الأحد، 01 يونيو 2025

07:06 ص

الين الضعيف والتجارة المتراجعة، ما الذي أضاع على اليابان صدارة الدائنين؟

الثلاثاء، 27 مايو 2025 11:43 ص

ألمانيا واليابان

ألمانيا واليابان

تحليل/ ميرنا البكري

بعد 34 عام من التربع على عرش "أكبر دائن في العالم"، اليابان أخيرًا فقدت المركز الأول لصالح ألمانيا، وذلك برغم  إنها سجلت رقم قياسي في صافي أصولها الخارجية مع نهاية 2024. الموضوع ليس بسيط، لأنه يكشف تغيّرات كبيرة في شكل الاقتصاد العالمي، وقد يؤثر على توازنات مالية بين دول كبيرة، والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي حدث؟ وما السبب وراء نزول اليابان للمرتبة الثانية رغم إن أصولها زادت؟سنوضح ذلك في التحليل.

Picture background
ألمانيا تحتل المركز الاول أكبر دائن في العالم

 اليابان جمعت أكثر، لكن ألمانيا جمعت أسرع

بلغ صافي أصول اليابان الخارجية 533 تريليون ين (حوالي 3.7 تريليون دولار)، وهو رقم ضخم جدًا ويمثل زيادة بنسبة 12.9% عن العام السابق. لكن ألمانيا فاجئت الكل وقفزت للمركز الأول بصافي أصول 569.6 تريليون ين. أي ببساطة، ألمانيا كسبت السباق بسرعة النمو، وليس بالحجم فقط.

الين ضعيف أم التجارة تراجعت؟

 هناك أكثر من سبب خلف تراجع ترتيب اليابان لكن في نفس الوقت زود هذا التراجع من الخصوم الخارجية. أي (كأنك تكسب بالجنيه وتدفع بالدولار) كما إن اليابان تواجه تراجع في الفائض التجاري منذ فترة، الذي كان يغزي موقعها كأكبر دائن.الآن أصبح الاعتماد الأكبر على الاستثمارات الخارجية، وقد يكون هناك مخاطر أعلى وتذبذبات أكثر.

اللافت هو إن ألمانيا استفادت من توازن تجاري أقوى، واستثمارات خارجية مستقرة، وأيضًا لديها فائض دائم في ميزان المدفوعات. بمعنى آخر، ألمانيا تصدر أكثر  من ما تستورد، وتستثمر في الخارج  بذكاء  دون التورط في تقلبات عملة  مثل الين.

اقرأ أيضًا: 

التضخم في «اليابان» يبلغ 3.5% في أكثر من عامين ويضغط على البنك المركزي

ألمانيا، القوة اللوجستية الأولى والقلب النابض للاقتصاد الأوروبي

ارتفاع الين الياباني بعد أدنى مستوى له منذ 34 عاما - RT Arabic
الين الياباني

ترتيب جديد لقائمة الدائنين الكبار

بعد ألمانيا واليابان، جاءت الصين في المركز الثالث، بصافي أصول 516 تريليون ين، ثم هونج كونج، وبعدها النرويج. وذلك ترتيب يجعلنا نقول إن آسيا مازالت متربعة، لكن المنافسة أصبحت شرسة، وأوروبا  تعود لـ تلعب دور أكبر في السيطرة المالية العالمية.

هل خسارة اللقب معناها إن اليابان اقتصادها ضعف؟

ليس بالضرورة. الحكومة اليابانية قالت إن الترتيب ليس هو المقياس الوحيد لقوة الاقتصاد. والواقع يقول إن أصول اليابان الخارجية مازالت تنمو، لكن ترتيبها تأثر بسرعة نمو الدول الأخرى. وأيضًا عندهم نظام مالي متماسك واستثمارات عالمية ضخمة، فاليابان مازالت لاعب رئيسي على الساحة الاقتصادية.

التوقعات، اليابان تعود أم لا؟

قد نقول إن اليابان مازالت أمامها فرصة لتعود للمركز الأول، لكن ذلك يعتمد على استقرار سعر صرف الين، تحسين الفائض التجاري، وتقليل اعتمادها على الأصول الخارجية المعرضة للتقلبات، لكن في نفس الوقت، ألمانيا لن تترك  المركز بسهولة، والصين تتحرك بسرعة، فمن المتوقع أن تكون المنافسة أصعب.

اقرأ أيضًا: 

ألمانيا أمام ركود اقتصادي في 2025.،توقعات سلبية مع أمل في التعافي بداية من 2026

نتائج

1.اليابان فقدت اللقب، لكن مازالت في اللعبة.

2.الين الضعيف أصبح سلاح ذو حدين، ويساعد في الاستثمار، لكن يؤثر على التقييم الكلي.

3.ألمانيا أثبتت إنها  ليس قوة صناعية فقط، لكن أيضًا مالية.

4.العالم يتغير، وذلك الترتيب قد يعيد توزيع النفوذ الاقتصادي، خصوصًا وسط أزمات اقتصادية عالمية وصراعات تجارية.

5  الاستقرار المالي والنمو المستدام أقوى من الأرقام الضخمة. 

ختامًا، الموضوع ليس أرقام ومراكز فقط، اليابان تراجعت للمركز الثاني لكن مازالت لديها أصول ضخمة وقوة مالية كبيرة. ألمانيا لعبتها بذكاء واستفادت من التوازن والتخطيط الذكي. كما يعكس هذا الترتيب  إن الاقتصاد العالمي يتغير بسرعة، وليس دائمًا من في القمة أن يظل بها. اللعبة الآن بها منافسة أقوى، وكل دولة لابد أن تعمل بذكاء لكي تظل في الصورة. فـقد تعود اليابان، ومن الممكن أن نرى مفاجآت من دول أخرى، لكن المؤكد إن من يستطيع أن يحافظ على استقراره وينمو بذكاء، هو من يكسب في الآخر.

Short Url

showcase
showcase
search