السبت، 10 مايو 2025

07:48 م

اشتباك على ضفاف السند، معركة الهند وباكستان على الأمن المائي

السبت، 10 مايو 2025 04:34 م

الهند وباكستان

الهند وباكستان

تحليل/ ميرنا البكري

المياه التي من المفترض أن تكون حياة، أصبحت تشعل في جنوب آسيا نار حرب، الهند وباكستان، التي تدور العلاقة بينهما على صفيح ساخن، دخلوا في صراع جديد لكن هذه المرة ليس على أرض أو حدود، بل بالمعنى الحرفي على نقطة المياه ومع تصاعد التوترات، بدأت الدنيا بدأت تسخن أكثر، والمجتمع الدولي أصبح قلق، خاصةً إن كل منهما يمتلكا سلاح نووي.

نهر السند شريان حياة في الهند وباكستان وبؤرة توتر بينهما
نهر السند

نهر السند، من شريان حياة لقنبلة موقوتة

نهر السند ليس مجرد نهر، بل شريان حياة لباكستان منذ أيام اتفاقية 1960 التي وقعها البلدين بوساطة من البنك الدولي، الهند تسيطر على الأنهار الشرقية، وباكستان على الغربية، وفي السنوات الأخيرة شهدت توتر جديد، بعد ما بدأت الهند تهدد بتعليق هذه المعاهدة، مما يجعل الوضع خطير جدًا.

الهند تلعب بورقة المياه

بدأت الهند تستخدم المياه كسلاح سياسي. مثلاً، تبني سدود على روافد نهر السند، مثل مشروع "كريشن جانجا"، مما يقلل من كمية المياه التي تصل لباكستان، وباعتبار إن باكستان اقتصادها زراعي، فهو يعتمد على النهر بنسبة 80%، وهو ما يعد تهديد مباشر لأمنها القومي.

المعاهدة في مهب الريح

اتفاقية السند كانت واحدة من أنجح المعاهدات المائية، وصمدت أمام 3 حروب، لكن الآن أصبحت مهددة، والهند قالت في 2022 إنها تريد أن تفاوض مرة أخرى على المعاهدة، وباكستان رفضت، ووسط الشد والجذب، البنك الدولي حاول يتدخل، لكن الأمور مازالت معلقة، والداتا الهيدرولوجية أصبحت ورقة ضغط أيضًا.

هل من الممكن أن نعود لحرب بسبب المياه؟

إذا قررت الهند بالفعل أن تخنق باكستان مائيًا، قد يدفع الحكومة الباكستانية إنها ترد عسكريًا، مما سيكون كارثة إقليمية، وأيضًا يؤدي لانهيار الثقة التي اتبنت على مدار 60 عام، ووقتها قد يصل الصراع لمرحلة لن نعود منها.

تأثير الصراع على الاقتصاد والاستثمار، الأموال تخاف من صوت الرصاص

هذه المنطقة كانت تشد أنظار المستثمرين الأجانب، لكن هذه التوترات جعلتهم يعيدوا حساباتهم، فكل تصعيد  بين الهند وباكستان، يطير رأس المال، وبيئة الاستثمار تتأرجح.

النزاع العسكري بين الهند وباكستان يتصاعد.. والقوات الهندية تتقمص دور  إسرائيل وتلعب بورقة الإرهاب - موقع الحرية النزاع العسكري بين الهند وباكستان  يتصاعد.. والقوات الهندية تتقمص دور إسرائيل وتلعب بورقة الإرهاب
النزاع العسكري بين الهند وباكستان

جنوب آسيا، إمكانيات ضخمة لكن الاستقرار مفقود

تضم جنوب آسيا سوق ضخم، وعدد سكان مرتفع، ونمو سريع، لكن من يغامر ويستثمر في منطقة قد تتحول لساحة حرب في أي لحظة؟ فالصناعات الثقيلة، والتكنولوجيا، والطاقة، كلها تحتاج استقرار لكي تنمو. ومع هذا الصراع، بيئة الأعمال تتأثر بشدة.

الضرر على التجارة بين الهند والباكستان

الهند وباكستان وحدهم كان من الممكن أن يكونوا قوة اقتصادية ضخمة إذا كان هناك تكامل تجاري. لكن الحدود تتقفل، والقرارات السياسية توقف حركة السلع، وهو ما يؤثرعلى أي شركة تعمل هناك، سواء محلية أو عالمية.

دبلوماسية الموارد، المياه ليس للشرب بل سياسة واستراتيجية

يقول المحللين السياسيين: إن معاهدة السند مثال لدبلوماسية الموارد. وفعلاً، استمرت 6 عقود في حماية المنطقة من حرب مياه. لكن تعليقها يزود انعدام الثقة، ويفتح باب لتصعيد خطير.

من الضروري أن يتدخل البنك الدولي، ليس كوساطة شكلية فقط، بل لايد أن يضغط على الطرفين للرجوع لطاولة المفاوضات، ويحدثوا المعاهدة لكي تناسب التغيرات المناخية والزيادة السكانية. وإذا لم نشاهد تحرك سريع، ستصبح هذه المنطقة ينفجر ببطء.

ختامًا، تعكس تطورات الصراع بين الهند وباكستان حول مياه نهر السند إلى أن الأمن المائي لم يعد مجرد قضية بيئية أو تنموية، بل أصبح أداة استراتيجية تُستخدم في سياق التنافس الجيوسياسي بين دولتين نوويتين. إن تعليق معاهدة مياه نهر السند أو التهديد بإلغائها لا يهدد فقط التوازن الإقليمي، بل من الممكن أن يؤدي إلى تداعيات كارثية تطال الأمن الغذائي والاستقرار السياسي والاجتماعي، خاصة في باكستان التي تعتمد بشكل حيوي على هذه الموارد.

فيتطلب الوضع الراهن تحركاً دولياً عاجلاً لإعادة إحياء المسار التفاوضي وضمان استمرار الاتفاقية ضمن إطار قانوني حديث يتماشى مع التحديات المناخية والاقتصادية الجديدة. فاستمرار التوتر وغياب الشفافية سيقوّض كل فرص التعاون، ويجعل من الماء شرارة لصراع قد يهدد أمن جنوب آسيا.

Short Url

showcase
showcase
search