-
مستريحو الذهب في قبضة الشرطة، أختام مزورة وشركة وهمية ومشغولات بـ30 مليون جنيه
-
عودة الخطوط الملاحية الكبرى لقناة السويس.. دلالات اقتصادية تعكس تعافي سلاسل الإمداد
-
«ماتهزكوش الانخفاضات»، «شعبة الذهب» تتوقع وصول الأوقية لـ5 آلاف دولار بداية 2026
-
تأكيدًا لـ«إيجي إن»، الانتهاء من تنفيذ مشروع محطة محولات برج العرب
بين الماضي والحاضر، رحلة صناعة أدوية فيروس سي في مصر
الإثنين، 29 ديسمبر 2025 08:58 م
الأدوية - أرشيفية
قاد قطاع الصناعة الدوائية في مصر، الدور الأبرز في القضاء على فيروس سي، إذ واجهت الدولة منذ 10 سنوات أزمة دولارية لم تمكنها من استيراد الأدوية التي بدروها تقضي على الفيروس، فكيف لدولة لا تستطيع شراء الأدوية المتخصصة لعلاجه، أن تحقق خلوها من الفيروس؟، ويعرض التقرير التالي رحلة مصر في القضاء على الفيروس.
ذكر الدكتور محمد معيط، المدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي، أنه خلال الفترة التي كان يشغل فيها منصب مساعد لوزير الصحة عادل عدوي، في حكومة الدكتور إبراهيم محلب، تحديدًا عام 2015، لم تجد الدولة الأموال لاستيراد أدوية فيروس سي، مشيرًا إلى أن القيمة وقتها كانت تبلغ 15 مليون دولار، مؤكدًا أن الوضع ظل على ما هو عليه حتى نوفمبر 2016.

وفي عام 2015 العام نفسه الذي واجهت فيه الدولة الأزمة الدولارية، وصعوبة في استيراد الأدوية، جاءت الخطوة الأولى لصناعة الأدوية المتخصصة في علاج فيروسات الكبد، إذ تم افتتاح مصنع فارميد هيلث كير، بمدينة السادات، لتصنيع عقار هتيروسوفير لعلاج فيروس سي، في مايو 2015.
وتقوم شركة هيترو- الهند، الشريك الأول في مصنع فارميد هيلث كير، والحاصلة على ترخيص تصنيع المادة الخام من شركة جيلياد الأمريكية صاحبة السوفالدي (Sovaldi) في سبتمبر الماضي، بتوفير المادة الفعالة سوفوسبوفير، حيث أعلنت الشركة أن العقار يدخل السوق في يونيو بعام 2016، بحجم إنتاج يبلغ 500 ألف علبة، خلال السنة الأولى من الإنتاج.
وفي عام 2020، تمكنت شركة فاركو المصرية من الدخول بسباق مواجهه الأوبئة المخيفة، والتي تهدد الملايين من المرضى في جميع أنحاء العالم بقوة بدأتها من ابتكار علاج فيروس سي، والذى نجح في علاج أكباد المصريين، وعددٍ من مرضى العالم من فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي سي.

إحصائيات معدل الإصابات بفيروس سي في مصر
وشهد عام 2015، أعلى معدل للإصابة بفيروس سي في مصر في العالم، وبنسبة بلغت 7% بين السكان البالغين، كما تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من واحد من بين كل خمسة مصريين تتراوح أعمارهم بين 50 و 59 عامًا كان مصابًا بفيروس سي، إذ أدى هذا إلى انخفاض متوسط الإنتاجية بنسبة 7.5% بين المصابين، وانخفاض سنوي بنسبة 1.5% في إجمالي الناتج المحلي، بحسب تقديرات البنك الدولي.
وكان مرضى فيروس سي، أكثر تعرضًا لمخاطر السقوط في شِبَاك الفقر بنسبة خمسة أضعاف مقارنة بغيرهم؛ لأنهم كانوا سينفقون مبالغ كبيرة على العلاج، ولن يتمكنوا من العمل بسبب اعتلال صحتهم، ولدعم مصر، وضع البنك الدولي نماذج لسيناريوهات متعددة لعلاج هذا الفيروس موضحًا تبعات وتكاليف الخيارات المختلفة.
وبعد مراجعة هذه السيناريوهات، توصلت الحكومة إلى أن الخيار الأمثل هو القضاء على الفيروس تمامًا، لأن الخيارات الأخرى لن تكون فعَّالة من حيث التكلفة، ولن تساعد على تحسين صحة السكان على المدى الطويل، ونتيجة لذلك، تم إطلاق حملة "100 مليون صحة" في عام 2018.
وتم تنفيذ حملة الفحص الشامل على مستوى الجمهورية على مراحل في تسعة أشهر، وبعد خمس سنوات، ساعدت هذه الحملة مصر على الحصول على «الشهادة الذهبية» على مسار القضاء على التهاب الكبد سي من منظمة الصحة العالمية.

