الخميس، 08 مايو 2025

06:39 ص

«فيتنام تحت النار»، هل تصبح ضحية الحرب التجارية بين أمريكا والصين؟

الأربعاء، 07 مايو 2025 04:19 م

أمريكا والصين

أمريكا والصين

تحليل/ ميرنا البكري

في الفترة الأخيرة، تخطو فيتنام على حبل مشدود بين الصين وأمريكا، فمن جانبٍ، وارداتها من الصين التي تصاعدت ومن جانب آخر، كسرت صادراتها لأمريكا أرقامًا قياسية، وكل ذلك لم يكن سهلًا، لأن أمريكا بدأت تشك أن فيتنام ليست مجرد "محطة ترانزيت" للبضاعة الصينية، ما قد يجعلها تدفع ثمنًا غاليًا جدًا في شكل رسوم جمركية ضخمة، قد تضرب اقتصادها المعتمد على التصدير.

التجارة الدولية فيتنام أميركا الصين
فيتنام ما بين أمريكا والصين

 

أرقام تتحدث عن نفسها، صادرات وواردات تشتعل

وفي إبريل الماضي، صدرت فيتنام لأمريكا بأكثر من 12 مليار دولار، أي بزيادة 34% عن العام السابق، وهو  أعلى رقمٍ منذ أيام كورونا، وفي نفس الوقت، وارداتها من الصين وصلت لأكثر من 15 مليار دولار، أيضًا ذلك رقم قياسي بعد الجائحة، بزيادة 31%.

والسبب في هذه الأرقام، أن المصانع في فيتنام تستورد خامات ومكونات من الصين، وتعيد تصديرها للولايات المتحدة، وهو ما يسبب حالة من القلق لواشنطن.

الخطر الحقيقي، الرسوم الجمركية قادمة؟

وتدرس إدارة ترامب الآن، فرض رسومٍ جمركيةٍ ضخمة على الصادرات الفيتنامية قد تصل لــ46%، وهذا يعني أن المنتجات الفيتنامية، سيرتفع سعرها في السوق الأمريكي، والمستهلك الأمريكي سيبتعد عنها، وذلك كفيل بأن يهز اقتصاد فيتنام بالكامل، خصوصًا أن شركات مثل سامسونج ونايكي، لها مصانع ضخمة هناك، ومعتمدين على التصدير لأمريكا.

محاولة الهروب من العقوبات، فيتنام تناور سياسيًا

فيتنام لم تجلس صامتة، بل بدأت تكثف المحادثات مع إدارة ترامب، وعرضت إجراءات مشددة لكي تبين أنها لن تتهرب ولن تمرر البضاعة الصينية على أنها “صناعة فيتنامي”، ومن ضمن الخطوات:-( حملة على التلاعب في شهادات المنشأ، وتشديد الرقابة على الواردات، وأيضًا مراجعة عمليات التصنيع، للتأكد من وجود قيمة مضافة محلية).

ميناء كاي ميب، صورة مصغرة للاقتصاد الفيتنامي

وأصبح الميناء مزدحم للغاية، لدرجة أن هناك 26 رحلة أسبوعية لأمريكا بدلًا من 20، وهذا يعني أن المصانع الفيتنامية تكثف التصدير قبل قيام أمريكا بتفعيل قرار الرسوم الجديدة، ويوضح هذا المشهد قدرة القطاع الصناعي في فيتنام، على السباق ضد الزمن، كأنهم يهربوا قبل إغلاق الباب.

أمريكا تشك، فيتنام تبرر

وترى أمريكا أن فيتنام لن تضيف "قيمة حقيقية" للبضائع القادمة من الصين، كما أنها تمررها فقط على أنها محلية، لكنَّ فيتنام ترد وتقول إنها تصنع، وتضيف مراحل إنتاج، ولا يقتصر دورها على تغيير الكرتونة فقط، لذلك بدأت تطبق قوانينًا جديدةً على الاستيراد، وتقول إنها تحارب التلاعب فعلًا.

توقعات للفترة المقبلة

1.إذا فرضت أمريكا الرسوم بالفعل، ستكون ضربة كبيرة للاقتصاد الفيتنامي، ما يؤثر على الاستثمار الأجنبي هناك.

2.إذا استطاعت فيتنام أن تقنع أمريكا بالإجراءات قد تنجو مؤقتًا، لكن لابد أن تسبب تحولًا في نموذجها الصناعي، وتزود فعلًا القيمة المضافة.

3.في حالة استمرار الحرب التجارية بين أمريكا والصين، فيتنام تظل في النصف دائمًا، وستكون تحت المراقبة.

ختامًا، الأحداث مع فيتنام ليست مجرد أزمة تجارة، بل أزمة هوية اقتصادية، تريد أمريكا من خلالها أن تتأكد من أن فيتنام لا تستخدمها الصين كوسيلة، حيث تحاول الدولة الأسيوية إثبات العكس، لكي تحمي اقتصادها القائم على التصدير، ومن يحسم القصة، هي قدرة فيتنام على تطوير إنتاجها وتزويد القيمة المحلية فعلًا، إلا أن العقوبات قادمة، فلا يوجد مجاملات في اقتصاد السياسة.

Short Url

showcase
showcase
search