-
بين الشكوك الإدارية والتزام الخصوصية، «أبل» تتأخر في دخول سباق الذكاء الاصطناعي
-
اتصالات النواب لـ«إيجي إن»: أسعار الهواتف سترتفع تدريجيًا إذا استمرت الحرب
-
هل تتأثر مصر في حال استهداف مفاعل ديمونة الإسرائيلي؟ رئيس الرقابة النووية السابق يوضح
-
الجنوب العالمي بقبضة التنين، ديون الصين تتحول لعبء ثقيل على الدول النامية
النفط يقفز 14% بعد الضربة الإسرائيلية، ومخاوف من تعطيل مضيق هرمز
السبت، 14 يونيو 2025 12:03 م

التصعيد بين إيران وإسرائيل
تحليل/ ميرنا البكري
في الوقت الذي كان الناس يستعدون فيه للرحلات الصيفية ويخططون لقضاء عطلتهم على شواطئ الساحل، ضربت إسرائيل إيران بضربة عسكرية غير مسبوقة قلبت موازين السوق العالمي رأسًا على عقب، وجعلت أسعار البنزين تأخذ منحنى تصاعدي مرعب.
هذه الضربة لم تسبب توتر سياسي فقط، بل أيضًا فتحت أبواب كثيرة من المخاوف حول استقرار تدفقات النفط من المنطقة التي تغذي العالم كله بالطاقة.

أول صدمة، النفط يقفز وأسعار البنزين ترتفع
بعد حدوث الضربة مباشرةً، الأسعار ارتفعت، حيث زاد خام غرب تكساس الأمريكي بنسبة 14% في ليلة واحدة، وعلى مدار الأسبوع، ارتفع 12%، وهذه أكبر قفزة منذ أكتوبر 2022.
وهذا الكلام ليس على الورق فقط، لكن بدأ فعلاً يظهر في محطات البنزين، التي زاد فيها السعر بنحو 10 إلى 25 سنت للجالون في أمريكا، ومتوقع أن يزداد أيضَا إذا استمر التوتر.
وفقًا للتقرير الصادر من CNN، بمجرد ما حدثت الضربة الإسرائيلية، السوق العالمي للنفط تقلب رأسًا على عقب، والأسعار بدأت ترتفع بسرعة:
حيث ارتفع خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بنسبة 14% في ليلة واحدة، وسجل حوالي 87.2 دولار للبرميل وفقًا لما نقلته شبكة CNN، وبعدها بيومين، استقر على ارتفاع بنسبة 6%، وعلى مدار الأسبوع، حقق مكاسب بحوالي 12%، وهذه كانت أكبر قفزة أسبوعية من أكتوبر 2022.
هذه الزيادات لم تكن مجرد أرقام في بورصة نيويورك،بل انعكست بسرعة على سعر البنزين في المحطات، خاصةً في أمريكا، كما ارتفع متوسط سعر البنزين العادي في أمريكا من 3.03 دولار للجالون قبل الضربة، لـ 3.13 دولار بعدها، أي زيادة بحوالي 10 سنت في أيام قليلة، وفي بعض الولايات مثل كاليفورنيا، وصلت الزيادة 25 سنت للجالون، وكل التوقعات الآن تقول إن الأسعار ستزداد أكثر لو الوضع العسكري استمر في التصاعد.
طهران تتوعد، ومضيق هرمز على خط النار
القلق الأكبر ليس من الضربة، لكن من رد فعل إيران، فإذا ردت بشكل عنيف، خاصةً على مضيق هرمز، فالعالم كله سيدخل في دوامة أسعار نار.
وهذا بسبب إن هذا المضيق يمر منه 21 مليون برميل يومياً أي تقريباً 20% من استهلاك النفط العالمي.
وأي تهديد لهذا الممر قد يسبب صدمة عنيفة في سوق الطاقة.
لكن في نفس الوقت، وجود الأسطول الأمريكي في البحرين (الأسطول الخامس)يجعل من الصعب على إيران إنها تقفل المضيق لفترة طويلة.
البنزين مازال في بداية الصعود، وليس للذروة للذروة
رغم الارتفاع الذي حدث، المحللين يعتقدوا إننا مازالنا في أول الطريق، متوسط سعر البنزين حالياً في أمريكا حوالي 3.13 دولار للجالون أقل من نفس الوقت العام الماضي (كان 3.46 دولار)، ومازال بعيد عن ذروة 2022 (حينما وصل 5.02 دولار للجالون بعد حرب أوكرانيا)، لكن إذا تصاعد الوضع، وارد جداً نصل لمستويات قريبة من الذروة.
توقعات البنوك، هل سيصل النفط لـ 100 دولار؟
بنك جولدمان ساكس يقول: إذا حدث "تعطيل مطول" في المضيق، النفط قد يصل فعلاً لـ 100 دولار للبرميل، لكنهم يروا إن هذا سيناريو ضعيف، ورفعوا التوقعات بشكل طفيف فقط.
إذا فقدت إيران مثلاً 1.7 مليون برميل من تصديرها، قد تعوض أوبك+ نصفهم، وسعر برنت يصل مؤقتاً لـ 90 دولار، قبل ما يهبط مرة أخرى لـ 60-70 في 2026.
هل أوبك ستنقذ الموقف؟
في حال استمرار الأزمة، قد تسرع أوبك+ بقيادة السعودية وتيرة الإنتاج، ومن الممكن أن يطلب ترامب من أوبك زيادة الإمدادات لحماية المستهلكين الأمريكيين، وهذه خطوة سياسية واقتصادية في نفس الوقت، خاصةً مع اقتراب الانتخابات.
الاحتياطي الاستراتيجي، كارت الطوارئ في جيب أمريكا
إذا خرجت الأمور عن السيطرة، أمريكا والدول الكبرى قد تسحب من الاحتياطي الاستراتيجي،مثل ما حدث في 2022 بعد غزو أوكرانيا، والوكالة الدولية للطاقة لديها أكثر من 1.2 مليار برميل احتياطي طارئ.
لكن أوبك أصدرت بيان هاجمت فيه وكالة الطاقة، وقالت إنهم يبثوا الذعر في السوق ويستخدموا الاحتياطي بطريقة غير مبررة.
اقرأ أيضًا:
بعد الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، ارتفاع أسعار سبائك الذهب في مصر
إيران تضرب وإسرائيل تترقب، انتعاش الذهب والنفط وتهاوي الأسهم

