الجمعة، 06 يونيو 2025

10:06 ص

من بكين إلى الرياض، التغيرات الاقتصادية تهز أسواق العالم

الأربعاء، 04 يونيو 2025 07:12 م

الاقتصاد العالمي

الاقتصاد العالمي

تحليل/ ميرنا البكري

العالم يسير بخطى متسارعة، وكل اقتصاد يحاول أن يجد لنفسه مخرجًا وسط أمواجٍ متلاطمة من التحديات والتقلبات، من الصين التي تتراجع الصناعة عندها ، إلى أمريكا التي يجهز ترامب لها "ميزانية نار"، وصولًا إلى السعودية التي تحاول تثبيت أرجلها وسط تقلبات أسعار النفط، وسنوضح بهذا التحليل، أبرز التطورات في الاقتصاد العالمي، استنادًا لما أشار إليه التقرير الشهري الصادر عن شركة جدوى للاستثمار.

Top five risks to the global economy in 2020 - Economist Intelligence Unit
التغيرات الاقتصادية

 

الصين وركود التصنيع، معدلات النمو في خطر

بيانات مايو قالتها صراحةً، فقطاع التصنيع في الصين ليس في أحسن حال، كما أن المؤشرات تقول إنه يضعف، ما يؤكد أن الطلب العالمي مازال ضعيفًا بعد أزمات التضخم وسلاسل التوريد، إلا أن الخدمات تحاول فيما البناء لا يساعد في الوقت الذي فيه قطاع الخدمات يقاوم، لكن قطاع البناء مازال تحت ضغط كبير، بما يؤثر على معدلات النمو الكلي.

وإذا استمر الوضع هكذا، فالصين قد تواجه بطء أكبر في النمو، وهذا يعني تباطؤ في الطلب العالمي على السلع، وخصوصًا المواد الخام.

 

المخاوف الاقتصادية تضغط على الدولار والسندات بعد إعلان خطة ترامب المالية

وتحاول إدارة ترامب، ضخ أموالٍ في السوق بميزانية توسعية، وهو ما سبب خوف وقلق في السوق من تضخم أعلى وزيادة العجز، كما أن عائدات السندات تراجعت، بسبب القلق المالي، والدولار الأمريكي هو أيضًا تراجع وسط معنويات سلبية، ما يجعل الأسواق العالمية، تخطو كل الخطوات في ترقب.

أعلى من التوقعات.. الاقتصاد الصيني ينمو بنسبة 5.3% خلال الربع الأول من 2024  : CNN الاقتصادية
قطاع التصنيع الصيني يتراجع

 

السعودية، تحاول موازنة اللعب

في مايو، المؤشر غير النفطي ارتفع قليلًا عن إبريل، والسبب الأساسي هو زيادة الطلبيات الجديدة، التي تعني أن هناك طلبًا محليًا جيدًا، ومعناه نمو بسيط في التوظيف، ففي إبريل، ارتفعت مبيعات الأسمنت المحلي بنسبة 34% سنويًا و12% شهريًا، وهو واضح لأنه بسبب الموسم (فمثلًا شهر رمضان أو بداية مشروعات صيفية)، هو مؤشر على تحسن مؤقت في قطاع التشييد.

وفي مارس، ارتفعت الصادرات غير النفطية بنسبة 2.01%، وهذا معناه أن هناك مجهودٌ حقيقيٌ لتنويع الاقتصاد، حتى لو الرقم ليس كبيرًا للغاية، كما أن الإنفاق الاستهلاكي في أبريل، ارتفع بنسبة 0.1% سنويًا، لكنه هبط 14% شهريًا، وذلك بسبب العوامل الموسمية.

واللافت أن التجارة الإلكترونية، ارتفعت بنسبة 71%، وهذا يقول إن المستهلك السعودي، يتجه للشراء أونلاين أكثر من أي وقت مضى، كما أن احتياطي "ساما" من الموجودات الأجنبية، تراجع حوالي 27 مليار دولار في إبريل، خصوصًا في بند "الودائع في مصارف أجنبية".

وفي المقابل، الموجودات في "الأوراق المالية الأجنبية"، زادت بـ101 مليار دولار، أي أن هناك إعادة توزيع وليس مجرد خسارة صافية، فيما عرض النقود (M4) زاد بنسبة 9.04% سنويًا، والودائع أيضًا زادت بنسبة 9.07%، والقروض المصرفية زادت بنسبة 10.72%.

ويؤكد ذلك أن الناس والشركات، تقترض أكثر من الذي تحافظ عليه، خاصة القروض للقطاع الخاص التي زادت 11.1%، وذلك أعلى معدل من أغسطس الماضي، وفي إبريل، التضخم السنوي سجل 1.4%، والخضروات بمفردها زادت 9.3%، لكن التضخم في بند "السكن والمرافق" كان شبه ثابتٍ.

 

اقرأ أيضًا: 

الاقتصاد السعودي يشهد تحولًا بدعم القطاعات غير النفطية في رؤية 2030

انكماش نشاط التصنيع في الصين يثير الدعوات للتحفيز الاقتصادي

شروط تجنيس البدون في السعودية تخليص معاملات التجنيس بكل سهولة
الاقتصاد السعودي

 

النفط، قلق في السوق العالمي

واقترب برنت من 83 دولار في مايو، والطلب على وقود الطيران والنقل مازال قويًا، لكن هناك قلق من ضعف التصنيع في الصين والتعريفات الجمركية، والسعودية تخسر قليلًا، وعائدات النفط في الربع الأول، تراجعت بنسبة 10.7% سنويًا، فيما التوقعات أن الربع الثاني، سيكون أضعف بسبب تراجع الأسعار أكثر من زيادة الكميات.

 

سوق الأسهم، يغلي من التوتر

مؤشر "تاسي" كسر حاجز الـ12 ألف نقطة في آخر مايو، منخفضًا من 12,200، والسبب الأساسي هو قلق المستثمرين من أسعار النفط، وتأثيرها على الاقتصاد الكلي.

اقرأ أيضًا: 

من الانتعاش إلى التباطؤ، قراءة في مسار الاقتصاد الأمريكي في عهد ترامب

 

توقعات وتحليل ختامي، إلى أين تتجه خطوات العالم؟

1. الصين:- إذا لم ينتعش التصنيع مرة أخرى، سيضغط ذلك على الطلب العالمي، وخصوصًا على النفط والمعادن.

2. أمريكا:- إذا دخل ترامب ومعه ميزانية توسعية، فالتضخم سيعود للعب مرة أخرى، وبالتالي قد يهز الأسواق.

3. السعودية:- الاقتصاد يتنفس، لكن مازال هناك ضغط كبير من تذبذب أسعار النفط، ونمو القروض والتجارة الإلكترونية علامات صحة، لكن تتطلب حذر، والتضخم قد يرتفع إذا ظلت أسعار الغذاء كما هي.

ختامًا، بين صعود ونزول، اقتصاد العالم يعيش في دوامة، وكل دولة تحاول أن تجد مكانها وسط العاصفة، فالتصنيع في الصين يتراجع، وأمريكا تجهز لمعركة إنفاق، فيما تحاول السعودية أن تمشي على الحبل المشدود، بين النفط والتنويع الاقتصادي، لكن الواضح أن من ينجح هو الذي يقرأ ويدرك التريندات بدقة، ويأخذ قرارات سريعة ومتزنة.

Short Url

search