الأحد، 15 يونيو 2025

07:27 م

البرنامج النووي الإيراني، لعبة شطرنج بين طهران وتل أبيب تهز الأسواق العالمية

الأحد، 15 يونيو 2025 10:38 ص

إيران

إيران

تحليل/ ميرنا البكري

في عالم متوتر كثيرًا يأتي الملف النووي الإيراني كأنه يصب بنزين على نار. الأخبار الصادرة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقول إيران أصبحت على بُعد خطوات من تصنيع قنبلة نووية وليس مجرد تهديد أمني، بل أيضًا تحذير اقتصادي كبير للأسواق العالمية، خصوصًا التي تتأثر بالذهب، البترول، وسوق العملات.

ما حدث ببساطة، إن إيران أصبحت عند "العتبة النووية"، أي إن مخزون اليورانيوم كافي لتصنيع تسع قنابل نووية، إذا رفعت نسبة التخصيب لـ90%، وهو ما يجعل العالم كله يقف على أطراف أصابعه.

الملف النووي الإيراني .. زخم على مدار أعوام وتفاعل ٌمع كل مشاكل العالم - 1  - وكالة هاوار للأنباء
الملف النووي الإيراني

 إيران والسلاح النووي، خطوة تفصل بين الطاقة والسلاح

تقول إيران إن برنامجها "سلمي"، لكن التقارير الدولية تقول شيء آخر. فهي تمتلك حاليًا حوالي 128.3 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%. وذلك قريب جدًَا من النسبة المطلوبة لصناعة سلاح نووي (90%). إذا استمرت، سنشاهد مرحلة جديدة تمامًا.

وذلك ليس تطور بسيط. ففي عام 2018، إيران كانت لديها القليل من اليورانيوم لا يذكر (حوالي 150 كجم بنسبة تخصيب 3.6%)، واليوم أصبح المخزون أكثر بـ 50 مرة. أي نستطيع أن تقول إنها أصبحت تمتلك مفتاح الباب الذي يصل لـلسلاح النووي، والسوق بدأ يسمع صوت المفاتيح.

 البترول أول المتأثرين، أسعار النفط على أعصابها

أي توتر في الشرق الأوسط يعني صدمة في أسعار النفط. وذلك لأن المنطقة تصدر أكثر من 30% من إنتاج العالم. ومع أي تهديد نووي من إيران، يزيد احتمال ضربات إسرائيلية أو أمريكية، مما قد يهدد مضيق هرمز، الذي يمر منه حوالي 20% من تجارة البترول العالمية.

أي ببساطة إذا حدث تصعيد حقيقي، سعر برميل البترول قد يصل لـ 100 دولار بسهولة، بل ويمكن أكثر إذا حدثت  ضربة عسكرية، سيؤثر ذلك على التضخم العالمي، وخاصةً في أوروبا التي مازالت تعاني من آثار حرب أوكرانيا.

 الذهب والدولار، حينما يزداد الخوف، الناس تهرب للملاذات الآمنة

دائمًا كان يُعامَل الذهب على إنه ملاذ آمن. ومع أي تهديد نووي، الناس تبيع الدولار أو الأسهم وتشتري ذهب. مما قد يرفع سعر الذهب.

من المتوقع أن يتخطى الذهب حاجز الـ 2400 دولار للأونصة في حال تصعيد عسكري فعلي، الدولار سيرتفع مؤقتًا بسبب حالة الذعر، لكن إذا دخلت أمريكا مواجهة مباشرة، قد ينزل مرة أخرى بسبب القلق من تداعيات الحرب.

اقرأ أيضًا: 

إيران وإسرائيل، من حروب الظل إلى حافة الانفجار

إيران تُطلق موجة جديدة من الصواريخ، وإسرائيل تدعو السكان للاختباء بالملاجئ

ماذا يعني
الذهب والدولار

 إيران والعقوبات، الاقتصاد الإيراني سيستمر في النفق

إذا زادت العقوبات الدولية على إيران، سيواجه اقتصادها أزمات أكثر. التومان الإيراني قد ينهار مرة أخرى، ومعدل التضخم الداخلي الذي اقترب من 50% قد يشتعل. لكن في المقابل، بدأت إيران تجد مخارج اقتصادية من العقوبات، كـ: بيع البترول للصين بأسعار مخفضة، تعاون استراتيجي مع روسيا، ودعم داخلي كبير للصناعات المحلية. أي قد نجد إيران تكمل برنامجها النووي حتى وهي تحت حصار اقتصادي، وهو ما يزود توتر الأسواق.

توقعات مستقبلية، سيناريوهات مفتوحة والنار تحت الرماد

 السيناريو الأول، تهدئة مؤقتة

يحدث ذلك من خلال التدخل الدولي، وأن تبطأ إيران من وتيرة تخصيب اليورانيوم. وبالتالي يقل التوتر في المنطقة. في  هذه الحالة، أسعار البترول والذهب تظل مستقرة، لأن لا يوجد خوف كبير من تصعيد أو حرب قد يؤثر على الإمدادات أو تجعل الناس تذهب للاستثمار في الذهب كملاذ آمن.

 السيناريو الثاني، مواجهة جزئية

وهو أن تقوم إسرائيل بضرب منشآت نووية، ورد إيراني محدود، مما يؤدي إلى قفزة كبيرة في أسعار الطاقة، وارتفاع معدلات التضخم عالميًا.

 السيناريو الثالث، انفجار شامل

وهو أن يتم مواجهة إيرانية إسرائيلية بدعم أمريكي، وغلق مضيق هرمز الذي يعبر من خلاله إمدادات النفط العالمية، وستقفز أسعار البترول 130 دولار، وبالتالي كساد اقتصادي عالمي محتمل.

ختامًا، البرنامج النووي الإيراني ليس مجرد ملف أمني، لكنه لعبة شطرنج اقتصادية كبيرة. وأي خطوة زيادة من طهران، أو ردة فعل من تل أبيب، قد تهز أسواق العالم، ترفع التضخم، وتخلق أزمة طاقة جديدة.

Short Url

showcase
showcase
search