من البترول إلى الصناعة، الخليج يقود ثورة التصنيع ويبتعد عن النفط
الأربعاء، 07 مايو 2025 10:36 ص

التصنيع
تحليل/ ميرنا البكري
في عالم يتغير بوتيرة سريعة، أصبحت الصناعة أحد الأعمدة الأساسية لبناء أي اقتصاد، فالصناعة ليس مصانع فقط وآلات، لكن الصناعة الآن هي رمز القوة الاقتصادية والتقدم التكنولوجي.
ومن يقدر يسبق في ذلك السباق، سيكون له الكلمة في مستقبل الاقتصاد العالمي.
وفي الوقت التي تتراجع أمريكا فيه، دول الخليج مثل قطر والإمارات والسعودية يصعدوا بقوة في قطار التصنيع، سنوضح في هذا التحليل الصورة كاملة وسنعرض توقعات للفترة المقبلة .
قطر في المقدمة، الخليج يغير خريطة التصنيع
وفقًا لبيانات البنك الدولي 2023، جاءت قطر في المركز الأول عربيًا وعالميًا بنسبة مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي التي وصلت لـ 65%، والإمارات بـ 51%، والسعودية بـ 47%، مما يوضح قدرة الخليج على تحويل البترول لقيمة مضافة في قطاع الصناعة، والصين التي تُعرف بإنها (مصنع للعالم) احتلت المرتبة الرابعة بنسبة 40%، وجاءت مصر في المركز الخامس بنسبة 33%، وهو رقم جيد للغاية لكن مازال الطريق طويل أمامها، كما سجلت الهند 25%، والولايات المتحدة 17.5%، وذلك مفاجأة كبيرة.

دروس من الكبار، التعليم والتقنية هما المفتاح
1. الاستثمار في التعليم الفني، أساس التصنيع الحقيقي
الصين وأمريكا لم يصلوا لهذه المكانة الصناعية صدفة، بل ضخوا استثمارات ضخمة في التعليم الفني والتقني، واهتموا بتخريج أجيال مدركة لأهمية العمل الصناعي بدءًا من صيانة الآلات حتى الذكاء الصناعي، فمن الضروري أن تغير الدول (التي تريد أن تدخل سباق التصنيع) نظرتها للتعليم الفني، وتدعمه ليس بالأموال، لكن أيضًا بالسمعة والفرص، فعدم امتلاك الدولة لعمالة ماهرة ومهندسين فنيين محترفين، لن يحقق قطاع صناعي قوي.
2. التصنيع المتطور هو المستقبل، ليس مجرد تجميع
العالم اليوم لن يصنع منتجات بسيطة، الآن التنافس على المنتجات عالية التقنية: سيارات كهربائية، روبوتات، مكونات طيران، برمجيات صناعية ذكية. الدول التي سبقتنا ركزت على هذه القطاعات وأصبحت تصدر للعالم، لكن من الضروري أن نوجّه استثماراتنا لمصانع حديثة، خطوط إنتاج متطورة، ونشجع الشراكات مع شركات تكنولوجيا عالمية. فالتجميع غير كافي، لابد أن نبدع ونبتكر.
3. إصلاح القوانين وسلاسل التوريد تعني بيئة صناعية قوية ومستدامة
الصناعة ليس إنتاج فقط، بل منظومة كاملة تحتاج قوانين واضحة، وضرائب محفزة، وإجراءات ترخيص سهلة، وأرضية تشجع المستثمرين، كما أيضًا من المهم امتلاك سلاسل توريد ذكية ومتكاملة، من الخامات حتى المنتج النهائي. إذا وفرنا بيئة مستقرة وآمنة لرجال الأعمال، سنجد المصانع تفتح، والعمل يزداد، والتصدير يتحرك.

مؤشر مديري المشتريات، سباق الصناعيين يشتعل
في مارس 2025، كشف مؤشر مديري المشتريات (PMI) عن حيوية الصناعات في أكثر من دولة:
1.السعودية والهند على القمة بـ 58.1 نقطة.
2.الإمارات ليست بعيدة بـ 54 نقطة.
3.مصر والكويت سجلوا 49.2، مما يعني إن القطاع الصناعي شبه مستقر لكنه يحتاج دفعة.
4.لبنان سجل 47.6، وذلك أقل من المعدل الطبيعي للنمو.
توقعات، الصناعة العربية تتجه إلى أين؟
إذا استمر الاتجاه الحالي، سيصبح الخليج لاعب أساسي في الصناعة العالمية، خصوصًا في القطاعات المتقدمة مثل الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والمركبات الكهربائية. مصر تمتلك فرصة عظيمة إذا ركزت على التعليم الفني، و سلاسل التوريد، وتوسيع التصنيع الغذائي والهندسي.
في النهاية، التصنيع هو الأساس لبناء اقتصاد قوي، وليس إنتاج مواد خام، العالم يتغير بسرعة، ومن لا يلحق قطار التصنيع الجديد، سيجد نفسه يشاهد السباق الخليج سبق، والصين سبقت، والدور على مصر لحجز مكانها قبل ما المحطة تفوت.
Short Url
الاقتصاد تحت القصف، أرقام الهند وباكستان في مرمى التوتر
07 مايو 2025 04:25 م
صراع نووي أم نزيف اقتصادي؟ الهند وباكستان في مأزق التصعيد
07 مايو 2025 01:07 م
من المصنع للرف، رحلة "باربي" في ظل تعريفات ترامب
06 مايو 2025 03:23 م


أكثر الكلمات انتشاراً