النتائج
1. أسعار البنزين بالفعل بدأت ترتفع، ومازال لديها مجال للصعود، خاصةً إذا ردت إيران بقوة.
2. سوق النفط هش للغاية، وأي اضطراب في المضيق أو استهداف للناقلات سيسبب صدمة ضخمة في الإمدادات.
3. الولايات المتحدة قد تلجأ لاحتياطي الطوارئ مرة أخرى، لكن ذلك يواجه مقاومة سياسية.
4. أوبك قد تُضطر لزيادة الإنتاج، خاصة إذا زاد الضغط الأمريكي.
5. السيناريو الأسوأ إذا أغلقت إيران مضيق هرمز أو هاجمت منشآت خليجية، فذلك قد يدفع النفط فوق 100 دولار والبنزين لمستويات 2022.
6. السيناريو الأفضل، رد محدود من إيران، وتأمين الممرات، ووقتها الأسعار سترتفع لفترة مؤقتة فقط.
ختامًا، ما حدث ليس مجرد خلاف بين دولتين، بل صراع يلعب على أوتار حساسة في الاقتصاد العالمي، وكلنا ندفع الفاتورة في شكل بنزين أغلى وسلع أغلى. والمشهد يتغير كل يوم، وما نقدر نراهن عليه الآن إن سوق الطاقة دخل في مرحلة "يقظة دائمة"، والذي معاه القرار ليس شركات النفط، بل أيضًا الصواريخ والدبلوماسية.
Short Url
ترامب يعيد إحياء الطاقة النووية، رهان محفوف بالمخاطر وسط طفرة الذكاء الاصطناعي
13 يونيو 2025 09:41 م
الجنرال الخفي، كيف يحكم الذكاء الاصطناعي ميدان الحرب واقتصادها؟
13 يونيو 2025 03:49 م
الشرق الأوسط يترنّح تحت الضربات، فهل نشهد ولادة نظام إقليمي جديد؟
13 يونيو 2025 02:20 م


أكثر الكلمات انتشاراً