«الشيف الخفي»، مطبخ عصري بنكهة الذكاء الاصطناعي يؤثر على مستقبل شيف المطاعم
الأربعاء، 14 مايو 2025 01:13 م

الذكاء الاصطناعي والمطاعم
شهيرة أحمد
في السنوات الأخيرة، لم يعد الذكاء الاصطناعي (AI) مجرد مصطلح تقني يقتصر على المختبرات أو تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة، بل بات يتسلل إلى تفاصيل الحياة اليومية، ومن بينها صناعة المطاعم.
ويشهد هذا القطاع، في الوقت الحالي، تحولًا لافتًا بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي، من الطهي إلى التوصيل، مرورًا بإدارة المخزون وخدمة العملاء.
وبين مؤيد متحمس ومعارض متوجس، يثير اختراق الذكاء الاصطناعي للمطبخ، موجة من الجدل حول مدى تأثيرها على مستقبل الطهي وخصوصية التجربة الإنسانية في المطاعم. ويبقى السؤال: هل يمكن لهذه الآلة أن تتقن فن الطهي كما يفعل الإنسان؟

اهتمام عالمي متزايد وتأثير ملموس
لم يعد الحديث عن الذكاء الاصطناعي مقتصرًا على خبراء التقنية، ففي قطاع المطاعم، يؤكد العاملون أنه بات محور نقاشاتهم اليومية.
وفي هذا السياق، ومن قلب باريس، قال ماتان زاكين، مدير مطعم نوم الفرنسي في باريس، أن الجميع يتحدث عن الذكاء الاصطناعي، حتى الطهاة يستخدمونه سرًا لإعداد الوصفات أو تطوير أفكار جديدة.
وأشار زاكين، إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح حديث الطهاة في جلساتهم الخاصة، قائلا أنه جلس على طاولة بها 12 طاهياً، وكان الذكاء الاصطناعي الموضوع الرئيسي، وإن الكثيرين من زملائه يستخدمون أدوات مثل ChatGPT لتوليد وصفات مبتكرة، لكنهم لا يعلنون ذلك صراحة بسبب الغرور السائد في المجال، على حد وصفه.
وأوضح أن هذه التقنية تتيح الوصول إلى قواعد بيانات ضخمة تحتوي على صور ووصفات ومعلومات كيميائية حول المكونات، ما يفتح آفاقًا جديدة للإبداع في إعداد الأطباق، وفقًا لما نشرته القناة الفرنسية.
بين القلق والإبداع.. آراء متباينة داخل المطبخ
ورغم إقرار الكثيرين بفوائد الذكاء الاصطناعي، إلا أن القلق يساور بعض الطهاة من تأثيره على جوهر العمل اليدوي.

من جانبه، أوضح الشيف الفرنسي الشهير فيليب إيتشيبيست، الحاصل على نجمة ميشلان، أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه أبدًا أن يحل محل لمسة الطاهي أو ذوقه الخاص، بينما يرى آخرون أنه يمكن استغلاله لتقليل المهام المتكررة وتحسين جودة الخدمات دون المساس بالإبداع البشري.
اقرأ أيضًا: 100 مليون سائح، كيف غيّر الذكاء الاصطناعي ملامح الترويج السياحي في مصر؟
تحفظات بيئية وإنسانية في مواجهة التطور التقني
بعض الطهاة الآخرين يرون أن التكنولوجيا لا تتماشى مع الطابع الحرفي للمطبخ، القائم على نقل المهارات يدويًا، وقال تيبو سبواك، مدير مطعم صديق للبيئة في باريس، أن الذكاء الاصطناعي ليس من صميم عملهم.
ومع ذلك، لا يتردد آخرون في استخدام الذكاء الاصطناعي للمهام الإدارية واللوجستية، مثل كتابة رسائل البريد الإلكتروني أو إعداد جداول العمل في المطبخ، او إعلانات الوظائف.
تطبيقات جديدة تغير قواعد اللعبة
كما تقدم تطبيقات مثل Menu وFullsoon، أدوات جديدة لتحسين الأداء في المطاعم، من بينها تقدير تكاليف الأطباق وبصمتها الكربونية، إضافة إلى التنبؤ بالطلب بناء على عوامل مثل الطقس أو الأحداث المحلية.
وأكد رافائيل هومون، أستاذ كيمياء الأغذية في جامعة باريس ساكلاي، والمؤسس المشارك للمركز الفرنسي للابتكار في فنون الطهي، أن الذكاء الاصطناعي قادر على تقديم مكونات جديدة وغير مألوفة في الطهي، مثل الدمج غير المتوقع بين الشوكولاتة والخيار.
وأضاف أن يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل مئات الآلاف من كتب الطبخ واقتراح طرق جديدة لإنتاج الطعام، ويمكن للروبوتات أن تنجز بعضًا من المهام الأكثر إرهاقًا في المطبخ، وهو قطاع يعاني من نقص مستمر في عدد العاملين، متسائلا: "من يريد ان يقضي ساعتين في تقشير البطاطس؟".
اقرأ أيضًا: سباق الذكاء الاصطناعي يحتدم، ChatGPT في مواجهة Gemini، من يتفوق؟

