بـ13 تريليون دولار، الجيل الخامس وإنترنت الأشياء مستقبل الصناعة والاقتصاد العالمي

الأربعاء، 31 ديسمبر 2025 09:44 ص

الجيل الخامس في القطاع الصناعي

تشهد الصناعات الذكية حول العالم، تحولًا جذريًا مدفوعًا بالتوسع في شبكات الجيل الخامس 5G، والتي لم تعد مجرد وسيلة لتسريع الإنترنت، بل أصبحت بنية أساسية لإدارة المصانع الذكية وسلاسل الإنتاج المؤتمتة، وتصل سرعاتها نظريًا إلى نحو 20 جيجابت في الثانية، مقارنة بمتوسط فعلي لا يتجاوز 50 ميجابت في الثانية لشبكات الجيل الرابع، كما فتحت الباب أمام تشغيل الروبوتات الصناعية والتحكم الفوري في خطوط الإنتاج دون تأخير زمني مؤثر.

دعم إنترنت الأشياء الصناعية

وتلعب شبكات الجيل الخامس، دورًا محوريًا في دعم إنترنت الأشياء الصناعية، حيث تتيح ربط ملايين الأجهزة والمستشعرات داخل المصنع الواحد بزمن استجابة قد يصل إلى أقل من 1 مللي ثانية، مقابل نحو 100 إلى 200 مللي ثانية في شبكات 4G، وهذا الفارق الزمني يمنح المصانع القدرة على مراقبة الأداء واكتشاف الأعطال لحظيًا، وهو ما اعتمدت عليه شركات عالمية مثل Siemens وBosch في تطوير مصانع ذكية، تعتمد على التحليل الفوري للبيانات.

تطوير شبكات قادرة على استيعاب هذا التحول الصناعي

واقتصاديًا، تشير تقديرات مؤسسات بحثية دولية، إلى أن تطبيقات الجيل الخامس في الصناعات الذكية وإنترنت الأشياء، يمكن أن تضيف ما يزيد على 13 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2035، مع مساهمة القطاع الصناعي بنسبة تتجاوز 30% من هذه القيمة، وتستثمر شركات الاتصالات العالمية مثل Vodafone وAT&T وOrange، عشرات المليارات من الدولارات سنويًا لتطوير شبكات قادرة على استيعاب هذا التحول الصناعي الواسع النطاق.

ثورة الهواتف الذكية والخدمات الاستهلاكية

وفي مقارنة مباشرة مع الجيل الرابع، يظهر أن 4G كان مناسبًا لثورة الهواتف الذكية والخدمات الاستهلاكية، لكنه محدود في البيئات الصناعية عالية الكثافة، أما الـ5G فقد صُمم أساسًا لدعم الاقتصاد الإنتاجي الذكي، ما يجعلها منصة تشغيل صناعي متكاملة، وليس مجرد تحديث تقني، وهو ما يفسر تسارع الدول الصناعية الكبرى في نشر الشبكات الجديدة داخل المناطق الصناعية قبل المدن السكنية.