الجمعة، 02 مايو 2025

02:03 ص

في عيد العمال2025، الذكاء الاصطناعي يعيد رسم خريطة الوظائف عالميًا ويهدد سوق العمل

الخميس، 01 مايو 2025 08:57 م

 الذكاء الاصطناعي يهدد سوق العمل

الذكاء الاصطناعي يهدد سوق العمل

ترجمة شهيرة أحمد

يحتفل العالم في الأول من مايو من كل عام بـ"عيد العمال"، الذي يرمز لنضال الطبقة العاملة من أجل حقوقها وظروف عمل أفضل، إلا أن هذه المناسبة تأتي هذا العام في ظل تغييرات جوهرية تعصف بسوق العمل العالمي، تقودها تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي تهدد بإعادة رسم ملامح الوظائف، بل وحتى إلغاء المراحل الأولى من السلم الوظيفي.

هل تُغلق الوظائف أبوابها أمام الخرجين الجدد؟

وشكّلت الوظائف الأولية أو المستوى الوظيفي المبتدئ، البوابة رئيسية أمام الخريجين الجدد والمتدربين لدخول سوق العمل، في مجالات متعددة مثل الإعلام والقطاع المالي، إذ وفرت هذه الأدوار فرصة لاكتساب الخبرة العملية وبناء المهارات من خلال أداء المهام الأساسية التي تمهد للطريق المهني.

الذكاء الاصطناعي وسوق العمل

ووفقًا لتقرير صادر عن وكالة "بلومبرج"، فإن صعود أدوات الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل هيكل الوظائف وقد يؤدي إلى تآكل هذه المراحل التأسيسية، مما قد يضيق مساحات الانخراط في سوق العمل أمام الأجيال الجديدة.

الذكاء الاصطناعي يهدد وظائف بالاختفاء

تشير التقديرات إلى أن نحو 170 مليون وظيفة جديدة قد تستحدث خلال هذا العقد، إلا أن عددًا مقاربًا من الوظائف قد يكون مهددًا بالزوال بفعل الأتمتة والذكاء الاصطناعي، خاصة في المجالات المكتبية.

وأوضح تقرير بلومبرج، أن الذكاء الاصطناعي قادر على أداء أكثر من نصف المهام التي ينفذها محللو أبحاث السوق بنسبة 53%، ومندوبي المبيعات بنسبة 67%، بينما ينخفض التأثير إلى 9% و21% فقط في الوظائف الإدارية.

وسواء من خلال تقليص مسارات الدخول إلى سوق العمل أو تسهيل أداء مهام كانت تتطلب مهارات متخصصة في السابق، تشير التقديرات إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على نحو 50 مليون وظيفة في الولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة.

كيف يُمكن أن يُغلق الذكاء الاصطناعي الباب أمام الكفاءات الشابة والمواهب؟

يكشف "تقرير مستقبل الوظائف 2025" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن 40% من أصحاب العمل يتوقعون تقليص عدد موظفيهم في المواقع التي يمكن فيها أتمتة المهام عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وعلى نطاق أوسع، تعتبر التكنولوجيا، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي وتقنيات معالجة المعلومات، القوة الأكثر تأثيرًا في سوق العمل، ومن المتوقع أن تساعد وتسهم هذه الاتجاهات في خلق 11 مليون وظيفة جديدة، بالتزامن مع إلغاء 9 ملايين وظيفة أخرى.

مع تراجع الأدوار الوظيفية في مستويات العمل الأولى، بدأت توقعات الرواتب في التغير أيضًا، إذ يُتوقع من الموظفين الجدد تولي مهام مدعومة بالذكاء الاصطناعي مقابل أجور أقل.

وكشفت دراسة حديثة أن 49% من الباحثين عن عمل من الجيل Z في الولايات المتحدة يرون أن الذكاء الاصطناعي قد قلل من قيمة تعليمهم الجامعي في سوق العمل.

في الوقت ذاته، توسّع الشركات الأمريكية من عملياتها في الهند، حيث يمكن توظيف محترفين مهرة بتكاليف أقل بكثير، ما يزيد من حدة المنافسة على الوظائف المكتبية.

ومن المتوقع أن هذا التحول قد يخلق أزمة في تدفّق المواهب والكفاءات الشابة داخل سوق العمل، مع ما يحمله من تداعيات على الحراك الاجتماعي والتمثيل العادل، ووفقًا لما ذكرته وكالة "بلومبرج".

الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقًا جديدة رغم التحديات

ووفقًا لما ذكرته مؤسسة "تشارتر Charter " المتخصصة في تحليلات بيئة واتجاهات سوق العمل، يمكن للجيل الجديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي أن يُسهّل الوصول إلى الوظائف،  من خلال تمكين الأفراد من اكتساب المهارات والمعرفة التقنية التي كانت تمثل في السابق حاجزًا أمام العديد من الكفاءات المؤهلة.

وبدلاً من القضاء التام على الوظائف أو المستويات الأولى في سوق العمل، يمكن للشركات أن تستثمر في أدوات الذكاء الاصطناعي لتدريب وتأهيل الجيل القادم من الكوادر المهنية العليا.

وتشهد بعض القطاعات بالفعل تحولات ملحوظة، مثل مكاتب المحاماة التي بدأت تتخلى عن نظام الساعات المدفوعة الأجر، وتتبنى نماذج جديدة مثل التلمذة المهنية، وهو ما يعيد تشكيل الهياكل التقليدية داخل بيئة العمل.

ومع تعمق دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف العمليات في سوق العمل بشكل يومي، تبرز الحاجة إلى استثمارات كبيرة في برامج تطوير المهارات والتأهيل والتدريب المهني، لضمان جاهزية الموظفين للتفاعل مع اقتصاد المستقبل، الذي يقوده الذكاء الاصطناعي.

وفي ظل الاتجاهات والتحولات الاقتصادية العالمية، يعيد الذكاء الاصطناعي رسم خريطة التوظيف حول العالم، خاصة مع تراجع الاهتمام بالمستوى الوظيفي الأول في سوق العمل.

وتبقى الفرصة متاحة أمام أصحاب العمل والباحثين عن الوظائف لإعادة التوازن، من خلال التركيز على التعليم المستمر، والتأقلم مع التقنيات الجديدة، وإتاحة الفرص بشكل أكثر عدالة، وتسخير الذكاء الاصطناعي كأداة للتمكين، لا للإقصاء.

Short Url

search