الخميس، 12 يونيو 2025

11:30 م

صراع المصالح بين ماسك وترامب، حينما تشتعل الحرب الاقتصادية والسياسية

الأربعاء، 11 يونيو 2025 04:43 م

دونالد ترامب وإيلون ماسك

دونالد ترامب وإيلون ماسك

تحليل/ ميرنا البكري

كانت دائمًا العلاقة بين إيلون ماسك، واحد من أغنى أغنياء العالم، ودونالد ترامب، رئيس أمريكا، مبنية على مصالح مشتركة. لكن الخلاف الأخير بينهما ليس مجرد نزاع على السوشيال ميديا، بل درس في الاقتصاد والسياسة والمصالح التي حينما تتضارب، قد توقع جبال.

بدأ الخلاف عندما حاول ترامب أن يمرر مشروع قانون يخفض الضرائب، ولكن ليس لكل الناس، يستهدف هذا القانون إعفاءات ضريبية تفيد صناعات معينة وطبقة معينة، مما كان سيؤثر سلبًا على ماسك وشركاته، خاصةً "تسلا" و"سبيس إكس"، وهو ما أثار غضب ماسك، فالقانون قد يزود العبء الضريبي على شركات التكنولوجيا الكبيرة، وترامب لمح إلى أنه من الممكن أن يقطع العقود الحكومية مع "سبيس إكس" كرد فعل على موقف ماسك، وهذه العقود تُقدر بمليارات الدولارات.

بسبب الخلافات مع ماسك.. ترامب يعتزم التخلص من سيارة تسلا يملكها
خلافات ترامب وماسك تضر شركة تسلا

 

تأثير الخلاف على السوق والبورصة

الخميس الماضي، تراجع سهم "تسلا" بعد تصعيد الخلاف، وذلك طبيعي لأن المستثمرين خشوا من وقوع صدام سياسي يضر بالبزنس.

لكن في اليوم التالي، عوض السهم أغلب خسائره بعد تراجع ماسك وندمه على الذي حدث، هذا معناه إن السوق مازال يرى إن الخلاف يمكن حله أو إنه لن يؤثر على الأداء المالي لتسلا بشكل طويل.

 

ندم مدفوع بالمصالح، ماسك يخشى على مستقبل “سبيس إكس” 

ندم ماسك ليس عاطفي، بل ندم اقتصادي بحت، وشركاته معتمدة على التمويل الحكومي والعقود الفيدرالية، وهو مدرك إن ترامب سيكون له تأثير كبير على مصير المشاريع التي تنشئها “سبيس إكس”، أيضًا لديه طموحات في الذكاء الاصطناعي والطاقة، وكلها تتطلب دعم رسمي وتشريعات مواتية.

 

السياسة الأميركية على صفيح ساخن

الخلاف بين ماسك وترامب ليس خلاف شخصي، بل يعكس تغيرات كبيرة في علاقة وادي السيليكون مع الحزب الجمهوري، وماسك يُعتبر "صوت القطاع الخاص" وصاحب نفوذ سياسي مؤثر، كما إن ترامب كان يستفيد من دعم ماسك كرمز للتقدم التكنولوجي. الآن، دخول إبستين على الخط وإيحاءات ماسك، جعلت الأمور تتعدى حدود الخلاف الاقتصادي وتدخل في منطقة فضائح.

اقرأ أيضًا: 

«بعد المحبة عداوة»، أسهم «تسلا» تهبط لأدنى مستوياتها بعد صدام ترامب وماسك

تراجع «أسهم تسلا» 14% وخسائر 150 مليار دولار بسبب خلافات ترامب وماسك

بالفيديو..
السياسة الأمريكية

 توقعات اقتصادية

1.من الممكن أن تواجه شركات ماسك ضغوط أكبر، خاصةً في موضوع العقود الفيدرالية.

2.قد يحدث تشديد في القوانين التي تستهدف شركات التكنولوجيا، كنوع من العقاب السياسي.

3.من المتوقع أن يتغير شكل العلاقة بين الحكومة والشركات التكنولوجية الكبرى.

وإذا استطاع ماسك أن يحسن علاقته بترامب، فمن الممكن أن يأخذ عقود جديدة، وقد تحدث تفاهمات حول السياسات الضريبية التي تناسب مصالحه، ويعود ليكون له صوت في تشكيل السياسات الاقتصادية والتكنولوجية.

أبرز النتائج

1. السوشيال ميديا أصبحت سلاح ذو حدين، فتغريدة قد تُهبط البورصة

2. ماسك لابد أن يوازن بين رأيه السياسي ومصالحه الاقتصادية.

3. ترامب يبعث رسالة لكل رجال الأعمال، إما أن تدعمني أو تتحمل العواقب.

ختامًا، ما حدث بين إيلون ماسك ودونالد ترامب يكشف إن البزنيس ليس دائمًا فوق السياسة، ولذلك، تراجع ماسك خطوة إلى الوراء، وأبدى ندمًا واضحًا على تصريحاته السابقة. لكن يبقى السؤال: هل يكفي هذا التراجع؟ هذا ما ستكشفه الأيام. 

Short Url

showcase
showcase
search