خبير آثار: مصر أهدت العالم شجرة عيد الميلاد والتقويم
السبت، 27 ديسمبر 2025 03:17 م
شجرة عيد الميلاد والتقويم واحتفالات عيد الميلاد
محمد جابر
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن مصر أهدت العالم شجرة عيد الميلاد والتقويم واحتفالات عيد الميلاد.
وأوضح الدكتور عبد الرحيم، أن الأسطورة المصرية القديمة، تحكى كيف غدر ست بأخيه أوزوريس الذى كان يبغض فيه جمال وجهه ورجاحة عقله وحمله رسالة المحبة والخير بين البشر، فدبر مكيدة للقضاء عليه واتفق مع أعوانه من معبودات الشر، على أن يقيموا لأوزوريس حفلًا تكريمًا له، ثم أعد تابوتًا مكسى بالذهب الخالص بحجم أوزوريس.
وزعم أنه سيقدمه هدية لمن يكون مرقده مناسبًا له، ورقد في التابوت كل الضيوف ولم يكن مناسبًا لأى أحد، حتى جاء دور أوزوريس فأغلق عليه ست التابوت وألقوه في نهر النيل، لينتقل عابرًا البحر المتوسط حتى وصل إلى الشاطئ الفينيقي في أرض ليبانو عند مدينة بيبلوس، وهناك نمت على الشاطئ شجرة ضخمة وارقة الظلال، حافظت على التابوت المقدس من أعين الرقباء.
نقل الشجرة النادرة للقصر
وأشار إلى أنه كان في بيبلوس ملكة جميلة تسمى عشتروت خرجت لتتريض على الشاطئ، فبهرتها الشجرة الجميلة النادرة وأمرت بنقلها لقصرها، وأمّا إيزيس فبكت على أوزوريس وبحثت عنه على طول شاطئ النيل، واختلطت دموعها بماء النيل حتى فاض النهر، وبينما كانت تجلس بين سيقان البردى في الدلتا، همس في أذنيها صوت رياح الشمال تبلغها بأن المعبود أوزوريس ينتظرها على شاطئ بيبلوس، فذهبت واستضافتها عشتروت.
وأفاد أن كانت إيزيس تحول نفسها كل مساء بقوة سحرية إلى نسر مقدس، لتحلق في السماء وتحوم حول شجرة زوجها أوزوريس، حتى حدثت المعجزة وحملت إيزيس بالطفل حورس من روح أوزوريس، ورجعت به مصر تخفيه بين سيقان البردى في أحراش الدلتا حتى كبر وحارب الشر وخلصت الإنسانية من شرور ست.

ونوه الدكتور ريحان، إلى أن هذه الشجرة الشهيرة التي احتوت أوزوريس، هي شجرة الميلاد التي طلبت جذورها إيزيس من عشتروت وأهدتها إليها عشتروت، وأمرت حراسها بحملها إلى أرض مصر، ولما وصلت أرض مصر طبقًا للأسطورة أخرجت إيزيس جثة زوجها أوزوريس من تابوتها، وعادت إليها الحياة وأصبح عيد أوزوريس الذى أطلق عليه بعد ذلك عيد الميلاد -نسبة لميلاد حورس- من أهم الأعياد الدينية في مصر القديمة.
واستكمل أنه كان يحتفل به أول شهر كيهك (كا هى كا) أي روح على روح، حيث تنحسر مياه الفيضان فتعود الخضرة للأرض التي ترمز لبعث الحياة، وقد اصطلح المصريون القدماء على تهنئة بعضهم بقولهم (سنة خضراء) وكانوا يرمزون للحياة المتجددة بشجرة خضراء.
وأوضح أن المصريون القدماء، احتفلوا بشجرة الحياة التي يختارونها من الأشجار الدائمة الخضرة رمز الحياة المتجددة، وانتقلت هذه العادة من مصر إلى سوريا ومنها إلى بابل، ثم عبرت البحر الأبيض لتظهر في أعياد الرومان، وفى بعض الآراء عادت مرة أخرى لتظهر في الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح وشجرة الكريسماس، وهي الشجرة التي تحتفظ بخضرتها طول العام، مثل:- (شجر السرو وشجر الصنوبر).
