من تحت الأنقاض تولد الفرص، إعادة الإعمار تفتح أبوابًا لنمو اقتصادي عربي تاريخي
الثلاثاء، 03 يونيو 2025 02:46 م

إعادة الإعمار
رغم الدمار، تشرق فرص، فبين الأنقاض ومشاهد الركام التي خلفتها سنوات من الحروب والصراعات في دول مثل سوريا، العراق، ليبيا، غزة، ولبنان، تلوح أمام الاقتصادات العربية فرص استثمارية هائلة قد تعيد تشكيل الخريطة الاقتصادية للمنطقة، وتفتح أبوابًا واسعة للنمو وتحقيق عوائد ضخمة.

اليوم، لا تعني إعادة الإعمار مجرد ترميم المباني، بل تعني إعادة بناء اقتصادات كاملة، واستعادة البنية التحتية، وخلق بيئات استثمارية جديدة، وسط حاجة ماسة إلى المواد، والخبرات، والخدمات، والشراكات الإقليمية والدولية.
800 مليار دولار وأكثر.. فاتورة إعادة الحياة
تشير تقديرات الخبراء إلى أن غزة وحدها تحتاج إلى ما يتجاوز 80 مليار دولار لإعادة الإعمار بعد موجات التدمير المتتالية، بينما يتطلب العراق، الذي لا تزال آثار داعش والاضطرابات السياسية تُثقل كاهله، استثمارات تفوق ذلك الرقم لإعادة تأهيل الطرق والمطارات والكهرباء ومياه الشرب والقطاعات الإنتاجية.
أما ليبيا، التي فقدت جزءًا كبيرًا من بنيتها التحتية بسبب حرب 2011 وما تلاها من فوضى سياسية وأمنية، فتحتاج إلى خطة إعادة إعمار شاملة تشمل الإسكان والمرافق العامة والمطارات والقطاع الصناعي، وهي جميعها قطاعات يمكن أن تمثل سوقًا مفتوحًا للشركات العربية، وخاصة المصرية، التي تملك خبرة فنية وعلاقات دبلوماسية واسعة في المنطقة.
اقرأ أيضًا:
وزير الخارجية يؤكد استعداد مصر لدعم لبنان في إعادة الإعمار
مصر تشارك في المؤتمر الوزاري لإعادة إعمار سوريا بالاتحاد الأوروبي
الفرصة الذهبية لمصر تكمن في الخبرة والقرب والسياسة
مصر، بما تملكه من قاعدة صناعية، وخبرة طويلة في قطاع المقاولات، وشركات عملاقة في مجالات البناء، والهندسة، ومواد البناء، تقف في موقع استراتيجي يمكنها من تصدير خدماتها ومنتجاتها إلى هذه الأسواق الناشئة.
تاريخيًا، لم تغب الشركات المصرية عن مشهد إعادة الإعمار في الدول العربية، لكن الظرف الحالي يشكل نقلة نوعية، خاصة مع دعم القيادة السياسية لملفات الاستقرار العربي، ودور الأجهزة السيادية المصرية في تمهيد الأرض للاستثمار في دول مثل ليبيا والعراق وغزة.
وهو ما يفسر دعوة الخبراء لضرورة تحرك القطاع الخاص بسرعة، من خلال زيارات عمل منظمة، واتفاقيات ثنائية، ووفود تجارية رسمية لبحث فرص الشراكة وتوقيع العقود، قبل أن تسبقهم الشركات الأجنبية المنافسة، أو تفرض السياسة الدولية قيودًا على حركة رؤوس الأموال في هذه الدول.

ما بعد إعادة الإعمار.. نمو طويل الأجل
الفرص لا تقتصر على مقاولات الطرق والكباري، بل تمتد لتشمل صناعات استراتيجية مثل الأثاث، الأجهزة الكهربائية، التصنيع الغذائي، وخدمات البنية الرقمية، إذ تحتاج الدول الخارجة من الصراع إلى إعادة تشغيل المدارس، المستشفيات، المصانع، الموانئ، المطارات، والقطاعات الحيوية الأخرى.
ومع طول أمد هذه المشروعات، فإن الفرصة ليست آنية فقط، بل طويلة الأجل، ما يوفر استقرارًا للشركات، وعوائد دولارية كبيرة، وفرصة لتوسيع النفوذ الاقتصادي العربي داخل المنطقة.
اقرأ أيضًا:
منها فرنسا والمملكة المتحدة، دعم أوروبي لخطة مصر لإعادة إعمار غزة
البنك الدولي يعلن التكلفة الكاملة لإعادة إعمار لبنان
فرصة لا تُؤجل
الحرب تخلق دمارًا، لكنها تفتح أيضًا نافذة اقتصادية لا تُفتح كل يوم، والعالم العربي اليوم أمام لحظة تاريخية، فإما أن يقود مشهد إعادة الإعمار من موقع الفاعل، أو يظل في موقع المتفرج بينما تتقاسم الشركات الدولية ثمار ما بعد الحرب.
الدعوة اليوم موجهة للقطاع الخاص، وللحكومات العربية، للتخطيط المشترك، والتحرك الذكي، وخلق تحالفات إنتاجية وخدمية تواكب التحدي. لأن من سيبني اليوم، سيكون شريكاً في اقتصاد الغد.
Short Url
من بكين إلى الرياض، التغيرات الاقتصادية تهز أسواق العالم
04 يونيو 2025 07:12 م
ترشيد المياه مسؤولية الجميع، من التصميم إلى الاستهلاك
04 يونيو 2025 04:52 م
واشنطن ترفع درع الصناعة، والمستهلك الأمريكي يدفع الثمن
04 يونيو 2025 02:36 م


أكثر الكلمات انتشاراً