تمويلٌ بقيمة 250 مليون دولار من البنك الدولي
وحصلت هذه الحملة على تمويل قدره 250 مليون دولار من البنك الدولي، في إطار مشروع تطوير نظام الرعاية الصحية في مصر، وبتكلفة بلغت 530 مليون دولار، وساند البنك الدولي مرحلة التخطيط للحملة من خلال عرض أمثلة ناجحة لحملات صحية عالمية أخرى كي تستفيد منها مصر.
ويرجع نجاح الحملة إلى حد كبير لأن عمليات الفحص والعلاج كانت متاحة وغير مكلفة ومريحة لجميع المواطنين، حيث استهدفت فحص جميع المصريين والمقيمين في جميع أنحاء مصر، والذين تزيد أعمارهم على 18 عامًا على ثلاثة مراحل، كما تضمنت كل مرحلة من 7 إلى 11 محافظة، باستخدام ما يقرب من 6 آلاف موقع فحص ثابتٍ، وأكثر من 8 آلاف فريق فحص متنقل في جميع أنحاء الجمهورية.
وللوصول إلى 57% من المصريين الذين يعيشون في المناطق الريفية، تم نشر 1,079 سيارة طبية مجهزة، للوصول إلى المناطق النائية والتي تعاني من نقص الخدمات، وتم إنشاء مركز اتصالٍ محترفٍ للمتابعة اللازمة والرد على استفسارات المواطنين.

واستفادت مصر من الحملة عبر فحص ضغط الدم، ومستويات السكر في الدم، ومؤشر كتلة الجسم لجميع المشاركين، وساعد ذلك على إنشاء قاعدة بيانات عن الأمراض غير السارية وخرائط بيانية عن الحالة الصحية للشعب المصري، كما أعدت وزارة الصحة والسكان لوحة بيانات إلكترونية لتتبع معدلات الفحص على الفور وتوجيه فرق الفحص للتحرك بشكل إستراتيجي إلى المناطق التي كانت معدلات الفحص فيها منخفضة، ووفرت لوحة البيانات الإلكترونية أيضًا خدمات الإحالة التلقائية إلى مستويات أعلى من الرعاية إذ وُجد أن بيانات الفحص تستدعي ذلك.
وساند هذه الجهود، قدرة مصر التفاوضية على شراء مستلزمات الفحص والعلاج بأقل الأسعار، وساعد ذلك على علاج المرضى مجانًا، وكانت العلاجات المضادة للفيروسات المباشرة المفعول المصنعة محليًا عاملًا رئيسيًا في النجاح الملحوظ للحملة، وبلغ معدل الشفاء 98.5% بين الأشخاص الذين تلقوا العلاج، وكانت هذه العلاجات بمثابة منفعة عامة عالمية.
وترتب على ذلك خفض أسعار الأدوية في جميع أنحاء العالم، وقبل الحملة التي أطلقتها مصر، كان سعر العلاج اللازم لعلاج شخص لمدة ثلاثة أشهر في حدود 900 دولار في البلدان منخفضة الدخل، ونحو 100 ألف دولار في البلدان مرتفعة الدخل، وفي مصر كان السعر 58 دولارًا فقط.

