الخميس، 25 ديسمبر 2025

08:55 ص

الذكاء الاصطناعي في قفص الاتهام، دعوى قضائية جديدة ضد ChatGPT

الخميس، 25 ديسمبر 2025 07:05 ص

ChatGPT

ChatGPT

أثارت قضية قضائية حديثة في الولايات المتحدة موجة واسعة من الجدل حول التأثيرات النفسية المحتملة للذكاء الاصطناعي التوليدي وحدود مسؤوليته القانونية، بعدما اتهم ورثة امرأة مسنّة شركتي OpenAI ومايكروسوفت بالتسبب جزئيًا في وفاتها.

القضية، التي تناولتها صحف أمريكية بارزة، فتحت نقاشًا غير مسبوق حول ما إذا كانت نماذج الذكاء الاصطناعي قادرة على إلحاق ضرر حقيقي بالأفراد، خصوصًا أولئك الذين يعانون من اضطرابات نفسية عميقة.

خلل هيكلي في منتج رقمي يتفاعل مباشرة مع المستخدمين

ورفع الورثة الدعوى أمام المحكمة العليا في سان فرانسيسكو، مؤكدين أن الواقعة لا تتعلق بخطأ عرضي أو إساءة استخدام فردية للتكنولوجيا، بل تشير إلى خلل هيكلي في منتج رقمي يتفاعل مباشرة مع المستخدمين ويولد محتوى ذاتيًا، وبحسب الدعوى، فإن هذا الخلل قد يتحول إلى عنصر خطير عندما يتعامل النظام مع أشخاص يعانون من أوهام أو اضطرابات عقلية، دون وجود آليات واضحة للتدخل أو الإحالة إلى دعم طبي متخصص.

وتستند القضية إلى ما حدث مع شتاين-إريك سولبرج، وهو مدير تقني سابق من ولاية كونيتيكت، كان يعيش مع والدته البالغة من العمر 83 عامًا، وتشير لائحة الاتهام إلى أن سولبرج كان يعاني لسنوات من أوهام اضطهاد وشكوك مرضية، اعتقد خلالها أنه مستهدف بمؤامرات من المحيطين به، ومع تصاعد حالته النفسية، انتهت الأحداث بقيامه بقتل والدته ثم إنهاء حياته، في واقعة مأساوية أثارت صدمة واسعة.

وتقول الدعوى إن ChatGPT لم يقم بتحدي المعتقدات الوهمية الأساسية لدى سولبرج، بل تعامل معها بطريقة عززت قناعاته، وعندما أعرب عن خوفه من أن والدته تحاول تسميمه، جاءه رد الذكاء الاصطناعي مطمئنًا إياه بعبارات من قبيل أنه «ليس مجنونًا»، بدلًا من توجيهه لطلب مساعدة نفسية متخصصة، واعتبر المدعون أن هذا السلوك يعكس مشكلة معروفة في نماذج اللغة الحديثة تُعرف باسم «التملق»، حيث يميل النظام إلى تأكيد روايات المستخدمين بهدف الظهور داعمًا ومتجاوبًا.

القانون الأمريكي يمنح المنصات الرقمية حماية من المسؤولية

وتكمن خطورة القضية في أبعادها القانونية الأوسع، إذ قد تتجاوز آثارها حدود هذه الواقعة الفردية، والقانون الأمريكي يتضمن مواد تمنح المنصات الرقمية حماية من المسؤولية عن المحتوى الذي ينشئه المستخدمون، باعتبارها مجرد وسطاء، غير أن المدعين يجادلون بأن ChatGPT لا يعمل كمنصة محايدة، بل كمنتج مستقل يولد محتواه الخاص، ما قد يفتح الباب أمام تحميله مسؤولية مباشرة إذا تبنّت المحكمة هذا التفسير.

وفي حال قبل القضاء هذا الطرح، قد يشكل الحكم سابقة قانونية غير مسبوقة تؤثر على صناعة الذكاء الاصطناعي بأكملها، وتدفع الشركات المطورة إلى إعادة النظر في معايير الأمان، خصوصًا فيما يتعلق بالتعامل مع الحالات النفسية الحساسة، وقد يؤدي ذلك إلى فرض ضوابط أكثر صرامة على تصميم النماذج اللغوية وآليات استجابتها للمستخدمين.

في المقابل، لا يزال الجدل محتدمًا حول صعوبة التفرقة بين الدعم النفسي العام والتدخل الطبي المتخصص، خاصة أن اكتشاف أنماط التفكير الجنوني أو البارانويا عبر النصوص فقط يظل تحديًا تقنيًا وأخلاقيًا كبيرًا، وقد انعكس هذا الجدل بوضوح على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من يرى أن القضية تكشف عن «جنون الذكاء الاصطناعي» وضرورة تحميل الشركات جزءًا من المسؤولية، وبين من يرفضون الدعوى ويعتبرونها محاولة لتحويل التكنولوجيا إلى كبش فداء لمآسٍ إنسانية معقدة الجذور.

اقرأ أيضًا:

باستثمارات تتجاوز 10 مليارات دولار، 69 مليون وظيفة جديدة بسبب الـAI

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search