تغييرات جذرية في التصميم، تسريبات آيفون ترسم ملامح خطة آبل حتى 2027

الجمعة، 26 ديسمبر 2025 02:30 ص

آبل

رغم السياسة الصارمة التي تتبعها آبل في الحفاظ على سرية خططها المستقبلية، كشفت تسريبات موسعة عن تفاصيل غير مسبوقة تتعلق بخارطة طريق هواتف آيفون خلال عامي 2026 و2027، في تطور يوضح أن الشركة تستعد لمرحلة مختلفة كليًا من حيث التصميم والأداء وطريقة طرح أجهزتها في الأسواق، وتشير المعطيات المتداولة إلى أن آبل لا تخطط لتحديثات شكلية محدودة، بل لتحولات عميقة قد تعيد تعريف تجربة آيفون خلال السنوات المقبلة.

وبحسب هذه التسريبات، تعمل آبل على تطوير ما يصل إلى ثمانية طرازات مختلفة من آيفون تحمل تسميات داخلية متعددة، تجمع بين امتدادات لسلاسل معروفة وإصدارات جديدة كليًا، وهذا التنوع يعكس توجهًا واضحًا نحو توسيع قاعدة المنتجات وتقديم خيارات متعددة تناسب شرائح مختلفة من المستخدمين، وهو نهج لم يكن معتادًا في استراتيجية آبل التقليدية التي اعتمدت لفترة طويلة على عدد محدود من الإصدارات السنوية.

سوق الهواتف القابلة للطي

وفي عام 2026، تخطط الشركة لإطلاق مجموعة تضم آيفون 17e، وآيفون 18 برو، وآيفون 18 برو ماكس، إلى جانب آيفون فولد القابل للطي، الذي يُعد أحد أكثر الأجهزة المنتظرة في تاريخ الشركة.

ويمثل هذا الهاتف دخول آبل رسميًا إلى سوق الهواتف القابلة للطي بعد سنوات من الترقب، في خطوة تعكس إدراكها لتغير اتجاهات السوق ورغبتها في منافسة اللاعبين الكبار في هذا القطاع.

أما عام 2027، فيحمل توسعًا أكبر في التشكيلة، مع أجهزة مثل آيفون 18، وآيفون 18e، وآيفون إير 2، إضافة إلى آيفون 20، الذي يُتوقع أن يكون إصدارًا خاصًا بمناسبة مرور عشرين عامًا على إطلاق أول آيفون، ويعيد هذا النهج إلى الأذهان ما فعلته آبل مع آيفون X، حين كسرت تسلسل التسمية التقليدي وقدمت تصميمًا مختلفًا شكل نقطة تحول في تاريخ الهواتف الذكية.

وتكشف هذه الخطط أيضًا عن تغيير ملحوظ في سياسة الإطلاق، حيث تعتزم آبل تقسيم مواعيد طرح هواتفها بين الخريف والربيع، وبينما تُطرح الفئات الأعلى سعرًا في الخريف، يتم تأجيل الإصدارات الأقل تكلفة إلى الربيع، وهو توجه بدأت ملامحه بالظهور مع آيفون 16e، ويهدف إلى إطالة دورة الاهتمام بالمنتجات على مدار العام بدلًا من تركيزها في موسم واحد.

وبعد إنهاء سلسلة آيفون SE واستبدالها بسلسلة e، جاء آيفون 16e بتصميم مستوحى من آيفون 14 مع دعم كامل لمزايا Apple Intelligence، وتشير التسريبات إلى أن آيفون 17e سيواصل النهج نفسه دون قفزات كبيرة، مع تحسينات محدودة تشمل استخدام هيكل زجاجي أكثر تطورًا، ودعم الشحن المغناطيسي، إلى جانب ترقية المعالج إلى A19.

وعلى مستوى الفئة الاحترافية، لا يُتوقع أن يشهد تصميم آيفون 18 برو تغييرات جذرية مقارنة بالجيل السابق، باستثناء لمسات جمالية محتملة في الجهة الخلفية، إلا أن التحول الأبرز قد يكون في الواجهة الأمامية، حيث تشير المعلومات إلى نقل تقنية Face ID أسفل الشاشة، والاستغناء عن Dynamic Island، مع وضع كاميرا السيلفي في الزاوية العلوية، في خطوة قد تمهد لواجهة أكثر نظافة وانسيابية.

ومن ناحية الأداء، قد تكون هذه الأجيال أول من يعتمد معالجات بتقنية تصنيع 2 نانومتر، من خلال شريحة A20 بالتعاون مع شركة TSMC، ما يعني قفزة ملحوظة في الأداء وكفاءة استهلاك الطاقة، وهذا التطور يعزز قدرة آبل على دمج مزايا ذكاء اصطناعي أكثر تقدمًا دون التأثير على عمر البطارية.

أما الخطوة الأكثر جرأة، فتتمثل في آيفون فولد، الذي تشير التسريبات إلى أنه سيأتي بشاشة داخلية قياسها 7.58 بوصة، وأخرى خارجية بقياس 5.25 بوصة، مع كاميرات بدقة 48 ميغابكسل وخامات فاخرة ومفصل عالي المتانة، ومع سعر متوقع يصل إلى نحو 2399 دولارًا، سيكون الهاتف الأغلى في تاريخ آيفون، ما يجعله منتجًا موجهًا لشريحة محدودة من المستخدمين.

حصر تقنيات متقدمة مثل Face ID أسفل الشاشة

وبالنسبة لإصدارات 2027، لا تزال التفاصيل محدودة، لكن التوقعات تشير إلى تقليص حجم Dynamic Island في بعض الطرازات، واستمرار حصر تقنيات متقدمة مثل Face ID أسفل الشاشة في فئة برو، إلى جانب توسيع استخدام مودم C2 بدلًا من C1X، وأعادت آبل النظر في هاتف آيفون إير 2 بعد إيقاف إنتاجه التجريبي مؤقتًا، مع احتمالات لتعديل التصميم أو خفض السعر لجعله أكثر جاذبية.

ويُنظر إلى آيفون 20 باعتباره التعبير الأوضح عن رؤية آبل المستقبلية، حيث تشير التسريبات إلى شاشة منحنية تغطي جميع الجوانب، وهيكل شبه خالٍ من الحواف، مع أزرار إلكترونية بدلًا من الميكانيكية، وإذا صحت هذه المعلومات، فقد يشكل الهاتف نقلة تصميمية تعيد تعريف شكل الهواتف الذكية مرة أخرى.

ومع احتمال طرح سبعة طرازات مختلفة من آيفون في وقت واحد بحلول 2027، تواجه آبل تحديات حقيقية تتعلق بالتسعير وتكاليف الإنتاج، خاصة مع ارتفاع أسعار الذاكرة والضغوط الاقتصادية العالمية، وحتى الآن، حافظت الشركة على استقرار نسبي في أسعارها، لكن المؤشرات توحي بأن العامين المقبلين قد يشهدان إما ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار آيفون أو اعتماد مواصفات محسوبة بعناية لتحقيق توازن صعب بين الابتكار والتكلفة، مع الحفاظ على مكانة آيفون كأحد أكثر الهواتف تأثيرًا في السوق العالمية.