دور المصانع المنتجة لأدوية فيروس سي بعد إعلان خلو مصر من الفيروس
من جانبه أكد الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن مصر استطاعت التخلص من فيروس سي، عبر عدة حملات مع وجود صناعة محلية للأدوية المتخصصة في علاج الفيروس، مشيرًا إلى أن الدولة تتجه نحو التصدير، ولا يمنع ذلك من قلة في الإنتاج، وهذا هو السبب الذي يرجع إليه خلو مصر من الفيروس.
حجم استيراد الأدوية المتخصصة في علاج فيروس سي في مصر
وبلغ حجم استيراد الأدوية المتخصصة في علاج فيروس سي في مصر في الماضي، أكثر من 100 مليون دولار في السنة الأولى فقط، وذلك قبل توطين التصنيع المحلي، فيما كانت مصر تعتمد بشكل كبير على الأدوية المستوردة الحديثة لعلاج فيروس سي، خصوصًا عقار سوفالدي، والذي كان مكلفًا للغاية عالميًا، بعدما كان سعر كورس العلاج في دول مثل الولايات المتحدة، يصل إلى نحو 84 ألف دولار أمريكي قبل التخفيضات.
وتفاوضت الحكومة المصرية للحصول على النسخ الأصلية بأسعار مخفضة في منتصف العقد الماضي، واستوردت كميات كبيرة منها في بداية برنامج العلاج الوطني، والذي بدأ في 2014-2015، وشارك في العلاج مئات الآلاف من المرضى قبل أن تنتقل للصناعة المحلية.
عدد الشركات المصرية التي استطاعت تصنيع دواء فيروس سي
وبعد دخول أدوية الفئة DAAS العلاج المباشر الفعال إلى السوق، قامت مصر بتوطين إنتاج هذه الأدوية محليًا، ففي عام 2022 أعلن متحدث وزارة الصحة، أن هناك تسع شركات مصرية تقوم بتصنيع عقاقير علاج فيروس سي محليًا، وهو ما وفر على الدولة أكثر من 70 مليون دولار سنويًا مقارنة بالاعتماد على الاستيراد فقط، فيما شكلت هذه الشركات أكثر من 79% من احتياجات مصر من علاجات الفيروس.
وحصلت شركة مثل فاركو (Pharco) على اعتماد من منظمة الصحة العالمية لإنتاج أقراص سوفوسبوفير عالية الجودة في مصر، وذلك منذ ديسمبر 20118، وهو ما ساهم في زيادة توافر العلاج محليًا، كما أن التوطين وصل إلى نسبة 100% في تصنيع دواء فيروس سي محليًا في مراحل لاحقة من البرنامج الوطني، وهو ما خفض سعر الكورس العلاجي في مصر إلى نحو 50 دولارًا فقط تقريبًا، بدلًا من أن يكون سعره عالميًا أعلى بكثير.

مصير المصانع والشركات بعد إعلان خلو مصر من فيروس سي
وفي أكتوبر 2023 أعلنت منظمة الصحة العالمية مصر خالية فعليًا من فيروس سي، وذلك بعد أن حققت متطلبات القضاء على المرض وفق معاييرها الحصول على تصنيف «الذهب في التغطية والعلاج، وبعد هذا الإعلان، وضع ملف تصنيع علاجات HCV في مصر، عدة توجهات والتي تظهر في التالي:-
1- استمرار الإنتاج المحلي
- لا تزال الشركات المصرية التي تصنع أدوية DAAS تعمل وتنتج الأدوية، ليس فقط للسوق المحلي بل للتصدير إلى دولٍ أخرى في إفريقيا ودول العالم النامي، لما تتمتع به هذه الأدوية من جودة وأسعار تنافسية عالية.
- دور هذه الصناعة، توسع ليشمل تصدير منتجات دوائية أخرى خارج نطاق فيروس سي، مستفيدة من الخبرات التي بنتها خلال سنوات برنامج القضاء على المرض.
2- التوسع في الصناعات الصيدلانية بشكل عام
قطاع الدواء في مصر نما بشكلٍ كبيرٍ، فعدد المصانع المرخصة وصل إلى نحو 191 مصنعًا بإجمالي 799 خطِ إنتاج حتى نهاية 2023، وكان هذا التوسع جزءًا من سياسة تعميق التصنيع المحلي، وتقليلًا للاستيراد في الدواء عمومًا، وتحول الدور من علاج محلي إلى مركز تصنيع إقليمي، وتسعى مصر لأن تكون مركزًا إقليميًا لصناعة الأدوية الصناعة المحلية، ولخصت تجربتها في فيروس سي، لتكون نقطة انطلاق لتوسيع القدرات الإنتاجية في أدوية أخرى، بدعم من الدولة لزيادة الصادرات، وتقليلًا للاعتماد على المستوردات.

