الخميس، 05 يونيو 2025

08:57 ص

القنطرة تصنع الفارق، استثمار صيني جديد يصدر 80% من إنتاجه للعالم

الثلاثاء، 03 يونيو 2025 02:40 م

المنطقة الاقتصادية بقناة السويس

المنطقة الاقتصادية بقناة السويس

تحليل/ ميرنا البكري

في زمن التنافس العالمي على جذب الاستثمارات، مصر تثبت إنها مازالت لاعبة أساسية على الساحة. وذلك ظهر في  توقيع الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس عقد جديد مع شركة صينية كبيرة إسمها «كومفلي هونج كونج»، لكي تعمل مع مجمع صناعي متكامل لإنتاج الحقائب سفر في منطقة القنطرة غرب.

هذا الاستثمار ليس مجرد رقم ( 20 مليون دولار) لكن أيضًا هو جزء من خطة أكبر تحدث في صمت لتعميق الصناعة، وزيادة التصدير، وتقليل الاستيراد.

بنمو 78%.. إيرادات المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تسجل 6 مليارات جنيه  بنهاية يونيو - Economy Plus

 تفاصيل المشروع، حقيبة بـ مليار جنيه استثمارات

بلغ حجم الاستثمار  مليار جنيه مصري، بمساحة 80 ألف متر مربع، وكانت الطاقة الإنتاجية 22 مليون قطعة سنويًا، ومن المتوقع أن يوفر 2000 فرصة عمل، كما إن إنتاج المصنع سيكون 80% للتصدير، و20% للسوق المحلي، وبدء التشغيل الكامل للمصنع سيكون في نهاية 2026.

المشروع أيضًا هو الاستثمار الثاني للشركة الصينية في مصر، لأنهم يعملوا بالفعل على مصنع آخر بنفس النشاط، سيبدأ تشغيل تجريبي آخر 2025، وافتتاح رسمي أول 2026.

 تأثير صناعي مزدوج، تكامل أفقي ورأسي في الإنتاج

ما يحدث في القنطرة غرب ليس مجرد بناء مصنع، لكن بناء منظومة إنتاج متكاملة، لأن المشروع الجديد سيعمل كمركز لإنتاج المواد الخام والإكسسوارات التي يحتاجها المصنع الثاني، وذلك معناه: توفير في التكلفة، وسرعة في التوريد، ودعم للتكامل الصناعي بين المصانع، وتقليل الاعتماد على الاستيراد من الصين أو غيرها.

أي المصنع الجديد سيساعد في تكوين سلسلة إمداد محلية قوية لصناعة الحقائب، وذلك قد يفتح الباب أمام مصانع أخرى تدخل نفس القطاع.

 والوجهة تصدير لـ 80% من الإنتاج ومنافسة على السوق العالمي، والمصنع يستهدف تصدير 80% من الإنتاج، وذلك معناه:

1.دخول مصر لسوق عالمي ضخم لصناعة الحقائب والشنط.

2.تحويل القنطرة غرب لمركز إقليمي لصناعة المنتجات الجلدية والإكسسوارات.

3.ضخ عملة صعبة من التصدير في توقيت مصر تحتاج فيه بشدة.

وهذ نقطة مهمة للغاية لإن صناعة الحقائب من الصناعات الخفيفة التي بها هامش ربح جيد، وفي نفس الوقت تتطلب عمالة كبيرة، مما يخلق فرص عمل كثيرة ويوسع قاعدة الإنتاج المحلي.

اقرأ أيضًا: 

"لا يفوتك"، فرصة استثمارية مميزة في الخدمات البحرية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس

شراكة صينية بقيمة 20 مليون دولار لتصنيع حقائب السفر بمنطقة القنطرة غرب

 

الصين تؤكد رغبتها الاستثمار بهذه القطاعات في مصر | سكاي نيوز عربية
التعاون بين مصر والصين

 نتائج أوسع، المنطقة الاقتصادية تكبر وتكسب ثقة المستثمرين

توقيع هذا العقد يرفع عدد المشروعات في القنطرة غرب لـ 22 مشروعًا بإجمالي استثمارات 623.5 مليون دولار، وعدد وظائف مباشر أكثر من 32.6 ألف فرصة عمل، وهذه المؤشرات تقول إن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تتحول تدريجياً لمنطقة صناعية وتصديرية عالمية، وليس مجرد كلام، لكن أرقام واستثمارات حقيقية على الأرض.

 في السباق العالمي، مصر تستغل التحولات العالمية بذكاء

في الوقت الذي تحاول دول كثير  جذب استثمارات في الصناعات التحويلية والخفيفة، مصر تتحرك بسرعة وتستغل موقعها الجغرافي:

1.قرب القنطرة غرب من قناة السويس يجعلها نقطة لوجستية ممتازة.

2.تكاليف العمالة المنافسة تجعل المستثمرين الصينيين يروافيها بديل اقتصادي قوي.

3.وجود اتفاقيات تجارة حرة مع أوروبا وأفريقيا يفتح أبواب التصدير.

أي نحن نتحدث عن مشروع لا ينتج حقائب فقط، بل يكون نواة لمركز إقليمي لصناعات خفيفة متقدمة.

 توقعات، إلى أين يمكن أن تصل القنطرة غرب؟

إذا استمر الاتجاه التصاعدي، فالمتوقع:

1.جذب استثمارات إضافية من شركات صينية أو آسيوية في نفس القطاع.

2.توسع في الصناعات المغذية (سوست – خيوط – بطانات – عجل للشنط).

3.زيادة الصادرات غير البترولية لمصر.

4.خلق مئات المشروعات الصغيرة التي تعمل كموردين للمصنع الكبير.

ختامًا، الاستثمار الصيني الجديد في القنطرة غرب ليس مجرد مصنع حقائب، لكن إشارة واضحة إن مصر تخطو في طريق التصنيع التصديري الصحيح، خاصةً في الصناعات التي تعتمد على عمالة كثيفة وتكلفة إنتاج منخفضة. ذلك مشروع يخدم رؤية أكبر وهي تعميق الصناعة، وتقليل الاستيراد، وزيادة الصادرات.

والأهم، إنه يضع  القنطرة غرب على خريطة التصنيع العالمي، ويبعث رسالة للمستثمرين إن مصر جاهزة، والمناخ الصناعي فيها أصبح جاذب أكثر من أي وقت مضى.

Short Url

search