الإثنين، 12 مايو 2025

08:37 م

استثمارات بالمليارات، الخليج يراهن على ماركة ترامب السياسية

الإثنين، 12 مايو 2025 07:25 م

العلاقات بين عائلة ترامب والخليج

العلاقات بين عائلة ترامب والخليج

تحليل/ ميرنا البكري

في الوقت الذى تنشغل فيه أمريكا بأكملها بالصراع القائم في الشرق الأوسط وآسيا، وفي ظل سباق محتدم بين الصين وترامب لقيادة النظام العالمي، هناك تحركات اقتصادية تحدث في الخلفية، وسلطات الخليج هي أول المشاركين فيها.

مؤسسة ترامب لا تحاول أن تقود العالم فحسب، بل ترجع بقوة لساحة التجارة الدولية، خاصةً من بوابة الخليج، استكمالًا لاستراتيجية ترامب التي تبناها منذ توليه زمام الحكم، والتي تكمن في الرسوم الجمركية. 

من دبي للدوحة، ومن الرياض لعمان، كان هناك سيل من الإعلانات عن مشاريع عقارية فخمة، شراكات، زيارات، وصفقات، كلها مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بعائلة ترامب والمقربين منه.

استثمارات سياسية وليست تجارية

والأمر الذي يجعل الموضوع غير عادي، هو إن أغلب الاستثمارات ليس مجرد بيزنس فحسب، بل مرتبطة بأسماء سياسية كبيرة، مثل إريك ترامب، جاريد كوشنر، وستيفن منوتشين، وكلهم كانوا في قلب إدارة ترامب، ومازالو يلعبوا أدوار مالية واستراتيجية في الخليج حتى اليوم.

أي ببساطة، الخليج لن يضع أموال في مشروعات مرتبطة بترامب، بل يضع رهانات سياسية أيضًا، هل ذلك يعني إنهم يعتقدوا أن ترامب سيقود العالم؟ أم يسعوا للحفاظ على صلة قوية معه؟ 

سنوضح في هذا التحليل الصورة  كاملة، كما سنُجيب على سؤالين محوريين، لماذا يتحرك ترامب في ساحة الخليج؟ ولماذا يراهن الخليج على ترامب.

اقرأ أيضًا: السعودية والإمارات تستثمران 2.5 تريليون دولار في الولايات المتحدة

ترامب ودول الخليج

عائلة ترامب تنطلق في الخليج

فتح إريك ترامب برج جديد في دبي تحت أسم "ترامب"، مما يؤكد أن العلامة التجارية مازال لها ثقل في الخليج، وفي نفس الوقت، مؤسسة ترامب أعلنت عن مشاريع جديدة في الرياض وجدة بالسعودية، وشراكة ضخمة في قطر وعمان مع شركات مثل "دار جلوبال" و"ديار القطرية".

أي ببساطة، ترامب يبني برج في كل دولة خليجية تقريبًا، وهو يشير إلى استثمار طويل المدى وثقة من الجانب الخليجي في "ماركة ترامب".

كوشنر والأموال التي تأتي من الشرق

كون جاريد كوشنر (زوج ابنة ترامب) أقام علاقات قوية مع ولي العهد السعودي، وحضر أحداث كبيرة مثل كأس العالم في قطر، والأهم من ذلك، شركته الاستثمارية "أفينيتي بارتنرز" التي أخذت مليارات من صناديق خليجية مثل صندوق قطر السيادي وجهات إماراتية، وقيمة أصولها ارتفعت بنسبة 60% في عام واحد.

الرقم الذي تم تداوله هو أن السعودية وحدها وضعت 2 مليار دولار في شركته، وهو استثمار ليس بسيط، بل كأنه كارت شراكة طويلة الأجل.

رجال ترامب في قلب الأموال الخليجية

هناك الكثير من الناس عملوا مع ترامب، مثل "دينا باول" و"كين موليس" و"ستيفن منوتشين"، وأصبحوا لاعبين كبار في المشهد الاقتصادي الخليجي، وشاركوا في الطرح العام لأرامكو أكبر شركة بترول في العالم، وأيضًا حضروا مؤتمرات كبيرة مثل مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية، كل ذلك يؤكد أن هؤلاء أصبحوا جزء من نسيج الخليج المالي والاستثماري.

اقرأ أيضًا: «شفافة ومجانية»، ترامب يؤكد استلام هدية قطر البديلة لـ «إير فورس وان» الرئاسية
 

تطبيع اقتصادي؟ أم تمهيد لرجوع ترامب؟

عند رؤية ترامب يستقبل أمير قطر ورئيس الإمارات في منتجعه "مار الاجو"، وتربطه علاقات تجارية بالمنطقة كلها، والخليج يضخ تدفقات المليارات لشركات مرتبطة به وبعائلته، هناك سؤال يطرح نفسه: هل ذلك استثمار عادي؟ أم استغلال وضع ترامب عالميًا؟ 

من الواضح إن هناك رغبة خليجية في الاحتفاظ بعلاقة قوية مع ترامب، لأن وجوده في النظام العالمي يحقق لهم مصالح اقتصادية واستراتيجية واضحة.

إذا عاد ترامب، ما الذي من الممكن أن يحدث؟

1. زيادة التعاون الاستثماري: قد نواجه اتفاقيات أكثر وأضخم مع كيانات خليجية، خاصة في العقارات والطاقة.

2. سياسات موالية للخليج: كان ترامب دائمًا كان داعم للسعودية والإمارات، ومن المتوقع أن يكمل بنفس النهج إذا عاد.
3. ضغوط على إيران مقابل صفقات اقتصادية: ترامب قد يبتز إيران مرة أخرى مقابل صفقات وتسهيلات للخليج.

4. توسيع نفوذ رجال ترامب في المنطقة: ستنتشر شركات كوشنر ومنوتشين وغيرهم أكثر في قطاعات مثل التكنولوجيا والطاقة والبنية التحتية.

هذه الشراكات والتعاون المتبادل ليس مجرد صدفة، بل  شبكة مصالح اقتصادية تتبني ببطء وهدوء، وتجعل الخليج  ليس سوق لترامب فقط، بل حليف استثماري استراتيجي في حالة رجوعه للحكم.

والسؤال المهم: برأيك، هل يسعى الخليج إلى الاستثمار في العلامة السياسية لترامب؟ أم أنه يحرص على تأمين موقع مبكر على طاولة النفوذ قبل نهاية المعركة التجارية القائمة عالميًا؟

Short Url

showcase
showcase
search