قائمة بأهم الشركات المصرية التي شاركت في تصنيع أدوية علاج فيروس C (HCV Direct Acting (Antivirals "DAAs، خلال البرنامج الوطني للقضاء على المرض في مصر، مع شرح مختصر لدور كل منها:-
أكبر الشركات المحلية المنتجة لأدوية الفيروس حسب بيانات السوق المصري بالسنوات الأخيرة
(Pharco Pharmaceuticals) فاركو للأدوية
وتعد من أهم الشركات المصرية في تصنيع أدوية علاج فيروس C محليًا، وخاصة دواء سوفوسبوفير ومشتقاته، إضافة إلى تطوير مركبات جديدة بالتعاون مع جهات بحثية عالمية.
Mash Pharma ماش
وهي شركة مصرية معروفة بإنتاج مجموعة كاملة من أدوية فيروس C، تشمل السوفوسبوفير ومركبات علاجية مختلفة، وكانت من الشركات الرائدة في تصنيع أدوية علاج الفيروس محليًا.
Pharmed/Pharmed Health Care فارميد هيلث كبر
وشاركت في إنتاج أدوية علاج فيروس C من الجيل الأول والثاني، بما في ذلك منتجات تحتوي على سوفوسبوفير، وأسهمت في خفض التكلفة للمريض.
Eva Pharma
وهي شركة مصرية كبرى في صناعة الدواء، ولها حضور في تصنيع وتوزيع أدوية علاج فيروس C بالنسبة للنسخ المجنسة في الأسواق المحلية (مع معلومات عن مشاركات في إنتاج أدوية (DAAs).
أدوية أخرى منتجة لعلاج فيروس C
ووفق تقارير سابقة كان هناك حوالي 18 شركة مصرية تنتج أدوية فيروس C في السوق بذروة برنامج الإنتاج المحلي، تشمل العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة، والتي أنتجت نسخًا “جنيسة” من أدوية السوفالدي، الهارفوني، وغيرها بنفس المادة الفعالة.
شركات أخرى عاملة في صناعة الدواء شاركت في DAAS
وهذه الشركات من كبار اللاعبين في الصناعة الصيدلانية المصرية، وبعضها كان له منتجات علاج فيروس C أو شارك في توريد أدوية مشابهة:-
- أمون فارما (Amoun).
- Egyphar / ميد فارما.
- Adwia أدويا.
- EPICO (Egyptian International Pharmaceutical.
- Industries Company).
- MUP (Misr United Pharmaceuticals).
- Pharmaplast.
- Marcyrl.
وهذه الشركات الصناعية الكبيرة لها خطوط إنتاج أدوية متنوعة، وقد تشارك في إنتاج أو توزيع بعض أدوية عالج فيروس C، أو منتجات علاجية أخرى ذات صلة، ليس كل شركة تنتج كل نوع من أدوية DAAS، فبعض الشركات كانت تركز على سوفوسبوفير فقط، وبعضها على مجموعات مركبة مثل سوفوسبوفير + لا يديسبوفير أو داكلانزا.
والعدد الفعلي للشركات التي أنتجت أدوية فيروس C في ذروته، بلغ حوالي 18 شركة مصرية في مرحلة الإنتاج المحلي، وذلك بسبب قانون الملكية الفكرية في مصر، والذي أدى إلى عدم منح براءات لـDAAs في مراحلها الأولى، فقد سمح ذلك لعددٍ كبيرٍ من الشركات المصرية بإنتاج نسخ مجنسة محليًا بأسعار ميسرة.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
هيئة الدواء تعقد اجتماعًا مع غرفة صناعة الدواء لبحث تعزيز الصناعات الدوائية
29 ديسمبر 2025 07:27 م
6.2 مليار جنيه، إجمالي مبيعات الشركات التابعة للقابضة للقطن والغزل والنسيج
29 ديسمبر 2025 06:19 م
تعاون مصري تركي لدعم الاستثمارات الصحية وتوطين الصناعات الدوائية
29 ديسمبر 2025 06:12 م
أكثر الكلمات انتشاراً