وأشار الدكتور ريحان، إلى أن أول ذكر للشجرة في المسيحية، يعود إلى عهد البابا القديس بونيفاس (634 – 709م) الذي أرسل بعثة تبشيرية لألمانيا ومع اعتناق سكان المنطقة للمسيحية، لم تلغ عادة وضع الشجرة في عيد الميلاد، بل حولت رموزها إلى رموز مسيحية، وألغت منها بعض العادات، كوضع فأس وأضيف إليها رمز النجمة والذي يشير إلى نجمة بيت لحم، غير أن انتشارها ظلّ في ألمانيا، فلم يصبح عادة اجتماعية مسيحية ومعتمدة في الكنيسة إلّا في القرن الخامس عشر الميلادي.
ملفتًا إلى أن انتقلت إلى فرنسا وفيها تم إدخال الزينة إليها بشرائط حمراء وتفاح أحمر وشموع، واعتبرت الشجرة رمزًا لشجرة الحياة المذكورة في سفر التكوين من ناحية ورمزًا للنور، ولذلك تمت إضاءتها بالشموع، وبالتالي رمزًا للسيد المسيح وأحد ألقابه في العهد الجديد "نور العالم".
كما نسبت إضاءة الشجرة إلى مارتن لوثر في القرن السادس عشر الميلادي، ولم تصبح الشجرة حدثًا شائعًا، إلا مع إدخال الملكة شارلوت زوجة الملك جورج الثالث تزيين الشجرة إلى إنجلترا، ومنها انتشرت في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، وتحولت معها إلى صبغة مميزة لعيد الميلاد منتشرة في جميع أنحاء العالم.
وتابع الدكتور ريحان، بأن المصري القديم أبدع التقويم الذى نتج عن شغفه بنهر النيل وحرصه على رصد فيضانه ونتيجة مراقبة المصري القديم لنجم «سبدت» أو سيروس وهو نجم الشعرى اليمانية لعدة سنوات توصلوا إلى تحديد طول دورته الفلكية بدقة متناهية.
وقسّم السنة إلى ثلاثة فصول، طبقًا لطبيعة حياته الزراعية، وهي فصل الفيضان وبذر البذور وفصل الحصاد أو الربيع وتكونت السنة من 12 شهرًا ومجموع أيام السنة 360 يومًا، ثم أضافوا إليها الأيام الخمسة المنسية، والتي ولد فيها الآلهة الخمسة (أوزورويس- إيزيس- نفتيس- ست- حورس)، ثم أضافوا إليها يومًا سادسًا كل أربع سنوات قدموه هدية للمعبود (تحوت) الذي علمهم الحرف والكلمة والتقويم.
وأوضح الدكتور ريحان، أن التقويم المصري انتقل عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا عندما أهدت كليوباترا تقويم مصر الشمسي إلى يوليوس قيصر وكلفت العالم المصري «سوسيجين» بجامعة الإسكندرية بنقل التقويم المصري للرومان، ليحل محل تقويمهم القمري وأطلقوا عليه اسم «التقويم القيصري».
واختتم حديثة، أن هذا التقويم عملت به روما وبلاد أوروبا عدة قرون حتى قام البابا جريجوري الثالث بتعديله عام 1852م، وهو التقويم العالمي الحالي، ويعد في جوهره عملًا مصري منحه المصريون القدماء لكل البشرية، كما انتقلت مع التقويم تقاليد الاحتفال برأس السنة.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
تردد القنوات الناقلة لمباراة المغرب وزامبيا في أمم إفريقيا 2025
29 ديسمبر 2025 01:37 م
تردد القنوات الناقلة لمباراة مصر وأنجولا في أمم إفريقيا 2025
29 ديسمبر 2025 01:25 م
شيماء جمال تكتب.. الأب الذي يُطلّق أبناءه مع أمهم، جريمة تُرتكب "ببدلة محترمة"
25 ديسمبر 2025 02:47 م
أكثر الكلمات انتشاراً