السبت، 07 يونيو 2025

11:50 ص

آبل بين مطرقة ترامب وسندان الصين، هل يصمد آيفون أمام العاصفة السياسية؟

الخميس، 05 يونيو 2025 10:49 ص

شركة آبل

شركة آبل

في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تبدو شركة "آبل" وكأنها عالقة بين مطرقة السياسة وسندان الاقتصاد، بعدما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على أجهزة آيفون المجمّعة خارج الولايات المتحدة، ما يفتح الباب على مصراعيه لسؤال مصيري، ما خيارات آبل للخروج من هذا المأزق؟

iPhone 17 Slim تصميم أنحف، قوة أكبر، مستقبل جديد لسلسلة iPhone
شركة آبل

صنعها هنا أو ادفع الثمن

لم تكن تصريحات ترامب مجرد فورة سياسية، بل حملت في طياتها نية واضحة لاستخدام سلاح الجمارك لفرض الإرادة الاقتصادية. 

ففي سعيه لإعادة خطوط التصنيع إلى الداخل الأميركي، وضع آبل في زاوية حرجة، على اعتبارها أحد رموز القوة التكنولوجية الأميركية، لكنها في الحقيقة تعتمد على شبكة توريد عالمية معقدة تعكس واقع العولمة الصناعية الحديثة أكثر مما تعكس الروح الأميركية.

اقرأ أيضًا:

تحذيرات من كارثة اقتصادية، ترامب يلوّح برسوم ضد آبل واتحاد أوروبا

نهج جديد من آبل مع إطلاق «iPhone18»، ما الذي يختلف هذه المرة؟

حلم أمريكا المكلف للتصنيع داخل أميركا

قد تبدو الفكرة مغرية من الناحية الوطنية، آيفون صُنع في أميركا، لكن عند تفكيك الأرقام والحسابات، يتحول هذا الحلم إلى عبء ضخم. 

إن نقل تصنيع آيفون بالكامل إلى الولايات المتحدة قد يرفع سعر الجهاز من 1200 إلى 3500 دولار، ذلك لا يعود فقط إلى ارتفاع كلفة الأيدي العاملة، بل أيضًا إلى غياب البنية التحتية الصناعية المتخصصة، والنقص الحاد في العمالة الفنية المدربة، وعدم توفر التقنيات الروبوتية المطلوبة لتجميع المكونات الدقيقة.

الأولى في العالم.. قيمة أبل السوقية تتجاوز 3 تريليونات دولار - CNN Arabic
شركة آبل

سلسلة التوريد شبكة من 28 دولة

تكشف دراسة لسلسلة التوريد أن تصنيع جهاز آيفون يتطلب مكونات من أكثر من 28 دولة، تشمل ما لا يقل عن 2700 قطعة غيار ومكون دقيق، تتوزع هذه المكونات بين معالجات من تايوان، شاشات من كوريا، وحدات تخزين من اليابان، وبطاريات من الصين. 

إعادة توطين هذه الشبكة داخل الولايات المتحدة سيستغرق، بحسب تقديرات خبراء، ما لا يقل عن عقد كامل من الزمن، وسيتطلب استثمارات بمليارات الدولارات، دون ضمان تحقيق نفس الكفاءة أو الجودة.

اقرأ أيضًا:

ترامب محذرا "آبل" من تصنيع منتجاتها في الهند: "لديّ مشكلة صغيرة مع تيم كوك"

شركة آبل تبدأ تحولها من الصين بصفقة رقائق بقيمة 433 مليون دولار في الهند

خيار امتصاص الصدمة

أمام هذه التعقيدات، إن الخيار الأكثر واقعية أمام آبل هو امتصاص تكلفة الرسوم الجمركية وتجنب مغامرة التصنيع المحلي. 

فحتى في حال تطبيق رسوم 25%، سيكون تأثيرها المالي محدودًا نسبيًا على أرباح الشركة، يُقدر بـ51 سنتًا للسهم سنويًا، ما يعني أن آبل تستطيع التكيف مع الضغوط من دون إحداث تغييرات جذرية في منظومتها الصناعية.

القانون والسلطة التنفيذية

قانون الطوارئ الاقتصادية الدولية قد يمنح الرئيس الأميركي أدوات قانونية لفرض رسوم خاصة على شركات معينة، رغم أنه لا يمنح بوضوح صلاحية استهداف شركات بعينها، كما يقول خبراء قانونيون. 

وفي حال قررت الإدارة الأميركية استخدام هذا القانون، فإن قدرة القضاء على التدخل ستكون محدودة، طالما التزمت الإدارة بالشكل القانوني لإعلان حالة الطوارئ.

كيفية مشاهدة مؤتمر أبل.. وأهم المنتجات المتوقع الإعلان عنها اليوم | مجلة  سيدتي
شركة آبل

ماذا عن الحلول الوسط؟

ثمة خيار ثالث يلوح في الأفق، تنويع مواقع الإنتاج دون نقلها بالكامل إلى الولايات المتحدة، بالفعل، بدأت آبل في السنوات الماضية بتحويل بعض خطوط الإنتاج إلى الهند وفيتنام، ما يمنحها مرونة جزئية لمواجهة الحروب التجارية، لكن هذا الخيار لا يعفيها من التحديات، خاصة إذا أصرت الإدارة الأميركية على صنع في أميركا تحديدًا.

الكلفة السياسية تفوق الاقتصادية

بمنظور واقعي، تدرك آبل أن الرضوخ الكامل لمطالب ترامب قد يضر أكثر مما ينفع، فالإنتاج المحلي مكلف وغير عملي، بينما تمرير بعض التكاليف للمستهلك الأميركي سيكون أقل ألمًا وربما أكثر قبولاً. 

في المقابل، قد تراهن الشركة على تغير الإدارات السياسية أو على الوصول إلى تسوية تجارية جديدة بين واشنطن وبكين تقلل من حدة الإجراءات.

في النهاية، ما تواجهه آبل اليوم ليس مجرد معركة حول التصنيع، بل اختبار لمعادلة العولمة في مواجهة القومية الاقتصادية.. معركة ستحدد، إلى حد كبير، مستقبل التكنولوجيا الأميركية في عالم متغير.

Short Url

search