500 مليار دولار في مهب الريح، كواليس صفقة كوشنر المثيرة للجدل
السبت، 17 مايو 2025 04:39 م

جاريد كوشنر
تحليل/ ميرنا البكري
في قلب العاصمة الصربية بلغراد، وجد زوج ابنة ترامب "جاريد كوشنر" لنفسه قطعة أرض ساخنة، كانت في الماضي مقرًا للجيش اليوغوسلافي، حيث قرر تحولها لفندق خمس نجوم و1,500 شقة سكنية، وهذه الصفقة شكلها على الورق استثمارٌ ثقيل، بقيمة (نصف مليار دولار وموقع استراتيجي)، لكن الحقيقة؟ تحاصر المشروع بسلسلة اتهامات وتقارير عن تزوير في تصنيف المبنى، لكي يتحول من موقع تراثي محمي، إلى مجرد أرض للبناء.

المكاسب المتوقعة من المشروع إذا تم تنفيذه
1. عوائد استثمارية ضخمة:- وإذا اكتمل المشروع، سيجمع مليارات على المدى البعيد، من خلال بيع الوحدات السكنية وتأجير الفندق، خصوصًا وأن الموقع استراتيجي والسوق العقاري في بلغراد بدأ ينشط.
2. فرص عمل وأثر اقتصادي محلي:- التطوير العقاري الكبير، قد يخلق آلاف الوظائف في الإنشاء والسياحة والخدمات، ما يصب في مصلحة الاقتصاد الصربي، خاصة في منطقة تحتاج لإنعاش اقتصادي بعد عقود من الحروب والأزمات.
3. دعم لصورة المستثمرين الأمريكيين في البلقان:- وإذا نجح المشروع، ستكون هناك رسالة مهمة للمستثمرين الأجانب، حيث أن صربيا بلد تستطيع أن تتعامل معاها بثقة في مشاريع طويلة المدى.
اقرأ أيضًا: ترامب يعين والد صهره "جاريد كوشنر" في منصب دبلوماسي
ابنة دونالد وزوجها كوشنر خارج فريق ترامب الرئاسي.. اعرف السبب
المخاطر الاقتصادية
1. تشكيك في بيئة الاستثمار الصربية:- القبض على رئيس معهد حماية الآثار، والاعتراف بالتزوير في المحكمة، يكشف خلل إداري كبير وقد يهز ثقة أي مستثمر يأتي من الخارج.
2. التجميد المحتمل للمشروع أي خسارة مضاعفة:- كل يوم يمر دون أن تبدأ الأعمال هو أموال تطير، قد تكون هذه الأرض تدفع إيجار أو رسوم، وكوشنر لن يستطيع أن يستمر دون حل ملف الحماية الثقافية.
3. ضغوط شعبية ضد المشروع:- (مهندسين، مؤرخين، وأناس كثر يرون أن إزالة المبنى، تعتبر جريمة في حق تاريخ صربيا، وقد يسبب ضغطًا سياسيًا وإعلاميًا يجعل الحكومة تعيد حساباتها).
هل الحكومة الصربية فعلًا "تاركة الساحة"؟
ونفى الرئيس فوتشيتش وجود أي تزوير، لكن الأحداث في الواقع تقول غير ذلك، فالحكومة حتى الآن صامتة، وهو ما يفتح الباب لـ تكهنات: هل هناك تضارب مصالح؟ أم هل كان هناك تسهيل متعمد للمستثمرين الأمريكان؟
إذا قررت الحكومة أن تدافع عن المشروع، فسيكون هناك صدام مع جزء كبير من الرأي العام الصربي، وقد يجعلها تدفع ثمن سياسي في المستقبل.

تأثير ذلك الكلام على سمعة كوشنر نفسه
هذه ليست المرة الأولى لمشاريع كوشنر في مواجهة شكوك، وهو ما يؤثر على سمعته كمستثمر دولي، خصوصًا أنه داخل الفترة المقبلة في مشاريع أخرى في أمريكا والشرق الأوسط، وفضيحة مثل هذه قد تجعل حكومات أخرى تفكر مرتين قبل منحه عقد تطوير جديد.
التوقعات المستقبلية، المشروع سيستمر أم لا؟
السيناريو الإيجابي
إذا انتهت التحقيقات سريعًا، واتضح أنه لا يوجد تزوير من طرف كوشنر نفسه، فمن الممكن أن تكمل الحكومة المشروع، وتقوم بإعداد تسوية تحفظ بيها النصب التذكاري، كما تفتح باب التطوير العقاري.
السيناريو السلبي
وإذا كان هناك تلاعب من داخل الحكومة أو تواطؤ مع المطور، قد يتوقف المشروع تمامًا، أو يتأجل لعدة سنوات، ويتحول لنقطة خلاف سياسي بين أحزاب المعارضة والحكومة.
ختامًا، التطورات التي في بلغارد ليس مجرد خلاف على مبنى تاريخي، بل اختبار حقيقي لعلاقة السياسة بالاستثمار، ولقدرة الحكومات على موازنة بين "التراث" و"التنمية"، فمشروع كوشنر إذا استمر، سيكون درسًا مهمًا عن كيفية التعامل مع إرث ثقافي حساس، وإذا وقع؟ سيكون عبرة للمستثمرين، ليس كل أرض رخيصة يُبني عليها تبني عليها، خاصة إذا كان التاريخ نفسه هو الذي يقف أمامك.
Short Url
من التحديات للفرص، 8 حلول تجعل المرأة شريك اقتصادي حقيقي
15 مايو 2025 04:19 م
«عودة تسلا إلى نادي التريليون» بين الحقائق القاتمة والحماسة السوقية الزائدة
15 مايو 2025 03:20 م
أوبك تلعبها بحذر، تثبيت توقعات الطلب على النفط رغم انخفاض النمو الاقتصادي العالمي
15 مايو 2025 02:03 م


أكثر الكلمات انتشاراً