تأثير الذكاء الاصطناعي في صناعة الطعام
ويشكل الذكاء الاصطناعي نقطة تحول مهمة في صناعة المطاعم، إذ يستخدم لتطوير مختلف الخدمات بدءًا من عمليات الطهي وصولًا إلى التوصيل وتحليل بيانات الزبائن واتخاذ قرارات إدارية أكثر دقة. لا يقتصر دوره على الكفاءة التشغيلية فحسب، بل يمتد إلى تحسين تجربة العملاء، من خلال تطبيقات الهواتف المحمولة، وأجهزة الطلب الذاتي، والمنيوهات الرقمية التي تتيح للزبائن الطلب والدفع بسهولة.
كما تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل تفضيلات العملاء وتقديم توصيات مخصصة وعروض تستند إلى بياناتهم، ورغم أن هذه التطبيقات ما زالت في مراحلها الأولى، إلا أن الذكاء الاصطناعي يحمل وعودًا بإحداث ثورة في طريقة تفاعل المطاعم مع عملائها، من خلال تجارب أكثر تخصيصًا وفاعلية.
5 تطبيقات رئيسية للذكاء الاصطناعي في قطاع المطاعم
1. خدمة الطاولة الآلية
من أبرز الابتكارات في المطاعم الحديثة هي الروبوتات الذكية التي تقوم بتوصيل الطلبات مباشرة إلى الطاولات، وتعتمد هذه الروبوتات على تقنيات الرؤية الحاسوبية وأجهزة الاستشعار لتجنب العقبات، كما ترسل تنبيهات للمطبخ عند الحاجة، مما يسهم في تحسين سرعة الخدمة وتقليل التكاليف التشغيلية.
2. تحسين التوصيل وتتبع الطلبات
بمساعدة الذكاء الاصطناعي، تطورت تطبيقات توصيل الطعام لتقدم خدمة أسرع وأكثر دقة، حيث يمكن للتطبيقات تحديد أسرع الطرق للتوصيل بناء على بيانات المرور والطقس، كما تتيح للعملاء تتبع طلباتهم لحظة بلحظة، ما يعزز من رضاهم ويقلل من زمن الانتظار.
3. إدارة المخزون بذكاء
توفر حلول الذكاء الاصطناعي آليات متقدمة لتوقع الطلب على المكونات، وتحديد الكميات المطلوبة بدقة في كل فترة، ما يساعد المطاعم في تقليل الهدر وتحسين التخطيط، كما يمكنها تتبع تواريخ انتهاء الصلاحية وتحديد المنتجات التي قد تنفد قريبًا، مما يعزز من كفاءة إدارة المخزون.
4. خدمة العملاء بطريقة ذكية
تمكن الأنظمة الذكية المطاعم من تقديم دعم فوري وشخصي للعملاء عبر قنوات متعددة مثل الدردشة الفورية والرسائل النصية. يمكن لهذه الأنظمة الرد على الاستفسارات، تأكيد الحجوزات، وتقديم عروض مخصصة استنادًا إلى بيانات العملاء وسجل تفضيلاتهم.
5. تحليل البيانات وتخصيص العروض
يساعد الذكاء الاصطناعي في تحليل أنماط الشراء وتفضيلات الزبائن، مما يمكن المطاعم من تصميم قوائم طعام مخصصة وعروض ترويجية موجهة، كما تتيح بعض التطبيقات تحليل البصمة الكربونية لكل طبق أو احتساب تكلفته بدقة بمجرد إدخال الوصفة.
اقرأ أيضًا: 365 وظيفة في خطر، الذكاء الاصطناعي يحل محل البشر بأكبر سلسلة متاجر بريطانية

مستقبل الذكاء الاصطناعي في المطاعم.. فرص وتحديات
رغم التخوفات، إلا أن المستقبل يبدو مشرقًا لتكامل الذكاء الاصطناعي في قطاع المطاعم، وحتى ينجح هذا الدمج، ينصح الخبراء باتباع استراتيجيات مدروسة تشمل:
تحديد أهداف واضحة لكل مطعم قبل استخدام AI.
مراقبة وتحسين أداء الأدوات الذكية باستمرار واجراء التحسينات.
تدريب الموظفين على التعامل مع التكنولوجيا الجديدة.
اختيار الحلول التقنية المناسبة لطبيعة عمل كل مطعم.
في النهاية، لا يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيستبدل الشيفات قريبًا، لكنه بالتأكيد سيكون السكين الذكي الجديد في مطبخ المستقبل.
Short Url
أوبك تعلن توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط
14 مايو 2025 03:17 م
الذهب يفقد بريقه بعد خفض الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين
14 مايو 2025 01:09 م
رئيس الفيفا: أمريكا تجني أكثر من 120 مليار دولار بالمونديال المقبل
14 مايو 2025 11:44 ص


أكثر الكلمات انتشاراً