تطور طبيعي أم خطر قادم؟ مستقبل الوظائف تحت ضغط الذكاء الاصطناعي
الأربعاء، 11 يونيو 2025 06:54 م

الذكاء الاصطناعي - صورة أرشيفية
تطور الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة خلال السنوات الأخيرة، ليصبح أحد أبرز المحركات الرئيسية في إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي وسوق العمل.
وبينما تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاعات متعددة لتحسين الكفاءة وزيادة الإنتاجية، تتزايد المخاوف بشأن تأثيرها على فرص العمل التقليدية، لا سيما في ظل اتجاه بعض الشركات إلى تقليص أعداد الموظفين.
"أوكادو" نموذج على التحول.. الروبوتات تقلّص وقت تنفيذ الطلبات وعدد الموظفين
في أحدث مكالمة لمناقشة الأرباح، أعلن "تيم ستاينر"، الرئيس التنفيذي لشركة "أوكادو" البريطانية، أن التطور في تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات مكّن الشركة من تقليص زمن تنفيذ طلبات البقالة بشكل كبير.
ففي عام 2012، استغرق تنفيذ طلب مكون من 50 سلعة نحو 25 دقيقة من العمل البشري، بينما لا يتجاوز الآن 10 دقائق.

وبفضل هذه التحسينات، أصبحت الشركة بحاجة إلى 500 موظف أقل هذا العام، بعد أن كانت قد حذّرت مسبقًا من احتمالية الاستغناء عن 2300 وظيفة في عام 2023.
وتسلط هذه الخطوة الضوء على الطريقة التي يمكن من خلالها أن تسهم الأتمتة في رفع الكفاءة، لكنها في الوقت ذاته تثير التساؤلات حول مصير الوظائف البشرية.
جدل حول مستقبل الوظائف.. إنتاجية أعلى ولكن بأيدي عاملة أقل
رغم أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يقدم فوائد كبيرة على صعيد الإنتاجية والربحية، إلا أن تقليص الوظائف بات جزءًا من معادلة التغيير داخل الشركات. صحيفة "فاينانشال تايمز" أشارت في تقرير لها إلى أن بعض المؤسسات لم تعتمد الذكاء الاصطناعي بشكل كامل بعد، لكنها بدأت بتطبيق مشاريع تجريبية.
إعادة تعريف الأدوار لا إلغاؤها بالكامل
وقال "بيتر تشيز"، الرئيس التنفيذي لمعهد الموارد البشرية CIPD في المملكة المتحدة، إن الجيل الحالي من الذكاء الاصطناعي "قادر على تغيير كل وظيفة تقريبًا"، لكنه أكد أن التأثير لا يزال في بداياته، ويعتقد أن الذكاء الاصطناعي لا يلغي الوظائف فحسب، بل يعيد تشكيلها، بحيث يتحول التركيز نحو المهام الإبداعية والاستراتيجية التي يصعب أتمتتها.

دعم الموظفين أو الاستغناء عنهم
منذ إطلاق ChatGPT في أواخر عام 2022، دارت تساؤلات حول ما إذا كانت الشركات ستستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين أداء الموظفين، أم كوسيلة لتقليل النفقات من خلال تقليص أعدادهم.
وترى شركات مثل "شرودرز" الذكاء الاصطناعي أداة داعمة تساعد الموظفين على تحليل البيانات وإنشاء التقارير، بينما اتجهت شركات مثل "موديرنا"، و"آي بي إم"، و"كلارنا" إلى دمج الذكاء الاصطناعي ضمن عملياتها التشغيلية لاستبدال مئات الموظفين، وهو ما أثّر لاحقًا على جودة الخدمة في بعض الحالات.
اقرأ إيضًا: جوجل تبتكر طرقًا جديدًا للتقليص، هل بدأ عصر تسريحات الذكاء الاصطناعي؟
وظائف معرضة للخطر وأخرى تنمو بسرعة
وأشارت بيانات "لينكدإن" إلى تزايد الطلب على وظائف متخصصة في الذكاء الاصطناعي، مثل مهندس التعليمات التوجيهية (Prompt Engineer) ورئيس قسم الذكاء الاصطناعي.
كما كشفت دراسة لشركة "بي دبليو سي" عن أن أصحاب المهارات المتقدمة في الذكاء الاصطناعي حصلوا على رواتب أعلى بنسبة 56% في عام 2024. ورغم هذا النمو، فإن البيانات تظهر تباطؤًا في نمو بعض الوظائف المعرضة لتأثير الذكاء الاصطناعي، مثل المحلل المالي والباحث التسويقي، مقارنة بالوظائف الأقل عرضة للتأثر.

تفاوت التأثير بين القطاعات.. التكنولوجيا تطور الأنظمة لكن لا تلغي البشر
يرى خبراء أن تأثير الذكاء الاصطناعي يختلف من قطاع لآخر. ففي حين أن وظائف مثل مراقبة الحركة الجوية أو إدارة البنية التحتية تعتمد على التكنولوجيا منذ سنوات، فإن الذكاء الاصطناعي قد يساعد في تحسين الأداء دون الاستغناء عن العنصر البشري.
أما القطاعات التي تعتمد على تحليل النصوص، مثل المحاماة وخدمة العملاء، فستكون أكثر عرضة لتحولات "دراماتيكية" في المدى القصير.
مهارات متغيرة وسوق سريع التحول
أوضح تقرير "بي دبليو سي" أن المهارات المطلوبة في الوظائف المعرضة للذكاء الاصطناعي تتغير بنسبة 66% أسرع من غيرها، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا أمام العاملين، خاصة من هم في منتصف حياتهم المهنية أو العاملين في الشركات الصغيرة.
كما أظهرت البيانات أن النساء يشغلن نسبة أعلى من الوظائف المعرضة لتأثير الذكاء الاصطناعي مقارنة بالرجال، ما قد يخلق فجوة مستقبلية في سوق العمل ما لم يتم العمل على دعم تأهيل هذه الفئات.
Short Url
ترامب يعيد إحياء الطاقة النووية، رهان محفوف بالمخاطر وسط طفرة الذكاء الاصطناعي
13 يونيو 2025 09:41 م
الجنرال الخفي، كيف يحكم الذكاء الاصطناعي ميدان الحرب واقتصادها؟
13 يونيو 2025 03:49 م
الشرق الأوسط يترنّح تحت الضربات، فهل نشهد ولادة نظام إقليمي جديد؟
13 يونيو 2025 02:20 م


أكثر الكلمات انتشاراً