أسعار النفط تسجل أول مكاسب أسبوعية منذ أبريل بدعم من تحسن العلاقات التجارية

السبت، 10 مايو 2025 10:15 ص

أسعار النفط

شهيرة أحمد

سجلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا في ختام تعاملات الجمعة، معززة أول مكاسب أسبوعية منذ منتصف أبريل، مدفوعة بتطورات إيجابية على صعيد العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وبريطانيا، وآمال بتحسن العلاقات مع الصين، إلى جانب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.

ارتفاع في أسعار العقود الآجلة

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بقدر 1.07 دولار، ما يعادل 1.7% ليصل إلى 63.91 دولار للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.11 دولار، أو نحو 1.9% مسجلاً 61.02 دولار للبرميل، وحقق الخامان مكاسب أسبوعية تجاوزت 4%.

تطورات إيجابية في العلاقات التجارية

جاءت هذه المكاسب في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتفاق مع المملكة المتحدة يتضمن خفض الرسوم الجمركية على صادرات السيارات والصلب، مما عزز الآمال بإبرام اتفاقات مماثلة مع الصين.

وفي هذا السياق، قال ترامب إن فرض رسوم بنسبة 80% على الواردات الصينية يبدو مناسبًا، مقارنة بالرسوم الحالية التي تبلغ 145%.

وتُعقد آمال إضافية على الاجتماع المرتقب بين وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني خه لي فنغ، أعلى مسؤول اقتصادي في الصين، المقرر عقده في سويسرا.

توقعات السوق تتجه نحو التفاؤل

وقال أليكس هودس، محلل النفط في شركة "ستون إكس"، أن بعد فترة من الركود، بدأت أسواق الطاقة تتخلص من بعض التشاؤم، ويظهر تفاؤل مدفوع بتحسن العلاقات التجارية.

وأشار هودس، في مذكرة للعملاء إلى أن خفض الرسوم الجمركية إلى 80%، رغم أنه لا يزال مرتفعًا، إلا أنه أقل بكثير من 145%.

كما دعمت بيانات الجمارك الصينية هذا الاتجاه، حيث أظهرت ارتفاعًا فاق التوقعات في الصادرات خلال أبريل، مع تراجع في وتيرة انخفاض الواردات، وهو ما يعزز موقف بكين قبيل المحادثات.

التوترات في الشرق الأوسط تدفع الأسعار إلى الارتفاع

إلى جانب العوامل الاقتصادية، ساهم التصعيد في الشرق الأوسط في دفع الأسعار للصعود.

وأعلن الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن باتجاه اسرائيل، في أعقاب هجوم تبنته جماعة الحوثي، في وقت تلعب فيه سلطنة عُمان دور الوسيط لوقف إطلاق النار، بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي اليمنية التي أعلنت مسؤوليتها عن هجوم، أمس الجمعة.

وصرّح نيكوس تزابوراس، كبير محللي السوق في "ترادو"، أن هذه التطورات دعمت الاتجاه الصعودي لأسعار النفط خلال الأسبوع.

الضغوط مستمرة من جانب العقوبات والعرض

في المقابل، لا تزال السوق تواجه ضغوطًا محتملة من السياسة الأمريكية، حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على مصفاة صينية مستقلة ثالثة بسبب استيرادها النفط الإيراني، قبل جولة مرتقبة من المحادثات النووية في سلطنة عُمان.

كما أن خطط "أوبك+" لزيادة الإنتاج تضيف عنصرًا من عدم اليقين بشأن مستقبل الأسعار، ورغم ذلك، أظهر مسح لرويترز تراجعًا طفيفًا في إنتاج أوبك خلال أبريل، نتيجة انخفاض الإمدادات من ليبيا وفنزويلا والعراق، وهو ما عوّض جزئيًا الزيادة المقررة في الإنتاج.

نظرة مستقبلية غير واضحة

من جانبه، أشار ماركوس مكجريجور، رئيس أبحاث السلع في شركة "كونينج" لإدارة الأصول، إلى أن مستقبل أسعار النفط سيظل رهينًا بمسار الاقتصاد الأمريكي، والسياسات التجارية، وكذلك تطبيق العقوبات على إيران وروسيا، مؤكدًا أن التقلبات ستبقى سمة أساسية في السوق خلال الفترة المقبلة.

Short Url

أخبار متعلقة