فارس أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف منشآت البنية التحتية في إيران بضربات جوية لحقل «بارس» الجنوبي للغاز في ميناء كنجان في محافظة بوشهر، في ذات السياق كشفت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي  قوله، إن الغارة الإسرائيلية على حقل بارس للغاز"متهورة"، مشيرًا إلى أنها كانت على بعد 200 كيلومترً من مصالح الغاز الأمريكية المهمة بقطر.

كما أن حقل بارس يقع على الخليج العربي قرب الحدود البحرية مع قطر، وفي نفس السياق، ذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية، أن الهجوم على حقل بارس، الجنوبي، تسبب في اندلاع حريق لإحدى الوحدات الأربع بالمرحلة 14 من الحقل ما نتج عنه توقف في إنتاج 12 مليون متر مكعب من الغاز مؤقتًا من منصة المرحلة 14 من حقل بارس الجنوبي.

إسرائيل تُعطل 14 تريليون متر غاز إيرانية وتهدد المصالح الأمريكية، ما القصة؟
حقل غاز بحري

الشراكة بين الولايات المتحدة وقطر

وفي عام 2022، أعلنت شركة إكسون موبيل، عملاق الطاقة الأمريكي، عن شراكتها مع قطر للطاقة لتوسيع مشروع North Field East (NFE)، الذي يُعد جزءًا من أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم. يهدف المشروع إلى زيادة قدرة قطر على إنتاج الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن إلى 110 مليون طن سنويًا بحلول عام 2026، وتبلغ حصة إكسون موبيل في المشروع 25%، ما يعزز مكانتها كمساهم رئيسي في صناعة الغاز القطرية، ويُعد المشروع نقطة تحول في سوق الطاقة العالمي، خصوصًا مع تزايد الطلب من أوروبا وأسيا.

ولا تزال تواصل الشركات الأمريكية، وعلى رأسها إكسون موبيل وشل، التوسع في قطاع الغاز القطري، وقد أعلنت شركة شل عن خطط لإضافة ما يصل إلى 12 مليون طن سنويًا من إنتاج الغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2030، من خلال مشاريع جارية في قطر ودول أخرى، في إطار استراتيجية طموحة لتأمين الإمدادات العالمية، بحسب بيان الشركة.

إسرائيل تُعطل 14 تريليون متر غاز إيرانية وتهدد المصالح الأمريكية، ما القصة؟
حقول بحرية

خطة تطوير حقل بارس الجنوبي الإيراني

على الجانب الآخر، كانت إيران وضعت خطة تطويرية لحقل بارس الجنوبي الإيراني، والذي يُعدّ أحد أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم، استعدادات لإضافة بئر جديدة من شأنها أن تُثري الإنتاج في هذا المشروع الضخم، الموصوف بأنه "كنز الغاز" الإيراني، لكن الحرب الإسرائيلي أدت إلى صعوبة الاستمرار في التطوير خاصة هذه الفترة، لا سيما في إندلاع الحريق بسبب الهجمات الإسرائيلية.

وتنتمي البئر الجديدة إلى مرحلتي التطوير 15 و16 من الحقل، الذي يُطوَّر بصورة إجمالية عبر 24 مرحلة، تضيف كل منها طاقة إنتاجية جديدة من خلال حفر آبار، أو توسيع البنية التحتية، وتطوير مرافق المعالجة، بما يعزز من قدرة إيران على استثمار احتياطياتها العملاقة، وتُقدر احتياطيات حقل بارس الجنوبي بنحو 14 تريليون متر مكعب من الغاز، ما يجعله من بين الأضخم عالميًا.

وفي أبريل 2025، طرحت شركة النفط الوطنية الإيرانية حزمًا استثمارية لتطوير 50 حقل غاز، بهدف رفع الإنتاج اليومي بمقدار 500 مليون متر مكعب، ما يُمثل دفعة كبيرة لقطاع الطاقة الإيراني.

وتتزامن هذه الخطوة مع إطلاق مشروع ضخم لحفر 35 بئرًا جديدة في حقل بارس الجنوبي، بهدف تعزيز الإنتاج من الحقل القائم فعليًا.

إسرائيل تُعطل 14 تريليون متر غاز إيرانية وتهدد المصالح الأمريكية، ما القصة؟
حقل بحري

البئر الخامسة في قائمة الـ35 بئرًا المستهدفة

وبدأت إيران، في نهاية الشهر الماضي، عمليات حفر بئر جديدة ضمن المشروع، وهي البئر الخامسة في قائمة الـ35 بئرًا المستهدفة، لكن اللافت أن الشركات المطورة لا تلتزم بترتيب رقمي صارم، إذ تُعد هذه البئر الثانية ضمن الحزمة الثانية من خطة الحفر التعزيزي والتكميلي.

وتستهدف الخطة زيادة الإنتاج من المساحات البيئية بين الآبار القائمة، وتحقيق أقصى استفادة من طاقة الحقل الإنتاجية، خاصة عبر منصة "إس بي دي SPD15"، التي تشكل محورًا رئيسًا في عمليات التطوير الحالية.

وتتولى شركة بارس أويل أند غاز الإشراف على عمليات الحفر، في حين انضمت شركة بترو إيران للتطوير شريكًا استثماريًا في الحزمة الثانية من المشروع، وتُستخدم منصة الحفر "دي سي آي-2" في تنفيذ العملية، وسط توقّعات بانتهاء العمل على البئر الجديدة خلال الأشهر القليلة المقبلة، وفقًا لما أفادت به وكالة أنباء النفط الإيرانية "شانا".

وكانت البئر الأولى ضمن مشروع الـ35 بئرًا قد بدأت الإنتاج في نهاية العام الماضي، فيما تُواصل الشركات المطورة التخطيط لحفر 3 آبار إضافية على المنصات: (SPD1، SPD19A، EPD19B)، ومن المرتقب أن تبدأ هذه الآبار بالإنتاج خلال أسابيع قليلة.
 

Short Url

showcase
showcase
search