الثلاثاء، 13 مايو 2025

10:01 م

الشرق الأوسط في سباق الذكاء الاصطناعي، هل سيقود أم سيكون تابعًا؟

الثلاثاء، 13 مايو 2025 04:13 م

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

تحليل/ ميرنا البكري

أصبح الذكاء الاصطناعي المحرك الأساسي لاقتصاد المستقبل، فمن لا يواكب التطور التكنولوجي، سيخرج من السباق العالمي المشتعل، والآن الشرق الأوسط لن يقف مكتوف الأيدي مشاهدًا فقط، بل سيدخل الملعب بقوة، محاولًا أن يغير قواعد اللعبة باستثمارات بمليارات، وشراكات عالمية، وحكومات تعمل على خطط طويلة المدى لكي تضمن لنفسها مكانًا في الصفوف الأولى، والسؤال هنا: هل تستطيع المنطقة أن تقود هذه الثورة أم ستكون تابعة؟

الذكاء الاصطناعي في السعودية: من الاستهلاك إلى التوطين | مجلة المجلة
الذكاء الاصطناعي في السعودية

 

السعودية، ليس نفط فقط، ذكاء اصطناعي على الساحة

وتخطو المملكة بخطوات واضحة وثابتة، لتضع نفسها في كل ملف يخص الذكاء الاصطناعي، من تأسيس صندوق استثمار ضخم بـ40 مليار دولار بالتعاون مع "أندريسن هورويتز"، لمشروع آخر بـ100 مليار دولار، دون استقطاب 15 مليار دولار في "ليب 2025م"، وتقول السعودية بوضوح: "أنا على الساحة وسأكون في دور البطولة".

ولا تعد شركة "آلات" و"هيوماين" مجرد شركات، بل هي أدوات استراتيجية لتحقيق رؤية 2030م، حيث تخلق سوقًا حقيقيًا للذكاء الاصطناعي، خصوصًا في التصنيع والبحث العلمي، وتقول التوقعات إن السعودية قد تتحول لمركز إقليمي بل وعالمي لتقنيات الذكاء الاصطناعي خلال الـ10 سنوات القادمين، خاصة إذا استطاعت أن تتجاوز القيود الأمريكية على الرقائق، لتستغل علاقاتها الدولية في صفقات تبادلية ذكية.

 

الإمارات، أول من دخل السباق ومازال في المقدمة

ومنذ 2017م، عندما عينت الإمارات أول وزير للذكاء الاصطناعي في العالم، واضعة الموضوع على قائمة أولوياتها، فشركة "جي 42" وشراكتها مع "مبادلة" وتوسعاتها في أمريكا، بجانب مشروع "ستارغيت" الذي بلغت تكلفته 7 مليارات دولار، أكد أن الإمارات لن تلعب في مستوى محلي، بل ستنافس على المستوى الدولي أيضًا.

ويقول التحليل الاقتصادي، إن الإمارات تقوم ببناء شبكة علاقات قوية، تؤهلها  لتصبح همزة وصل بين الشرق والغرب، خاصة في مجال البيانات الضخمة والرعاية الصحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والمتوقع أن يحقق لها عوائد، تتخطى الـ50 مليار دولار خلال عقد واحد.

اقرأ أيضًا: الإمارات تزرع منهج الذكاء الاصطناعي لجميع المراحل التعليمية

الإمارات تطلق نموذجاً جديداً للذكاء الاصطناعي - Telecom Review Arabia

 

مصر والمغرب وقطر، يدخلون السباق بخطوات أهدئ

ولدى مصر طموح، حيث بدأت بخطوة ذكية مثل "الميثاق الوطني للذكاء الاصطناعي" مع مايكروسوفت، ولكي تتحول لمركزٍ جاذب للاستثمارات، تحتاج أن تضاعف استثماراتها في البنية التحتية الرقمية، والتعليم الفني، وتحفيز القطاع الخاص، والأمر نفسه بالنسبة للمغرب التي رصدت 1.1 مليار دولار، وكذلك قطر التي خصصت 2.5 مليار للتحول الرقمي، فالخطوات جيدة، لكن السرعة تحتاج أن تزيد.

 

التحديات، الطريق ليس مفروش بالورود

الطموحات والاستثمارات موجودة بالفعل، لكن هناك عدة تحديات تعيق انطلاقهم أبرزها:-

  • نقص الكوادر المؤهلة التي تستطيع أن تدير وتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي.
  • الاعتماد على الرقائق الأجنبية، خصوصًا في ظل القيود الأمريكية، والتي تؤثر على المشروعات الإقليمية.
  • البنية التحتية الرقمية، تتطلب تحديثًا وتوسعًا أسرع، خاصة في الدول غير النفطية.
  • الخصوصية وحوكمة البيانات، وهو ملف حساس للغاية.

اقرأ أيضًا: وظائف بلا حدود، كيف سيُغيّر الذكاء الاصطناعي سوق العمل العربي والعالمي؟

 

توقعات السوق، الأموال كثيرة على الطاولة

ويقول تقرير Pwc، إن الذكاء الاصطناعي سيضيف 320 مليار دولار لاقتصادات الشرق الأوسط بحلول 2030م، وهذا الرقم ليس صغيرًا، بل يفتح شهية المستثمرين، فالسعودية لوحدها تستحوذ على أكثر من 40% من هذا الرقم، وإذا استمرت على نفس النهج، فإن الإمارات قد تصل لعوائد تفوق الـ70 مليار دولار، خصوصًا في القطاعات التي تسبق فيها، مثل الرعاية الصحية والتعليم الذكي.

ختامًا، ما يحدث في الشرق الأوسط، ليس مجرد موضة عابرة، بل هو تغيير جذري في شكل الاقتصاد الإقليمي، فالذكاء الاصطناعي ليس رفاهية، بل هو جزء أساسي من الأمن الاقتصادي وركيزة للتنمية المستدامة، لأن الدول التي تمتلك رؤية، وجرأة، تستعد للاستثمار في العقول والتكنولوجيا، والتي ستقود المستقبل، السباق قد بدأ، والسؤال الآن: من سيستمر حتى النهاية؟

Short Url

showcase
showcase
search