-
توقعات بخفض أسعار الفائدة اليوم بـ 100 نقطة أساس تماشيًا مع تراجع التضخم، تفاصيل
-
طفرة غير مسبوقة لمعدلات تشغيل المطارات المصرية بنسبة نمو تخطت 22%
-
النتيجة الكاملة لإعادة المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب 2025 (الأسماء)
-
«مدبولي» يأمر بإنجاز مشروعات "التنمية الحضرية" وتطورات إحياء القاهرة التاريخية
محمد طلعت يكتب: صراع البيطريين على "الفشة" والكبدة والممبار
الخميس، 25 ديسمبر 2025 02:35 م
محمد طلعت
في القضايا التي تمس صحة الناس لا توجد مساحة للارتجال ولا مكان للحديث العابر فالكلمة الصادرة من مسؤول لا تسقط بالتقادم، ولا يمكن تبريرها باعتبارها رأيا شخصيا لأنها ببساطة تتحول إلى موقف عام يهز الثقة ويصنع الخوف.
ما جرى خلال الأيام الماضية داخل نقابة الأطباء البيطريين لم يكن خلافا مهنيا عاديا بل معركة تصريحات كادت أن تضرب قطاعا يعمل به عشرات الآلاف وتدور حوله تجارة بمليارات الجنيهات
تصريحات نقيب الأطباء البيطريين الدكتور مجدي حسن حول كبدة الدواجن والمواشي ووصفها بمصفاة السموم والتحذير من الفشة والممبار والدواجن المجمدة واللحوم المصنعة أطلقت موجة ذعر حقيقية بين المواطنين لأنها صدرت من أعلى منصب مهني يفترض أنه مصدر الطمأنينة لا القلق
الأخطر لم يكن في مضمون التصريحات فقط بل في طريقة طرحها التي بدت وكأنها حقائق علمية قاطعة بينما هي في جوهرها تفضيلات شخصية حسبما أوضح النقيب لاحقا وهو تبرير لم يكن كافيا لاحتواء حجم الارتباك الذي أصاب الشارع
في المقابل خرج صوت آخر من داخل النقابة نفسها لتفنيد تلك التصريحات حيث أكدت الدكتورة شيرين زكي رئيس لجنة سلامة الغذاء أن ما قيل يفتقر للدقة العلمية وأن تجميد الدواجن آمن ولا ينتقص من قيمتها الغذائية وأن الكبدة صالحة للاستهلاك طالما خضعت للكشف البيطري داخل المجازر المعتمدة
وأكدت أن التحذير من اللحوم المصنعة تحذير عالمي مشروط بمصادر الإنتاج وأن الخطر الحقيقي لا يأتي من المصانع المرخصة الخاضعة للرقابة بل من مصانع بير السلم التي تعمل خارج القانون وتستخدم مكونات محظورة
هذا التضارب "الصارخ" في الخطاب داخل مؤسسة واحدة فتح الباب لسؤال أكثر خطورة من الجدل نفسه وهو من يحمي المواطن من فوضى التصريحات ومن يضع الحد الفاصل بين الرأي الشخصي والمسؤولية المهنية
الملف ازداد تعقيدا مع عودة الجدل حول تداول الدواجن الحية بين من يطالب بمنعها حماية للصحة العامة ومن يرى أن هذا التوجه يهدد الصناعة المحلية ويصطدم بثقافة استهلاكية متجذرة لدى المصريين
وبين هذا وذاك ظل المواطن وحده في المنتصف لا يعرف أي الروايات يصدق ولا أي النصائح يتبع في ملف يتعلق بغذائه اليومي وصحة أسرته
القضية هنا لم تعد دجاجة مجمدة أو كبدة أو ممبار بل أصبحت أزمة ثقة في الخطاب الرسمي نفسه فحين يتحدث المسؤول دون انضباط تصبح كلماته سلاحا يرتد على المجتمع كله.
وأختم مقالي بكلمات الكاتب والأديب الراحل عبدالرحمن الشرقاوي في مسرحيته الشعرية "الحسين شهيدا" والتي قال فيها:
أَتَعرِفُ معنى الكلمة؟، مفتاح الجنة فى كلمة، دخول النارِ على كلمة، وقضاءُ اللهِ هو كَلِمة، الكَلِمةُ نور، وبعض الكلمات قبور، الكلمة فرقان بين نَبىٍّ وبَغىٍّ، بالكلمة تَنكَشِفُ الغمَّة.
الكَلِمَة نورٌ ودليلٌ تَتْبَعُهُ الأُمّة، عِيسَى ما كان سِوَى كَلِمَة، أَضَاءَ الدُّنْيا بالكَلِمات، وعَلَّمَها للصّيَادين، فَساروا يَهْدُونَ العَالَم.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
شيماء جمال تكتب.. الأب الذي يُطلّق أبناءه مع أمهم، جريمة تُرتكب "ببدلة محترمة"
25 ديسمبر 2025 02:47 م
توقعات بخفض أسعار الفائدة.. خطوة استراتيجية للبنك المركزي المصري في ديسمبر 2025
25 ديسمبر 2025 10:37 ص
محمد طلعت يكتب: تطبيقات النقل الذكي وأسئلة مشروعة حول معايير الأمان
24 ديسمبر 2025 03:47 م
أكثر الكلمات انتشاراً