الخميس، 01 مايو 2025

09:10 ص

ترامب في مرآة الاقتصاد، شعبية متراجعة وسط عاصفة الرسوم الجمركية

الأربعاء، 30 أبريل 2025 10:12 م

دونالد ترامب

دونالد ترامب

كتب/ كريم قنديل

في أول 100 يوم من ولايته الثانية، وجد دونالد ترامب نفسه في قلب عاصفة سياسية واقتصادية، وسط تراجعٍ ملحوظٍ في شعبيته، وأرقام استطلاعات رأي لا ترحم، بينما يحتفل برمزية الأيام المائة الأولى في السلطة، كانت الأرقام تقول شيئًا آخر.

وهناك ثلاث استطلاعات رأي كبرى من “واشنطن بوست” و “سي إن إن” و “إن بي سي”، أجمعت على تراجع شعبيته إلى مستويات لم يشهدها رئيس أميركي حديث، منذ أكثر من سبعة عقود، تراوحت نسبة التأييد بين 39% و45% فقط، في دلالة واضحة على أن وهج العودة إلى البيت الأبيض بدأ يخبو سريعًا.

ترامب

الاقتصاد، الحليف الذي انقلب خصمًا

وكان الاقتصاد ركيزة ترامب الأولى في حملته الانتخابية، لكنه اليوم يشهد تآكلًا في الثقة، فبحسب سي إن إن، تراجعت نسبة من يثقون بقدرته على إدارة الاقتصاد من 65% في ديسمبر إلى 52% فقط، أما استطلاع واشنطن بوست، فكشف عن قناعة لدى 72% من الأميركيين، بأن سياساته قد تقود إلى ركودٍ اقتصاديٍ وشيك.

والسبب؟ سياسة الرسوم الجمركية الشاملة، التي فرضها ترامب منذ بداية إبريل، والتي طالت جميع الشركاء التجاريين، حيث النتيجة كانت سريعة وموجعة، بتراجعٍ في أسواق المال، وتقلبات حادة في ثقة المستهلك، وتزايدت المخاوف من ركود يهدد الاقتصاد الأميركي والعالمي معًا.

دونالد ترامب

 

تعنت اقتصادي أم تصحيح هيكلي؟

إن شمولية التعريفات الجمركية، رفعت منسوب الضغط على المواطن الأميركي، في ظل تضخم متزايد وتآكل في القدرة الشرائية، ومع أن ترامب يراهن على أن هذه السياسات ستؤتي أُكلها لاحقًا عبر تقوية الصناعة الوطنية، إلا أن الخسائر الفورية باتت واضحة، حتى في نظر مؤيديه من مجتمع الأعمال.

إن ترامب كان يأمل في أن تُشعل سياساته موجة نمو جديدة، لكنها حتى الآن تسير عكس التوقعات، إلا أن المستثمرين غادروا السوق، في الوقت الذي خيم القلق فيه على قطاع واسع من الأميركيين.

 

السياسة الخارجية، من الصين إلى غرينلاند

واقتصاديًا، لم تكن الرسوم الجمركية وحدها تحت المجهر، فتصريحات ترامب المثيرة للجدل، من كندا إلى قناة السويس، وحتى حديثه عن غرينلاند، عززت شعورًا بعدم الاتزان، وأضرت بصورته في الداخل والخارج.

وفي الداخل الأميركي، تعمق الاستقطاب السياسي، فالديمقراطيون رافضون، والجمهوريون لا يزالون على ولائهم، بينما المستقلون -الكتلة التي خسرها ترامب بفارق بسيط في نوفمبر- بات 58% منهم يرفضون طريقته في الحكم.

ترامب

 

هل من بارقة أمل؟

ورغم الضغوط، يراهن البعض على تحسنٍ قادمٍ، فإذا تراجعت حدة الرسوم الجمركية، وعادت الثقة للأسواق، قد يشهد النصف الثاني من 2025م تعافيًا نسبيًا، خاصة إذا أوفى ترامب بوعوده المتعلقة بخفض القيود التنظيمية ودعم الشركات الأميركية.

أما الآن، فيبدو أن ترامب يواجه اختبارًا صعبًا، هل يستطيع تحويل خسائر اللحظة إلى مكاسب استراتيجية؟ أم إن أول 100 يوم، ستكون نذيرًا لأربعة أعوام عصيبة؟

Short Url

search