السندات الأمريكية في مأزق والدولار يفقد بريقه، تحليل لأسباب التغيرات المفاجئة
الأحد، 01 يونيو 2025 02:11 م

السندات الأمريكية والدولار
تحليل/ ميرنا البكري
عادة عندما ترتفع عوائد السندات الأمريكية، الدولار أيضًا يقوى لأن المستثمرين يرون أن العائد أكبر يعني فرصة استثمار أفضل. لكن الذي حدث الآن في 2025 هو أن هذه العلاقة تكسرت، والدولار بدأ يهبط حتى مع ارتفاع عوائد السندات، بما يعني أن هناك تغيرات كبيرة تحدث، ومزاج المستثمرين تغير بالكامل.

«رسوم التحرير» وخفض موديز للتصنيف، بداية هبوط الدولار وضغوط على السندات الأميركية
في أبريل 2025، حينما تم إعلان «رسوم التحرير» ارتفع العائد على سندات الـ10 سنوات من 4.16% لـ4.42%، لكن الدولار هبط 4.7% مقابل العملات الأخرى، وذلك أقل ارتباط من 3 سنوات.
كما أن وكالة موديز خفضت تصنيف أمريكا الائتماني من Aaa لـAa1، وهذا إنذار قوي؛ لأن العجز المتوقع سيصل لـ9% من الناتج المحلي بحلول 2035، والدين العام سيصبح 134% من الناتج، أي الدولة تصرف جزء كبير من ميزانيتها لدفع فوائد الدين.
هذه الأرقام جعلت دول كبيرة مثل اليابان والصين يقللوا من حيازتهم للسندات الأميركية، مما زود الضغط على الدولار.
ارتفاع تكلفة الاستدانة وتأثيره على الشركات
في نصف 2025، أكثر من 5 تريليون دولار ديون سيتم استحقاقها، والمالية العامة تتحمل عبء إعادة التمويل بأسعار فائدة أعلى. والشركات الضعيفة بدأت توقف إصدار سندات، وأرقام إصدار السندات ذات العوائد العالية تراجعت لعُشر مستويات العام الماضي، وهذا يعني تقليل في الاستثمارات، وبالتالي فرص أقل لوظائف ونمو اقتصادي أبطأ.
أزمة ثقة ولا بس تصحيح؟
المحللون يقولون إن السوق لا يفسر ارتفاع العوائد علامة على نمو، لكن علامة على وجود مشاكل كبيرة في السياسة المالية الأمريكية، ويتكهنوا إن الاحتياطي الفيدرالي قد يدخل بحيل مثل «ضبط منحنى العائد» لكي يمنع ارتفاع أسعار الفائدة بشكل كبير.
وإذا ضعف الدولار أكثر، قد يبدأ المستثمرون في تحويل أموالهم للذهب أو عملات مثل الين الياباني أو الفرنك السويسري، مما قد يوسع أزمة الثقة في الاقتصاد الأمريكي.
اقرأ أيضًا:
«من وول ستريت إلى النفط» الأسواق تهتز بعد خفض التصنيف الائتماني لأمريكا
عوائد السندات الأمريكية ترتفع وسط مخاوف الرسوم الجمركية وارتفاع معدلات التضخم

المؤشرات تحت الضغط، السوق أين يتجه؟
1.مؤشر الدولار قد يقف عند 100.5 نقطة، وإذا ضغط عليه قد ينزل لـ 97.5 نقطة.
2.مؤشر S&P 500 قد يتراجع لـ 5540 نقطة بسبب ضعف أرباح الشركات وقلة التمويل.
3.الأسواق دخلت مرحلة حرجة وليس تراجع أرقام، لكن أيضًا تشك في أساسيات الاقتصاد والسياسات الأمريكية.
توقعات المستقبل، ما القادم؟
1.إذا لم تتحسن السياسة المالية الأمريكية واستمرت الأرقام في التدهور، قد يضعف الدولار أكثر، وتأثيرات سلبية على الاقتصاد العالمي ستكبر.
2.تدخل الاحتياطي الفيدرالي قد يهدئ السوق مؤقتًا لكن الحل طويل الأمد في إعادة بناء الثقة والسياسات المالية الصحيحة.
3.المستثمرين سيصبحوا أكثر حذرًا، مما قد يفتح فرص لعملات بديلة واستثمارات جديدة خارج نطاق الدولار.
اقرأ أيضًا:
الفيدرالي الأمريكي يهز الأسواق، تراجع حاد في عوائد السندات الأمريكية
ختامًا، ما يحدث الآن ليس مجرد أرقام تتغير، لكن ثقة العالم في الاقتصاد الأمريكي تهتز، العلاقة التقليدية بين عوائد السندات وقوة الدولار تكسرت، مما يحذر من عواصف مالية قد تؤثر على الأسواق العالمية. الحل ليس في السياسات النقدية، لكن في إعادة النظر في الاقتصاد ككل وثقة المستثمرين التي قد تتغير في أي لحظة.
ومن سيكسب الجولة هو من يعرف يتعامل مع هذه التغيرات بسرعة وذكاء.
Short Url
في إطار تحسين أمن الطاقة، القطاع الخاص في صدارة مشروعات تغويز الغاز في مصر
02 يونيو 2025 02:36 م
بين الدبلوماسية والتجارة، سويسرا توازن المخاطر في ظل التصعيد الأمريكي
02 يونيو 2025 02:08 م
«الزوارق الكهربائية»، رفاهية صديقة للبيئة تُعيد تشكيل سوق بحرية بـ57.7 مليار دولار
02 يونيو 2025 01:01 م


أكثر الكلمات انتشاراً