الثلاثاء، 13 مايو 2025

05:39 م

الإمارات والسعودية وقطر، ثلاثية خليجية تعيد تشكيل العلاقة مع واشنطن

الثلاثاء، 13 مايو 2025 01:20 م

أمريكا والسعودية

أمريكا والسعودية

تحليل/ ميرنا البكري

لا تعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للخليج والتي شملت الإمارات والسعودية وقطر، مجرد جولة دبلوماسية بروتوكولية فقط، بل زيارة في وقت حساس جدًا العالم فيه يتغير بوتيرة سريعة، كما أن المنطقة بها تحديات كثيرة من كل جانب، حيث يحاول ترامب إعادة ترتيب أوراقه، ليثبت أن الخليج مازال شريكًا مهمًا لأمريكا، خصوصًا في ملفات مثل الطاقة، والأمن، والاستثمار.

اقرأ أيضًا: استثمارات بالمليارات، الخليج يراهن على ماركة ترامب السياسية

ترامب يقول إن رحلته الدولية الأولى قد تكون إلى السعودية أو بريطانيا : CNN  الاقتصادية

 

أمريكا تعود للخليج، والمصلحة اقتصادية بامتياز

وهذه التطورات ليست صدفة، وليس لها علاقة بالنفط والدفاع فقط، بل هناك مصالح اقتصادية ضخمة بين الجانبين، فصناديق الثروة السيادية الخليجية، لديها استثمارات بحوالي 220 مليار دولار في السوق الأميركية،  فيمال ضخت الشركات الأمريكية استثمارات بـ55 مليار دولار في الخليج، تحديدًا في السعودية والإمارات وقطر.

هذه الاستثمارات، لا تتمركز في مجال واحد، بل في أغلب القطاعات المحورية، من التكنولوجيا والعقارات، للبنية التحتية والخدمات المالية، الأمر الذي يوضح مدى تشابك المصالح الاقتصادية بين الطرفين.

 

تحالف الطاقة، الخليج يمسك مفاتيح اللعبة

وتنتج السعودية والإمارات وقطر حوالي 13 مليون برميل نفط يوميًا، أي 16% من إنتاج العالم، وهو رقم ليس بسيط، أما الغاز الطبيعي، فالدول الثلاثة ينتجون مجتمعين 480 مليار متر مكعب سنويًا، فيما أن قطر لوحدها تمثل الثلث تقريبًا، وهو ما يجعلهم عنصرًا أساسيًا في أمن الطاقة العالمي، ففي عالم مليء بمشاكل  في الإمدادات، الخليج يقدم استقرار وموارد هامة لأوروبا وأمريكا والعالم كله.

اقرأ أيضًا: السعودية والإمارات تستثمران 2.5 تريليون دولار في الولايات المتحدة

 

الإمارات وأمريكا، شراكة ليست تجارية فقط

العلاقة بين الإمارات وأمريكا، أخذت مستوى مختلفٍ تمامًا، حيث تجاوز حجم العلاقات بين البلدين تريليون دولار، فيما أصبحت الإمارات أكبر شريك تجاري لأمريكا في الشرق الأوسط على مدار 16 عامًا متتالين.

لكن الجديد في قطاع التكنولوجيا، أن شراكات عديدة في الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والطاقة النظيفة - على سبيل المثال شراكة "G42" الإماراتية مع "إنفيديا"، وتحالفها مع مايكروسوفت- يوضح دخول الإمارات بقوة في عالم التكنولوجيا وأمريكا، حيث ترى بها حليفًا تكنولوجيًا حقيقيًا.

 

السعودية وأمريكا، مليارات في التجارة والسندات

وفي عام 2024م، سجل التبادل التجاري بين السعودية وأمريكا 32 مليار دولار، فيما يعد الأهم من بينها هو الاستثمارات السعودية في أمريكا، والتي وصلت لـ130 مليار دولار، معظمها في سندات خزانة وعقارات.

وهناك توقعات بأن يصل الرقم لـ600 مليار دولار في 2025م، وهذا يعني أن السعودية لديها نية تعمق في شراكتها مع أمريكا على المدى الطويل، وتفكر في الأمان والاستقرار الاقتصادي.

 

قطر وأمريكا، العلاقة تكبر خطوة بخطوة

ورغم أن الأرقام مازالت أقل من السعودية والإمارات، لكن قطر لديها تبادل تجاري مع أمريكا بـ5.6 مليارات دولار في 2024م، حيث تصدر الدوحة لأمريكا غازًا ومنتجاتٍ أخرى، فيما أمريكا تصدر لها تكنولوجيا وسلعًا الأمر الذي يعني أن قطر تخطو في اتجاه شراكة أكبر، خصوصًا أنها أصبحت عنصرًا أساسي في سوق الغاز العالمي، كما تلعب دورًا كبيرً بعد أزمة أوكرانيا.

اقرأ أيضًا: «شفافة ومجانية»، ترامب يؤكد استلام هدية قطر البديلة لـ «إير فورس وان» الرئاسية

طائرة بوينج 747-8 القطرية
طائرة بوينج القطرية

 

قمة الرياض 2025م، القادم أهم

وتعتبر هذه القمة محورية، لأنها تأتي في وقت كل طرف فيه يحتاج الآخر، فأمريكا تحتاج أن تأمن مصالحها في المنطقة، والخليج يحتاج شراكات قوية في التكنولوجيا والطاقة، بخلاف أن هناك ملفات ساخنة على الطاولة، مثل إيران، أسعار النفط، والمنافسة مع الصين وروسيا، والتي قد تفتح الباب لاتفاقيات في البنية التحتية، والطاقة المتجددة، والاستثمار في مشروعات الذكاء الاصطناعي والتقنية.

ختامًا، تعتبر زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الخليج، ليست مجرد خطوة سياسية عابرة، بل تعكس تحولًا استراتيجيًا في العلاقات بين الطرفين، فالمصالح الاقتصادية، التي تتجلى في استثمارات ضخمة متبادلة، وتعاونات في مجالات الطاقة والتكنولوجيا، أصبحت العمود الفقري لهذه الشراكة.

كما أن الخليج لم يعد فقط مصدرًا للطاقة، بل بات شريكًا في مستقبل التكنولوجيا العالمية، وأمريكا تجد في هذه المنطقة، عنصرًا حيويًا لاستقرارها الاقتصادي والجيوسياسي.

Short Url

showcase
showcase
search