من خيط لخطة، مشروع نسيج يعيد رسم خريطة الاستثمار الصناعي في مصر
الإثنين، 09 يونيو 2025 06:12 م

صناعة الغزل والنسيج
تحليل/ ميرنا البكري
في وقت يحاول العالم كله أن يجد لنفسه موطئ قدم في سلاسل القيمة العالمية، مصر تأخذ خطوة أخرى للأمام. حيث قررت شركة "هايتكس" الصينية أن تفتح مصنعًا جديدًا للأقمشة الزخرفية في منطقة القنطرة غرب الصناعية، وهو ليس مشروعًا عاديًا، لكنه مشروع استراتيجي بكل المقاييس.
سنوضح تفاصيل هذا المشروع في هذا التحليل، مع تسليط الضوء على أثره الاقتصادي على مصر، من حيث الاستثمار، فرص العمل، التصدير، والتأثير على الصناعة المحلية.
يقع المصنع في منطقة القنطرة غرب الصناعية، التابعة للهيئة الاقتصادية لقناة السويس، على مساحة 65 ألف متر مربع، بتكلفة استثمارية 17 مليون دولار، وإنتاج سنوي بأكثر من 20 مليون متر من الأقمشة، و300 فرصة عمل مباشرة، ونسبة التصدير 100% من الإنتاج مخصص للتصدير.

رأس مال أجنبي في توقيت دقيق، الصناعة تعود بدعم صيني كامل
1. استثمار أجنبي مباشر في وقت حساس
الـ 17 مليون دولار جاءوا في وقت مصر تحتاج فيه استثمارات أجنبية لكي تدعم احتياطي العملة الصعبة، وتقلل الضغط على الجنيه، وكون التمويل ذاتي بالكامل من الجانب الصيني، فهذا يقلل العبء عن الدولة، ويؤكد ثقة المستثمرين في بيئة الاستثمار المصرية.
2. خلق فرص عمل حقيقية
تعتبر 300 وظيفة مباشرة دخل شهري لناس، وحياة أفضل لأسر. والأهم هنا أنها وظائف في الصناعة، وليست خدمات، مما يساهم في بناء قاعدة صناعية قوية.
3. دعم ميزان المدفوعات بالتصدير
الإنتاج سيخرج خارج مصر، وهذا يعني دخول عملة صعبة للبلد، وبالتالي يخفف الضغط على الدولار، ويدعم ميزان المدفوعات، خاصة لو كانت التصديرات موجهة لأسواق مثل أوروبا أو أمريكا.
خطوة استراتيجية، نقل الخبرة الصينية يعيد الأمل لصناعة النسيج المصرية
بوابة لصناعة النسيج المصري
رغم أن الصناعة كانت قوية من قبل، لكن حدث لها الكثير من التراجع، ووجود مصنع حديث بخبرة صينية قد يصبح خطوة لإحياء صناعة الغزل والنسيج، خصوصًا إذا تم نقل جزء من التكنولوجيا والخبرة للصناعة المحلية.
نسيج بتكنولوجيا صينية
الصين تقود العالم في إنتاج الأقمشة الزخرفية، وهذا ليس مؤشرًا على الجودة فقط، لكن أيضًا مرونة في تلبية احتياجات الأسواق العالمية. ومصر على أعتاب الاستفادة من هذه التكنولوجيا.
اقرأ أيضًا:
مصر وكوريا الجنوبية تطلقان شراكة استراتيجية في صناعة الغزل والنسيج
"المحلة الكبرى"، هل تتحول لأكبر مدينة لصناعة الغزل والنسيج في العالم

التوقعات المستقبلية
1. توسع مرتقب
إذا نجح المصنع (وهو أمر متوقع بسبب توجيه الإنتاج كله للتصدير)، قد تفتح الشركة خطوط إنتاج جديدة، أو شركات أخرى صينية داخل نفس المنطقة.
2. جذب استثمارات مساندة
صناعات مثل التغليف، اللوجستيات، النقل، الصباغة، قد تظهر حول المصنع لخدمته، وبالتالي توفير فرص عمل غير مباشرة.
3. نقل الخبرة الصينية للصناعة المحلية
إذا حدث تعاون بين المصنع ومراكز التدريب أو الجامعات الفنية، نستطيع أن ننقل التكنولوجيا ونطوّر بها صناعة النسيج المصرية.
استثمار كبير وتصدير كامل، مصنع نسيج جديد يعزز الاقتصاد ويوفر فرص عمل
جاء هذا المصنع باستثمار ضخم قيمته 17 مليون دولار، وعلى مساحة كبيرة جدًا تصل لـ65 ألف متر مربع. وسيخلق حوالي 300 فرصة عمل مباشرة، أي دخل شهري لـ 300 أسرة.
المصنع يستطيع أن ينتج أكثر من 20 مليون متر من الأقمشة كل عام، وكل الكمية ستصدر بنسبة 100%، أي لا يُباع منها في السوق المحلية في الوقت الحالي، وذلك من الممكن أن يتغير في المستقبل. وبما إن التصدير كامل، ذلك سيدعم الميزان التجاري بشكل قوي، ويدخل عملة صعبة تريح الضغط على الاقتصاد.
ختامًا، هذا المشروع ليس مصنعًا فقط، بل "إشارة ثقة" من الصين في مناخ الاستثمار المصرية، وخطوة جديدة نحو إعادة بناء قاعدة صناعية تصديرية قوية.
إذا استطاعت الحكومة أن تكمل على ذلك بسياسات تشجيعية مماثلة، ودمجت الشركات المحلية مع المستثمرين الأجانب، مصر قد ترجع بقوة كلاعب رئيسي في صناعة الغزل والنسيج العالمية، ومن بدأ بخيط، قد يصبح في يوم من الأيام شبكة كاملة من الفرص، الإنتاج، والتصدير.
Short Url
كيف تفوقت "أمواج العُمانية" على ديور وكريد؟ عطر بنكهة التراث
09 يونيو 2025 10:40 ص
الاقتصاد الرقمي الجديد، من لا يملك الكود لا يملك السيادة
09 يونيو 2025 06:10 ص
صناعة الرفاهية الأوروبية تحت الحصار الجمركي الأمريكي
08 يونيو 2025 09:36 م


أكثر الكلمات انتشاراً